في الخامس من مايو من العام 2005 تأسست فرقة خليج عدن المسرحية، وكان إشهارها من خلال عرضها لمسرحيتها الأولى “عائلة دوت كوم” من خلال فعاليات مهرجان ليالي عدن المسرحية الثاني. بعد هذه المشاركة ونجاح المسرحية بشكل ملفت في المهرجان، قرر أعضاء فرقة خليج عدن أن يكون عرضها تجارياً وكان ذلك هو التحدي الأكبر للفرقة، خصوصاً بسبب الظروف الخاصة لمدينة عدن بعد حرب صيف 1994، ففي العام 1995 توقفت العروض المسرحية التجارية التي كانت عادة دائمة في مدينة عدن نتيجة لما خلفته حرب صيف 1994 حيث نهبت ودمرت كل مسارح المدينة وأغلق المسرح الوطني في عدن بعد أن تم نهبه وتحطيمه وإعادته كهيكل واهن إلى ملاكه، واكتفت الفرق المسرحية في مدينة عدن بتقديم العروض المسرحية في بعض المهرجانات النادرة وليوم واحد فقط وفي قاعات غير مؤهلة. كان على فرقة خليج عدن البحث عن موقع بديل لتقديم عروضهم المسرحية الجماهيرية، وبعد بحث حثيث وقع اختيارهم على مسرح سينما هريكن القابعة في قلب مدينة كريتر لتصبح هذه السينما العريقة بعد ذلك هي الموقع الرئيس لكل عروضهم المسرحية. تعاون أعضاء فرقة خليج عدن مع إدارة سينما هريكن ووضعوا قواعد إدارة العمل المسرحي التجاري معاً في ظل غياب تجربة رائدة لا تدعمها الدولة. بدءاً من الإعلان مروراً بالبحث عن رعاة وداعمين والبحث عن شركاء من المؤسسات والمنظمات وانتهاءً بتهيئة موقع العرض من الصفر ليصبح موقعاً مناسباً للعرض المسرحي. خلال هذه الرحلة الطويلة استطاعت فرقة خليج عدن أن تخلق تجربة رائدة في إدارة العمل المسرحي لتصبح القواعد التي سارت عليها الفرقة المثال الذي تحذو حذوه كل الفرق المسرحية التي تأسست بعد نجاح “خليج عدن”. توالت مسرحيات فرقة خليج عدن وكانت تحقق نجاحاً جماهيرياً متصاعدا العام تلو الآخر.. عائلة دوت كوم عام 2005 – 2006، بشرى سارة عام 2007، حلا حلا يستأهل عام 2007، سيدتي الجميلة عام 2008 كرت أحمر عام 2010 – 2011 - 2012. ولكن مما لا شك فيه هو أن النقلة النوعية لفرقة خليج عدن كانت من خلال مسرحية “معك نازل” أحد أكبر النجاحات في تاريخ المسرح اليمني، هذه المسرحية التي كانت مقتبسة بتصرف عن المسرحية الألمانية “الخط رقم 1” وقام البيت الألماني في اليمن بإنتاجها بالتعاون مع فرقة خليج عدن. شكلت مسرحية “معك نازل “ ظاهرة فريدة من نوعها بكل المقاييس، تم عرض هذه المسرحية في برلين في عام 2010 لتصبح بذلك أول مسرحية يمنية تعرض في أوروبا، كما أنها فتحت أبواب التلفزيون لفرقة خليج عدن، حيث حقق العرض التلفزيوني لمسرحية “معك نازل “ نجاحاً مدوياً ضاعف نجاحها المسرحي. قدمت فرقة خليج عدن على التلفزيون مجموعة من الأعمال التلفزيونية بين برامج ومسلسلات كوميدية ودرامية: برنامج عالماشي عام 2009، مسلسل أصحاب عام 2010، مسلسل “حافة الأنس عام 2012م. وكان أنجح أعمال فرقة خليج عدن التلفزيونية هو مسلسل “فرصة أخيرة” الذي عرض عام 2013 وحقق نسبة مشاهدة عالية وشكل ظاهرة فنية في مدينة عدن خاصة واليمن عامة تشبه إلى حد كبير تلك التي حققتها