في الزاوية القريبة من خُطانا كان النمل مُنْتَشِيًا يرتِّب بعضه لأداء عبادةٍ لا يَعِيها العابرون، وكان صاحب اللحية الكثَّة يَركض خلف تكبيرة الإحرام؛ واجمَ الوجه يندُب حظَّه إذ فاتَه أجر الصلاة.. صرخَتْ خلفه نملةٌ كانت تُعِيد تجميع الصفوف التي فرَّقها: سنُصَلِّي وإن قتلتمونا. أفقٌ سريّ كان الأصيل يتحرَّش وردةً أرهقَها الأسى، بينما كنتُ مستَلقِياً أفتّش عن أفقٍ سرِّي يوصلني إليّ، إذ بغيمةٍ شاردة تعبُر سماء المكان وتَرمقُني بصمت، أعَدتُ ناظريّ إلى الوردة البائسة فوجدتها باسمةً تشير إليَّ بطرفها وقد نبَت ظل الغيمة الشَّاردة على خدِّها.