«العنوسة» ظاهرة مجتمعية تمس نصف المجتمع كون المرأة نصف المجتمع، وأوضحت دراسة أخيرة أن عدد العانسات في اليمن «500,000» امرأة، الأمر الذي يقود إلى كارثة إنسانية ومجتمعية كبيرة إن لم يتم تلافيها.. التحقيق التالي يكشف خبايا هذه الإشكالية: كلمة جارحة!! الآنسة (م . س) صحفية: قالت أختلف معكم في تسمية ظاهرة العنوسة بهذا الاسم، ولنسميها تأخراً في الزواج لعل التسمية تصبح أخف وغير جارحة وغير جلفة، وبهذا تقول إن التأخر في الزواج أولاً وقبل كل شيء هو قدري يعني أمر مقدّر، ومن جهة أخرى قد تكون الأسباب شخصية لدى البعض ، خصوصاً من مر منهم بتجربة خطوبة لم يحالفها الحظ، أو فشل في علاقة حب فإن ذلك يحدث إرباكاً مما يؤدي إلى العزوف عن الزواج ، وأيضاً من أسباب التأخر في الزواج العادات والتقاليد من حيث ما يحصل من أولياء الأمور أنهم لا يزوجون الفتيات خارج إطار الأسرة أو القبيلة أو المنطقة، وأيضاً جشع أولياء الأمور يلعب دوراً في ذلك، فالبعض يفرض شروطاً تعجيزية وصعبة على المتقدم للزواج، ومن ناحية أخرى وهي الأهم البطالة كونها لها دور كبير، وكذلك آثارها وعدم قدرة الشباب على توفير متطلبات الزواج ، ولكن في المقابل قد تكون هناك أسباب قد نجهلها ، ويصعب التكهن بها فكلٌّ لها أسبابها ورأيها الخاص بها ، لكن يبقى دور الإعلام المسموع والمقروء والمرئي في طرح الحلول المناسبة من قبل مختصين، وتقديم برامج توعوية لأولياء الأمور وكذلك للشباب والفتيات ، وأيضاً يأتي دور خطباء المساجد والواعظين في حث أولياء الأمور لتيسير أمور الزواج. حروف تقهر نادية محمد "موظفة حاسوب" قالت: إذا كانت الفتاة تحب الاستقلالية والاعتماد على نفسها فقد يكون الزواج عائقاً لتحقيق طموحها وقد تكون سعيدة في ظل عائلتها أكثر من أن تختار وتقبل برجل لا تعرف عنه شيئاً ، ومثلما الرجل يبحث عن المرأة المثالية وكذلك المرأة تبحث عن الرجل المثالي وهو ما يتفق علية العقل والقلب ويكون تكافؤاً بين الطرفين من كل الجوانب ، وقد تحكم الفتاة ظروف في حياتها فتفضل التضحية لأشياء وأشخاص في عائلتها لكي تبقى معهم ولا تتركهم حتى يحكم الله في أمرهم ، وفي الأول والأخير لن يختار الله للإنسان إلا ما فيه الخير والسعادة في الدنيا والآخرة، وعلى ظروف الحياة وصعوبتها فقد تفضّل الفتاة أن تظل أميرة في كنف عائلتها وألا تغامر بمستقبل لا تعلم ما الله مخفيه لها. (أم يوسف) قالت إن العنوسة سببها عدم توفر الرجل المناسب لتحمل المسئوليات، وغلاء المهور وأنه لا يوجد رجل صادق في مشاعره وقراراته. أسباب أفادت الدكتورة سكينه هاشم "الأستاذ المساعد في قسم الخدمة المجتمعية في كلية الآداب جامعة صنعاء" أن العنوسة هي تعبير عام يستخدم لوصف الأشخاص الذين تعدوا سن الزواج والتعريف: المتعارف عليه في كل بلد، وبعض الناس يظنون أن هذا المصطلح يُطلق على الإناث فقط من دون الرجال، والصحيح أنه يطلق على الجنسين، ولكن المتعارف عليه مؤخراً هو إطلاق اللفظ على النساء في الأغلب، وعمر العنوسة يختلف هذا العمر من مكان لآخر، ففي حين ترى بعض المجتمعات البدوية وأهالي القرى أن كل فتاة تجاوز عمرها العشرين ولم تتزوج تعتبر عانساً، وتجد أن مجتمعات المدن تتجاوز ذلك إلى الثلاثين وما بعدها لمن تطلق عليها صفة العانس نظراً إلى أن الفتاة يجب أن تُتم تعليمها قبل الارتباط والإنجاب. وأضافت: تتعدد الأسباب، وتختلف العوامل التي أدت وما تزال إلى انتشار هذه الظاهرة وتفشيها، وتصب جميعها في بوتقة البعد عن منهج رب العالمين، وهدي سيد المرسلين، ومن الأسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة إجمالاً ، العادات والتقاليد والآباء والأمهات أولياء الأمور والفتيات وأسباب اجتماعية وقدرية، ومن الأسباب أيضاً وسائل الإعلام فهذه خمسة أسباب رئيسية