تعتبر مديرية الشمايتين وما يعرف حالياً بمركزها التربة، من المديريات الحديثة، القديمة من ناحية التقسيم الإداري لها لعام 2002م فيما تقع في الجانب الجنوبي لمحافظة تعز، وتبعد عنها بحوالي 70 كيلو متراً، ولكونها كانت تمثل مركزاً قضائياً وتجارياً لمنطقة الحجرية سابقاً فضلاً عن مكان للعلم فيها، فقد ساعدها ذلك، بأن تحتفظ بمكانتها.. وأن تبقي كمركز هام بين عديد من المناطق المجاورة لها بحكم ما تتميز به من مقومات كثير ة على مستوى واقعها الراهن وبالتالي هو ما جعلها أن يكون لها خصائص متعددة، من حيث وضعها الاجتماعي الاقتصادي، الثقافي، التجاري، وغيرها. مشاريع لا تفي وأمر كهذا هو ما كان ينبغي أن يواكبه حركة تنموية دؤوبة في شتى جوانبها المختلفة وإن كانت قد حظيت بمشاريع خدمية أبان الفترة الماضية إلا أنها لم تكن بالمستوى المطلوب الذي يحرك عجلة التنمية ويدفع بأوضاعها بشكل أفضل عن ما هي عليه في الوقت الحاضر. ويعود ذلك لغياب المتابعة المستمرة من قبل مسئولي المديرية الذين تعاقبوا عليها خلال السنوات السابقة وبالتالي فإن أوضاعاً كهذه هي ما ترتب عليها أنئذ انعكاسات سلبية وأدت في النهاية إلى توقف حركة التنمية فيها وخاصة على مستوى مركزها الرئيسي مدينة التربة ناهيك عن مناطقها وقراها الأخرى. الأمور ظلت على حالها وعلى هذا نجد بأن الأمور ظلت كما هي دون أن يطرأ عليها أية تغيرات في بنيتها التحتية أكان ما يتعلق منها بمشاريع المياه، الكهرباء، الطرق، شق الشوارع الداخلية وغيرها أو خدمات الصرف الصحي. الأوضاع التنموية بدأت تتحرك ولكن رغم ذلك نرى بأن الأوضاع التنموية بدأت الآن تأخذ مسارها خطوات إلى الأمام في هذه الفترة وبالذات من حيث الدفع بعملية التنمية، والتي أضحت تلمس حالياً بمدينة التربة كونها ظلت بمنأى عن النهوض بخدماتها، في جوانب عديدة. وبالقدر هذا .. فقد أخذت الأمور باتجاه إحداث تحولات تنموية على صعيد أوضاعها الخدمية وبنيتها التحتية والتي هي بحاجة ماسة إليها في الوقت الحاضر، وعلى هذا نجد بأن هناك جهود حثيثة تبذل وبشكل كبير من قبل إدارة المديرية بهدف إجراء تنمية شاملة داخل التربة، فيما يتم الآن توسعة مدخل الطريق الغربي المؤدي إلى المدينة فضلاً عن شق الطرق الداخلية للشوارع سواءً الواقعة في الجهة الشمالية منها أو الجنوبية الغربية. بقدر ما تم في نفس الوقت إزالة لبعض قواعد البناء والتي كانت مخالفة للمخطط العام للمدينة كما أن هناك بعض البنايات كانت قد أنشئت سابقاً بقدر ما هي مخالفة للتخطيط ولكنها تتبع مراكز نفوذ داخل مدينة التربة.. أعمال بناء ومخلفات كما أنه من اللافت للنظر بأن حركة البناء هي الأخرى قد بدأت تأخذ طريقها و بشكل مواكب للنشاط التجاري في هذه المدينة حيث يلاحظ بأن هناك توسعاً في أعمال الإنشاءات فيها سواءً لمراكز تجارية أو خدمية كمحلات وغيرها وهذا ما يرى على مستوى شارعها الرئيسي لكن ما يعيب في الأمر بأن مخلفات البناء تظل هي العائق أمام حركة سير المشاة وكذا المركبات نتيجة لعدم قيام أصحاب هذه المنشآت برفعها إلى أماكن أخرى وهذا ما يزيد الطين بلة من تراكم مخلفات البناء فضلاً عن تواجد أكياس القمامة بجوارها. غياب الخدمات الفندقية و إذا كانت هناك من حركة تنمية من ناحية التوسع العمراني داخل هذه المدينة وخاصة من حيث توجه رؤوس الأموال بإنشاء منشآت حديثة وبمواصفات راقية سواءً على المستوى الرئيسي أو الأفقي لها فكان ينبغي عليهم أن يتجهوا أيضاً إلى بناء فنادق تكون مرتبطة بتوفير خدمات للناس أو الزائرين، والسواح لكن للأسف الشديد لا يوجد توجه حتى الآن في هذا المجال... بقدر أن التربة كمدينة منذ فترة طويلة مضت إلا أنها لا تزال تعاني من غياب الخدمات الفندقية فيها حتى اللحظة، وهذا معيب جداً في حق أصحاب رؤوس الأموال من أبنائها، وكذا الجهات المعنية بالدولة لأنه لا يمكن للزائرين أو السياح حال ما يأتون إليها أن يبقوا لمدة يوم واحد، أو ما شابه ذلك ما دام وهي لا تزال تفتقد لمثل هذه الخدمات الفندقية في الوقت الحاضر ومهما كان وجمالها ونقاء هوائها أو طبيعة مناظرها الجبلية أو وجود متنزهاتها الرائعة فسوف يعودون إلى أماكنهم في نفس اليوم ولذلك إذا كان الأمر هكذا؟ فهل هناك من توجه في هذا الشأن خلال الفترة القادمة أم ستظل الأمور كما هي؟ نظافة كما أن النظافة تكاد تكون هي الشغل الشاغل للناس هناك لأن المقلب الخاص بالقمامة والذي كان واقعاً في وسط الأراضي الزراعية وبالقرب من مستشفى خليفة بجوار منازل المواطنين تم إزالته قبل خمس أو ست سنوات لأنه فعلاً كان مضراً بصحة المواطنين بقدر ما سبب إشكالات كثيرة جراء أدخنته التي كانت تتصاعد يومياً في اتجاهات مختلفة من المدينة... الافتقاد لكثير من الإمكانيات ورغم ذلك لا زالت أعمال النظافة تفتقد للكثير من الإمكانات والأدوات وهذا ما جعلها باقية على حالها في حين يشاهد بأن الأوساخ تظل داخل شارعها الرئيسي ناهيك عن الشوارع الخلفية وهذا ما يتطلب رفع تلك القمامة وبصورة جادة وفعالة، على علمنا بأن المجلس المحلي بالمحافظة كان قد رصد اعتمادات خلال الفترة الماضية لنقل هذا المقلب من مكانه إلى مكان آخر إلا أن الوضع لا زال على حاله.و لم يطرأ عليه أي جديد حتى الآن وخاصة من حيث الحصول على مقلب آخر لأن معظم مناطق المديرية زراعية فضلاً عن مجاري سيول وهذا سيؤثر كثيراً على أراضي الناس، وصحتهم أيضاً وبالتالي لم يكن أمام المجلس المحلي بالمديرية سوى توجيه عمال صندوق النظافة نقل مخلفات مدينة التربة إلى مقلب حذران بتعز وبصورة يومية وهذا ما يكلف أعباء كبيرة. مجاري الصرف الصحي رغم التوسع الموجود داخل مركز المديرية سواءً من حيث تزايد النمو السكاني، أو تطور حركة النشاط التجاري أو تحرك أعمال البناء فيها وبصورة لافتة للنظر، إلا أن مدينة التربة لا تزال حتى اليوم دون شبكة صرف صحي وهذا ما يخلف وضع غير طبيعي لسكانها، سيما من الناحية الصحية والبيئية، فيما هناك متابعة من قبل المجلس المحلي بالمديرية، ممثلة بالأخ عبدالقادر البتول مدير عام المديرية بشان إيجاد شبكة صرف صحي جديدة للمدينة وهذا سيكون له أثره الإيجابي على نفوس أبنائها.. وكما علمت فإن اعتمادات تم رصدها لهذا الجانب من قبل المجلس المحلي بالمحافظة وأمر كهذا أرى بأن سيدفع بعملية النهوض لهذه المدينة والتسريع بحركة النشاط والاستثمار فيها بشكل أكبر. المرور لكون مدينة التربة هي المركز الرئيسي لمديرية الشمايتين فتجد بأن الحركة فيها تكون كبيرة سواءً للناس أو المركبات وأمر كهذا هو ما يحتاج إلى توفر خدمات مرورية وبصورة مستمرة إلا أن مسألة كهذه تخلو من أية خدمات في هذا الإطار حتى الآن... معدات المجلس المحلي بالمديرية الشيء الجميل هنا بأن المعدات التي ظلت مرمية في أكثر مكان وواقفة عن العمل لفترة من الزمن، والتي كانت تتبع هيئة تطوير التعاون الأهلي سابقاً تم إصلاحها مؤخراً من قبل مدير عام المديرية الأخ. عبدالقادر البتول بقدر ما هي الآن موجودة في حوش المديري وجاهزة للعمل. منتزه السكون بالتربة.. لوحة بفضاءات مفتوحة..! زيارة في إطار زيارتنا لمدينة التربة، كان لدي شوق مرهف للتعرف على منتزه السكون، كما يطلق عليه حالياً، وذلك بحكم ما يتحدث عنه الناس كثيراً، وبالتالي كان علي أن أذهب بصحبة بعض الإخوان إلى هناك بسيارة الأخ عبدالقادر البتول مدير عام المديرية والذي أتاح لنا مشكوراً زيارة ذلك المكان.. للاطلاع عليه وفعلاً حال