وقعت الجمهورية اليمنية والبنك الدولي، بمقر البنك في واشنطن أمس على محضر اختتام المفاوضات الرسمية حول تمويل مشروع الأشغال العامة في اليمن بمنحة مالية تبلغ قيمتها 50 مليون دولار. وتهدف المنحة إلى توفير فرص عمل عاجلة وعلى المدى القريب في قطاع الاشغال العامة بُغية تعزيز الانتعاش الاجتماعي والنمو الاقتصادي عبر دعم مشاريع البنية التحتية في اليمن بما يسهم في مجابهة تحديات البطالة وتحسين الخدمات الأساسية العامة. وقع الاتفاقية عن جانب اليمن وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور محمد السعدي، وعن البنك الدولي كبيرة الخبراء في شؤون المناطق الحضرية سابين بيديز. وفي السياق ذاته، بدأت أمس في واشنطن المفاوضات الرسمية بين وفد الحكومة والمسؤولين المختصين في البنك الدولي لتمويل مشاريع الصندوق الاجتماعي للتنمية «المرحلة الرابعة» بمبلغ وقدره 50 مليون دولار. وستشمل الاتفاقية تفعيل مشاريع البنية التحتية للمجتمعات الفقيرة في مجالات التعليم والمياه والطرق والصحة والقطاع الزراعي. ويهدف المشروع إلى تحسين الخدمات الأساسية وتعزيز الفرص الاقتصادية ودعم الفئات الأشد فقراً في المجتمع اليمني. حضر مراسيم التوقيع وبدء المفاوضات وزير المالية صخر الوجيه ورئيس مصلحة الجمارك محمد زمام ووكلاء ورؤساء المكاتب الفنية في وزارتي التخطيط والمالية والقائم بالأعمال في سفارة اليمنبواشنطن عادل علي السنيني وأعضاء البعثة اليمنية لدى الولاياتالمتحدة. فيما حضره من جانب البنك، كبيرة المستشارين في دائرة مكتب المدير التنفيذي للبنك جيهان عبدالغفار. إلى ذلك التقى وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور محمد السعدي ووزير المالية صخر الوجيه في مقر وزارة الخارجية الامريكيةبواشنطن النائب الأول لمساعد وزير الخارجية السفير جيرالد فايرستاين. وتركز البحث خلال اللقاء على أهمية مساندة شركاء التنمية في اليمن لجهود حكومة الوفاق الوطني لتعزيز مسارات التنمية والاستقرار في اليمن وكذا سبل إيجاد آلية لدعم الموازنة العامة للدولة. وتطرق النقاش في هذا الصدد إلى أهمية حث المانحين على الوفاء بتعهداتهم المعلنة لدعم التنمية في اليمن ومواصلة حشد الدعم من المجتمع الدولي لليمن بما يمكنه من التغلب على التحديات الراهنة وتجاوز التحديات المتعلقة بتغطية العجز في الموازنة العامة. وقد أكد النائب الأول لمساعد وزير الخارجية الأمريكي أنه سيترأس وفد بلاده المشارك في الاجتماع القادم لمجموعة أصدقاء اليمن المزمع انعقاده في عاصمة المملكة المتحدة (لندن) في 29 من شهر ابريل الجاري. . مجدداً التزام الولاياتالمتحدة بدعم تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل . وأبدى المسؤول الأمريكي تقدير بلاده لجهود الإصلاحات الاقتصادية التي تمضي بها اليمن في الوقت الراهن. وزير التخطيط أشاد من جانبه بمستوى العلاقات المتميزة بين الولاياتالمتحدةواليمن، مؤكداً حصر اليمن على تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين. وتطرق الدكتور السعدي إلى التحضيرات الجارية لانعقاد الاجتماع القادم لمجموعة أصدقاء اليمن. في حين استعرض وزير المالية صخر الوجيه تطورات الأوضاع المالية والاقتصادية في اليمن. إلى ذلك التقى وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور محمد السعدي ووزير المالية صخر الوجيه أمس في البيت الأبيض بواشنطن مساعدة الرئيس الأمريكي لشئون الأمن القومي ومكافحة الإرهاب ليسا موناكو. جرى خلال اللقاء بحث علاقات التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين وآفاق تعزيزها وتطويرها وعلى وجه خاص في المجالين الاقتصادي والتنموي. واستعرض الوزيران السعدي والوجيه خلال اللقاء التحديات الاقتصادية التي تواجه اليمن نظراً لشحة الموارد ولانخفاض الإيرادات. وتطرق اللقاء إلى الخطوات الجاري تنفيذها حالياً لإعادة هيكلة المشاريع الاقتصادية المتعثرة وكذا سير عملية التحضير للاجتماع السابع لمجموعة أصدقاء اليمن في المملكة المتحدة. وشدد الجانب اليمني على أهمية إيفاء المانحين بتعهداتهم المعلنة لدعم التنمية في اليمن بما يضمن نجاح المرحلة الانتقالية الحالية والنهوض بالاستثمارات والمشاريع التنموية لما من شأنه توفير فرص العمل لامتصاص البطالة في أوساط الشباب. وأشاد وزيرا التخطيط والمالية بتفهم شركاء التنمية في اليمن للظروف الاقتصادية والاجتماعية الحرجة التي تعاني منها البلاد جراء التحديات الأمنية والمالية والسياسية. من جانبها أكدت مساعدة الرئيس الأمريكي التزام الولاياتالمتحدة بمواصلة دعم الإصلاحات الاقتصادية في اليمن وكذا دعم أجندة التنمية، باعتبارها عنصراً أساسياً للمرحلة الانتقالية التي تشهدها البلاد حالياً. مشيدة بجهود القيادة السياسية وحكومة الوفاق الوطني في مواصلة الإصلاحات الاقتصادية بحسب اتفاقية المساءلة المشتركة بما يلبي تطلعات الشعب اليمني. وجددت مساعدة الرئيس الأمريكي حرص بلادها على استمرار دعمها للعملية الانتقالية ومساندة جهود القيادة السياسية والحكومة اليمنية لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني. إلى ذلك التقى وزير التخطيط والتعاون الدولي ووزير المالية في مقر وزارة الخارجية الأمريكيةبواشنطن مساعد وزير الخارجية للشؤون التجارية والاقتصادية تشارلز ريفكين.. وبحسب وكالة «سبأ»، تركز البحث خلال اللقاء على الأوضاع الاقتصادية في اليمن وأولويات حكومة الوفاق الوطني في الفترة القادمة والسبل الكفيلة بتعزيز دعم المجتمع الدولي للعملية الانتقالية في سبيل استكمال خطوات التسوية السياسية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل فضلاً عن دعم الإصلاحات المالية والإدارية بما يكفل تسريع وتائر التنمية الشاملة وتحفيز النمو في القطاعات الاقتصادية. وتناول الوزيران السعدي والوجيه الجهود المبذولة للحفاظ على استقرار سعر الصرف والسيطرة على التضخم وتمويل الأسواق المحلية بالاحتياجات من مادتي البترول والديزل. موضحين سير النمو الاقتصادي في اليمن في الوقت الحاضر مقارنة بالأعوام السابقة وعلى الرغم من الصعوبات والتحديات الأمنية والسياسية وكذا انكماش فجوة العجز في الميزانية خلال العام الجاري مقارنة بالعام المالي المنصرم.