إعلامي متميز وغني عن التعريف، يقدم حالياً برنامجا من أهم البرامج التي تعرضها شاشاتنا الصغيرة (الشعب يريد)، قدم قبله برامج رمضانية بذات الطابع السياسي الساخر (عاكس خط، صح النوم) والذي انغمس فيها بقضايا الوطن ومشاكل الشعب العالقة بأسلوب بسيط وجميل ولعل هذا ما جعله يحظى بشعبية كبيرة بين الفئات المُشاهِدة للشاشة، تعرض للكثير من الإيذاء بسبب جرأته وصراحته في طرح بعض التناقضات السياسية ورفضت بعض الشخصيات السياسية الظهور في برنامجه خوفا من انتقاده اللاذع.. محمد عبدالرحمن الربع.. لا يختلف كثيراً أمام الكاميرا عنه بعيداً عنها وهذا ما لمسناه في حوار أجرته (ألوان) معه وتحدث فيه عن خبايا وأسرار برنامج الشعب يريد وعن جديد (صح النوم«2») الذي يستعد لتصويره لعرضه في رمضان المقبل نترككم معه: .. برأيك ما سبب قُرب برامج محمد الربع من قلوب وابتسامة المشاهدين؟ أولاً شكراً على الاستضافة، بالنسبة لسؤالك فأعتقد أن السبب هو الشكل والأسلوب الذي استخدمته في تقديم البرنامج وتوصيل الرسالة والمفهوم وأيضاً لاقترابنا من القضايا البسيطة للناس ومخاطبتهم بالأسلوب البسيط والسهل الذي يفهمونه وابتعادنا عن البرامج التقليدية المخاطبة للنخب والمثقفين مع أن الهدف من البرنامج ليس الكوميديا ولكن مناقشة قضية بقالب كوميدي فكان الهدف والمضمون هو الهدف الرئيسي وليس الابتسامة لوحدها. .. بدايتك كانت بالتمثيل بالمسرح وكمخرج خلف الكاميرا وحالياً أمامها كمقدم برامج ساخرة، ما الذي تغير فيك على الصعيد الشخصي والعملي؟ تغير الشيء الكثير، العمل أمام الكاميرا أصعب من خلفها وله ضريبته وسلبياته وإيجابيات، الظهور أمام الكاميرا وعلى الشاشة يجعل الأنظار مسلطة عليك ويفقدك الخصوصية والبساطة في الحياة، أيضاً يجعلك في الواجهة وتتحمل مسئولية كل كلمة تقولها ويفرض عليك بذل جهد أكبر في ناحية الشكل والمضمون والتجديد. .. لماذا اخترت طابع البرامج الساخرة السياسية في مجال التقديم؟ لم اختاره ولكن هذا الأسلوب هو الذي تناسب معي ووجدته الأفضل في عرض فكرتي وإيصال رسالتي وأيضاً لأن مثل هذه البرامج أكثر تفاعلية وجذب من غيرها أما لماذا سياسي فلقناعتي أن مشكلتنا في هذا البلد هي مشكلة سياسية بالدرجة الأولى فنحن لدينا قدرات وموارد وخيرات وكفاءات ولكن ينقصنا الإدارة الجيدة فمشكلتنا بالأساس سياسية وإذا صلحت أصلحت البقية والعكس. .. ما سبب خروجك من قناة سهيل، هل صحيح أنك تعرضت لضغوطات من إدارتها؟ أنا من دعاة التغيير ولهذا حبيت أن أغير المكان الذي أعمل فيه وفي الأخير أنا يهمني ماذا أقدمه للناس ولا يهمني أيش المنبر الذي أنا فيه المهم أن تصل رسالتي للمشاهد ولأني وجدت في يمن شباب سقف الحرية والتجديد أكبر. .. تسع حلقات من (الشعب يريد)، أية حلقة كانت لها ردود قوية حتى الآن ولمَ ؟ - الحمد لله كل الحلقات كان لها ردود فعل ومتابعة من الناس، يتفاوت ردة الفعل حسب مضمون الحلقة وحسب توفر الكهرباء للناس واستطاعتهم مشاهدتها، ربما كانت حلقة المناظرة بين الرئيس السابق والحالي كان لها رده فعل أكبر بالإضافة لحلقة حادثة مستشفى العرضي! .. قلتَ يوماً (نقيم الناس على تعاملهم وليس على انتمائهم)، هل هذا ما يفسر تحامل البعض على برامجك؛ بسبب انتمائك السياسي؟ كيف تواجه الانتقادات بشكل عام؟ لا يوجد عمل بشري يحصل على إجماع وإرضاء الناس غاية لا تدرك والذي لا يعمل لن يحصل لا على انتقاد ولا على إشادة.. ففي ناس تشاهد البرنامج ولديها قناعة مسبقة عني مهما قلت ومهما كان كلامي فلن يتقبلها.. وفي ناس تشاهد وتتقبل وتأخذ ما يناسبها ويتوافق مع توجهها وتترك الباقي, وفي ناس معجبة ومؤيدة لما أقدمه بشكل عام وفي ناس تناقشني وتنتقدني كشخص ولا تناقش الفكرة الذي أطرحها. ومثل ما أنا انتقد فطبيعي أتقبل نقد غيري لي أيّ كان هذا النقد وواقعيته وأستفيد من بعضه. .. لوحظ في برنامج “الشعب يريد” انتقادك لمعظم الأطراف المشاركة بالعملية السياسة باليمن، فهل أنت قلق من فقدان شعبيتك لدى الجميع بسبب انتقادهم؟ صحيح.. يقال إذا أردت أن تخسر جميع أصدقائك فما عليك إلا قول الحقيقة، أنا انتقد تصرفات وليس انتماءات وانتقد التظليل الذي يُمارس على المشاهد أو القارئ وأحاول أبيّن الصورة وكيف يتم تلفيق الأخبار والضحك على المشاهد، كانت تصلني اتصالات ورسائل بعد كل حلقة من الجهات التي كنت انتقد بعض تصرفاتها... كما أنى في كل برامجي لا أميل للترويج لأحد ولا أمدح أحداً وأميل إلى نقد السلبيات والبعض يأخذ علي أني انتقادي وأركز على الأخطاء ولكن أنا مقتنع بهذا الدور لقناعتي أن التمجيد والمديح والثناء ليس إعلاما وإنما ارتزاق وهناك أشخاص وإعلام منشغل في هذا الجانب والأفضل لي أن أجد نفسي في الجهة المقابلة لهم. .. هل صحيح أن بعض المسئولين رفضوا الظهور ب الشعب يريد ولمَ؟ كان شكل البرنامج في البداية يتضمن استضافة ضيف ويتم مناقشته ولكن كان يتم الرفض من قبل معظمهم أول ما يعرفوا أني (أنا) مقدم البرنامج، حتى من الأشخاص المعجبين ببرامجي وكان يُهيأ لهم أنهم سيتعرضون للانتقاد والإحراج في البرنامج فكانوا يعتذرون عن الحضور مما اضطررنا لاستبدال فقرة الضيف بفقرة الصحافة. .. ماذا عن (صح النوم 2) هل بدأت التجهيز له وما مدى اختلافه عن العام الماضي؟ صح النوم2 يتم الإعداد له وسنسافر خارج اليمن خلال اليومين القادمتين ويختلف عن العام الماضي في المواضيع الذي سنناقشها بالإضافة إلى اختلاف الدول الذي سنصور فيها ونعرض تجاربها في مواضيع نحن في اليمن ممكن نستفيد منها وتتوفر لدينا الإمكانية. .. هل صحيح بأن مواقع تصويره ستكون بالصين؟ في الصين وست دول أخرى عربية وإسلامية وأجنبية. .. ما أسرار العرض الذي قُدم لك بتقديم برنامج مع مذيعين عرب في قناة فور شباب؟ قدم لي أكثر من عرض من قناتين خليجية ولكني اعتذرت لهم لطبيعة البرامج التي عُرضت علي ومضمونها ولأني أجد نفسي أقدم رسالة أهم في برامجي الحالية بالإضافة أن بلادنا ومشاكلها وأهمية دور الإعلام فيها أكثر من الذهاب لمناقشة قضايا قد تكون في نظري ثانوية حتى ولو كان المردود المادي في بلادنا قليلا جداً مقابل تلك القنوات، حتى ولو أني أتعرض للمخاطر والتهديدات والانتقادات ولكن أجد أن بلادنا هي الأكثر حاجة لأبنائها في كل المجالات. .. هل تعتقد أن الإعلام اليمني يؤدي رسالته كما ينبغي؟ نعم يؤدي رسالته ولكن ماهي هذه الرسالة..! هناك من يحمل رسالة نهضة وبناء وهناك من رسالته وهمه تفتيت هذا الوطن وتجزئته وهناك من يريد إشعال الفتن فيه وكثير من وسائل الإعلام الموجودة هي تتبع أطراف قد تجد مصلحة القائمين عليها لديهم أهم من مصلحة البلد سواء كانت هذه الوسائل الإعلامية تتبع أطراف داخلية وبعضها خارجية. .. متى سيعود للمسرح كممثل مسرحي.. محمد الربع؟ حالياً مستبعد الفكرة إلى أجل غير مسمى. .. كلمة أخيرة لجماهيرك أمام الشاشة الصغيرة؟ شكراً لمن يتابعني وأتمنى أن أكون عند حسن ظنهم ودعواتهم لي..