وصولنا إليه، كان علينا أن نتوقف قليلاً لأن الطريق لم تكن معبدة أو مسفلتة حتى الآن بقدر مازالت الأعمال جارية فيها، بشأن تسوية أرضيتها ورغم ذلك سارت بنا السيارة إلى القرب من مدخل المنتزه وهناك رافقنا بعض العمال القائمون عليها، وأثنائها كنت قد تعرفت على ملامح ذلك المكان ومن ثم تكونت لدي بعض الأفكار البسيطة، بحيث أشير إليها فيما بعد على ضوء ما شاهدته من خلال زيارتي هذه لتلك المزرعة وما يوجد فيها من أشياء مدهشة لم أكن أتخيل أن توجد بهذه الصورة التي هي عليها اليوم رغم أنها لم تستكمل أعمالها بعد. مفتتح كما علمت بأن هذا المشروع كان عبارة عن فكرة تولدت أو برزت من قبل أحد المغتربين في الإمارات العربية المتحدة حيث رأى بأن يعمل مشروعاً في منطقته التربة.. ومن ثم بدأ بالعمل مابين العام 2007م 2008م وبعدها توالت أعمال التنفيذ في مزرعته والتي كانت سابقاً.. ما تعرف بين العامة عن مدرجات زراعية وحينئذ تم البدء بالبناء ونقل كميات كبيرة من التراب لاستصلاح الأراضي الزراعية، وتلا ذلك بناء اشراحات خفيفة عليها.. أصناف مختلفة من الفواكه وبالقدر هذا نجد بأن هذه المزرعة تقع حالياً في الجانب الشرقي من مدينة التربة فيما تبعد عنها بحوالي اثنين كيلو متر في حين أضحى هذا المكان الوقت الحاضر مكاناً للتنزه أو الراحة للناس، رغم أنه لم يفتتح بعد لكونه يحتوي بداخله على مساحة واسعة من الأراضي الزراعية الخضراء، والتي تكسو تربتها أنواع عديدة من الأشجار المثمرة. ذات الأصناف المختلفة من الفواكه سواء اليمنية منها أو العربية فضلاً عن الزهور التي تتواجد في كل زاوية منه، بقدر ما تكاد تكون منتشرة في جوانبه المختلفة مما تعطي منظراً جميلاً وجذاباً للإفساد وبالذات في ظل وجود تلك الفضاءات المفتوحة لذلك المكان والذي يشعرك وكأنك في مكان آخر من هذه الدنيا التي أضحت مليئة بالفوضى والصخب اللامتناهي. مبان.. صممت بطريقة رائعة كما يلاحظ بأن المباني التي أنشئت في تلك المزرعة كانت قد صممت بطريقة فنية وهندسية رائعة وخاصة من حيث وضعها على قمم تلك الجبال أو الهياج الشاهقة والمرتفعة عن قاع الأرض، وكأنها معلقة في رواسيها العالية. وتعتبر المزرعة أو منتزه السكون حالياً من المنتزهات الفريدة وقلما يوجد مثله في اليمن وغيره بحكم وقوعه في منطقة زراعية كانت قبل ذلك عبارة عن مدرجات زراعية أو شعاب متناثرة هنا وهناك تصب فيها المياه حال نزول الأمطار عليها ومن ثم تأخذ مسارها بالانحدار نحو سفوح تلك الجبال المرتفعة عن قاعها ووديانها البعيدة عنها، ولكن رغم ذلك تم التعامل معها وفق تصاميم هندسية راقية ومدهشة للغاية من قبل أولئك العمال اليمنيين والذين حقاً أبدعوا فيها وحولوها إلى لوحة فنية جميلة تسحر عقول من يأتون إليها. فكر لابد منها لكون مدينة التربة مدينة معروفة ومشهورة بقدر ما كانت تمثل قضاء الحجرية سابقاً فما تسمى بمديرية الشمايتين حالياً بحسب التقسيم الإداري لعام 2002م. ولذلك أرى بأن تكون هناك رؤية ونظرة ثاقبة.. من قبل صاحب هذه المزرعة باعتباره من أبنائها بأن يعمل على إنشاء بعض الفنادق المرتبطة بالخدمات الفندقية الراقية سواءً في إطار المدينة نفسها أو داخل مزرعته.. كما ينبغي أن تتوفر البوفيات على امتداد تلك المزرعة فضلاً عن توفير أماكن للجلوس فيها وكذا توفير المراحيض الخاصة بالناس.. كما أرى بأن تتواصل الأعمال الإنشائية حتى تصل إلى القرب من تلك الوديان والسوائل وبحيث ان تعبد الطرق إليها ومن ثم تسويرها من كلا الجانبين الغربي والشرقي.والأهم من هذا أن تكون خدمات هذه المزرعة وبالذات حال افتتاحها رمزية حتى يتمكن الناس جميعاً من الدخول إليها أو ارتيادها وقت الحاجة بكل يسر وسهولة.