رسمت الأقدار خطوط الحياة لكل شخص فينا, فمن الناس من أساء فهم هذا التخطيط المقدر فأكمل مشواره دون أن يحاول معادلة ذلك التخطيط الذي رسم ليتغير, وفئة أخرى من الناس لم تسلم تفكيرها لذلك التخطيط ما دام في قدرة عقولها تعديل مالا يتماشى مع طموحاتها ومع تمسكها بإعمارها. المستحيل كلمة لا تحويها قواميسهم والإبداع غريزة وجدت بداخلهم توجههم كل يوم ليفرغوا طاقاتهم فيما يجب أن تفرغ, مع أن العديد من هؤلاء لا يسلمون من الوقوع في براكين اليأس إلا أن أغلبهم يكملون مشوارهم بتماسك وبعد تضحيات كثيرة ربما يصلون إلى أهدافهم وربما لا! يتساءل الناس كثيراً عن هؤلاء المبدعين الذين سطر التاريخ أسماءهم في لوحاته ,فلا يكتفي اغلبهم بقراءة تاريخهم بل تظل أعمالهم دوافع نحو إنشاء مبدع جديد, فهل ظروفهم غير ظروفنا؟ وهل عقولهم غير عقولنا؟ ولماذا هم بالذات؟؟؟ فمنهم من يصل إلى جواب يشبع فضوله وشغفه وشجنه وتطلعه, ومنهم من يقلص اليأس والاستسلام عقليته فيفقد صبره في تحري ملكاته الإبداعية ويصبح كما أصبح العديد (عالات على أنفسهم وعلى المجتمع), وتمتلئ عقولهم بالأفكار السلبية فلا ترى في قلوبهم سوى الحقد والغل وكره كل من يتفوق, لكنهم يظلون مختلفين عن كثير من الناس فلو وجدوا ما يشفي غلهم لصاروا بالتأكيد أناسا فاعلين في المجتمع. أن تكون مبدعاً لا يعني أبدأ أن تكون مشهوراً, إن الخطأ الذي زرع في عقول الناس بأن الإبداع لا يكون إلا عند أناس تختلف ظروفهم وتختلف طرق تفكيرهم, كل ذلك جعل الناس يدركون أنهم غير قادرين على أن يبدعوا بشيء يعجز الآخرون عن إبداعه, ونسوا أن الله خلق الناس باختلافات كثيرة والا لصار الناس غير مبدعين. فهل يعني الإبداع امتلاك قدرات خارقة؟ أن يكون الشيء مخترق للعادة فهذا بالمعجزة التي لا يملكها سوى الأنبياء, ولذلك فالإبداع لا حدود لتخصصاته ولا حدود لأصحابه, فإذا أحب الشخص شيئا وعمل جهده لابتكار شيء فيه فهو مبدع, ولأننا خلقنا بنسبة ذكاء متفاوته فهذا لا يقصر العمل الإبداعي على فئة دون الأخرى ولكن الذات هي من ستختار بين الإبداع والاتباع. قل أنا.......... وسيقول الناس أنت.