مسرحية “معك نازل”. أعمال فرقة خليج عدن التلفزيونية شكلت أيضا عودة الدراما التلفزيونية العدنية إلى الشاشة الصغيرة بعد انقطاع دام سنوات طويلة عقب حرب صيف 1994 فبإصرارهم في فرقة خليج عدن على حضور مدينة عدن ولهجتها وفنانيها في أعمالهم التلفزيونية أصبحت الدراما العدنية ضرورة سنوية على الشاشة الصغيرة ولها جمهورها العريض في كل محافظات الجمهورية اليمنية. ومن أبرز إنجازات فرقة خليج عدن، رفد المسرح والشاشة العدنية بعدد كبير من الوجوه الجديدة، حيث أصبح ظهور الوجوه الجديدة تقليدا سنوياً لا ينقطع في أعمال الفرقة، وذلك دعما للشباب والموهوبين في مختلف المجالات بدءاً بالتمثيل ومروراً بالتأليف والتصوير والمونتاج والإدارة المسرحية والتلفزيونية. تحظى فرقة خليج عدن بدعم معنوي كبير من الصحافة العدنية بشكل خاص واليمنية عموماً، ودعم أكبر من ممثلي عدن ومثقفيها المخضرمين، وجنود مجهولين وقفوا جنباً إلى جنب مع الفرقة طوال مشوارها منذ تسعة أعوام، و يبقى حب الجمهور هو الدافع الأساسي لاستمرار الفرقة. يكفي الفرقة فخراً أن اسمها مقرون باسم مدينة الحب والجمال.. فحينما تُذكر “خليج عدن “ يتذكر الجميع معشوقتنا الأبدية.. “عدن”. هذا الأسبوع شهد حفل تكريمي رائع لفرقة “خليج عدن” في ثغر اليمن الباسم الحفل بهيج امتد قرابة ساعة وربما احتفل حيث احتفل مكتب وزارة الثقافة في مدينة عدن بالذكرى التاسعة لتأسيس فرقة خليج عدن المسرحية. برعاية من وزارة الثقافة ومجموعة شركات هائل سعيد أنعم ومؤسسة “ألف باء” ومؤسسة الوضاح للحوار والتنمية لتكريم أعضاء الفرقة وتسلم أعضاء الفرقة دروعاً تكريمية. قدمت فقرات الحفل المذيعة والممثلة “خلود خيطة”، وأدى النجم الشاب “سالم فدعق” أغانِ باللغات العربية والهندية والصومالية، كما استمع الحضور إلى أغنية الشارة لمسلسل “فرصة أخيرة” وهو آخر وأجمل أعمال الفرقة وعرض في شهر رمضان الفائت. وعرض في الحفل ريبورتاج عن الفرقة كهدية من مؤسستي “كريتر ميديا”، و”جدارية ميديا”، وتطرق التقرير المصور إلى أعمال الفرقة منذ تأسيسها والقضايا التي ناقشتها أعمال الفرقة، كما عرض فيلم وثائقي قصير عن مسلسل “فرصة أخيرة”. وألقى مدير مكتب الثقافة بعدن رامي نبيه في كلمة ألقاها ما أسماه “الإرهاب الفكري الذي مورس على عدن منذ 20 عام”، وقال إن عدن “بلا مسرح، بلا إمكانيات”، معتبراً أن “فرقة خليج عدن ظهرت دعماً لريادة المسرح في عدن، وما احتلته عدن في شتى مجالات الفنون والثقافة”، وشكر شباب فرقة خليج عدن الذين قهروا المستحيل، ولديهم حماس”، في إشارة إلى أن الفرقة المسرحية هي التي مهدت الطريق لظهور فرق مسرحية أخرى خلال السنوات الأخيرة بعد جمود طويل. وأثناء التكريم تحدث المخرج والكاتب المسرحي الشاب “عمرو جمال” وهو مؤسس الفرقة ورئيسها، شكر في كلمته مكتب الثقافة في عدن، والأستاذ عارف ناجي رئيس مؤسسة الوضاح للتنمية والحوار، ومجموعة شركات هائل سعيد أنعم، وكل أعضاء فرقة خليج عدن، وأسرة كل فرد من أعضاء فريق خليج عدن معتبراً أنهم “كانوا وراء استمرارهم