وراء تفشي هذه الظاهرة، ونزيد الأمر توضيحاً، فنقول: العادات والتقاليد، فلكل مجتمع عاداته وتقاليده السائدة فيه، وهذه العادات والتقاليد منها الصالح النافع، ومنها الطالح الضار، ومن العادات الخاطئة، والتقاليد السيئة التي ساهمت في تفشي هذه الظاهرة وازديادها، ما يأتي: - المغالاة في المهور، والتباهي فيها: وهذا سبب رئيسي في هذه المشكلة، وعائق كبير يحول دون زواج كثير من الفتيان، وهذه مشكلة تواجه جُلَّ الشباب الراغبين في الزوج، كما صرَّح بذلك كثير من الشباب، وكما يشهد بذلك الواقع. اشتراط القبيلة، وجعلها عائقاً أمام الشباب: فبعض الناس يشترطون في الرجل الذي يرغب في الزواج منهم أن يكون من قبيلة فلان، ويشددون في هذا الأمر دون مراعاة لإيمانه وورعه وأخلاقه، وهو ما أدى إلى كثرة الفتيات وازدياد العوانس، التزام الترتيب بين الفتيات في الزواج: فبعض الأسر لديهم طقوس معينة في تزويج بناتهم، فتجدهم لا يزوجون البنت الصغرى قبل الكبرى مهما كانت الظروف! ففي أحيان كثيرة نجد أن بعض الفتيات يتقدم لهن أكثر من خاطب في أوقات متفرقة، فيُردُون بحجة أن الفتاة الكبرى لم تتزوج بعد! وهكذا يستمر هذا المسلسل حتى تصل الفتيات في البيت جميعاً إلى مرحلة العُنُوسة. - الآباء والأمهات: ويتجلى هذا السبب من خلال الآتي: جشع بعض الآباء: فمن الآباء من يصد الخطَّاب عن ابنته لأنها موظفة تدرُّ عليه دخلاً شهرياً، ومنهم من إذا رأى في ابنته جانباً من الجمال والأدب، دفع عنها الخطَّاب على أمل أن يتقدم لها أصحاب جاه أو ثروة، فيساومه عليها، وهذا الصنف وإن كان قليلاً في المجتمع إلا أنه موجود، ولا يسعنا تجاهله كونه سبباً وراء انتشار هذه الظاهرة، الشروط التعجيزية: التي يفرضها والد الفتاة على الزوج وهو ما يدفعه إلى العدول عن الزواج بابنته، سوء السمعه: كأن تكون سيرتهما - جميعاً، أو أحدهما - غير حسنة، كثرة المشاكل بينهما، أي بين الأبوين فتنشأ الفتاة ولديها عقدة عن الزواج، فترفض الإقدام عليه خوفاً من الوقوع في المشاكل ذاتها - الفتيات: فلا يمكن لإنسان منصف أن يعفيهن من دورهن في انتشار هذه الظاهرة؛ وذلك من خلال الأمور الآتية: تعذُّرُهن بإكمال الدراسة: فبعض الفتيات يرفضن الزواج بحجة إتمام الدراسة، فيمضي بهنَّ قطار العمر، ويتقدم بهن السن، فلا يشعرن إلا حين يقف بهنَّ في محطة العُنُوسة، رفض بعضهن للخاطب إذا كان متزوجاً بزوجة أخرى، غرور بعضهن واعتقادهن أن فارس أحلامهن لم يولد بَعْدُ، وأنه لا أحد يستحق جمالهن، حرص بعضهن على الوظيفة حتى أن بعضهن يشترطن على الخاطب أن لا يمعنهن من العمل، اختيار بعضهن للعنوسة اختياراً؛ وذلك من خلال بحثهن عن ما يسمونه الحرية الزائفة، والتحلل من القيود، والتهرب من الالتزامات. ،سوء سمعة بعضهن: بتركهن الحجاب، وغشيانهن للأماكن المختلطة والمشبوهة ،انسياق بعضهن وراء التيارات الفكرية المنحرفة التي تنادي - زوراً وبهتاناً - بتحرير المرأة، ومساواتها بالرجل. وسائل الإعلام: وذلك من خلال الأمور الآتية: الدعوة لمساواة المرأة بالرجل، محاربة التعدد وتجريمه ،محاربة الزواج المبكر ، وعلاج هذه الظاهرة يكمن في الحد منها في معرفة أسبابها (وقد عرفنا بعض أسبابها)، ومن العلاجات ما يأتي: تخفيف المهور وتسهيلها، والبعد عن المغالاة فيها: فقد حث الإسلام على ذلك حين قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه: «ألا لا تغالوا صدقة النساء؛ فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله، لكان أولاكم بها نبي الله، ما علمت رسول الله نكح شيئاً من نسائه، ولا أنكح شيئاً من بناته على أكثر من اثنتي عشرة أوقية». حلول: وأما عضو مجلس النواب السابق الشيخ عائض الشايف فقد أفاد أن أسباب العنوسة وحلول تلك الأسباب تكمن في الآتي: كثرة العنصر النسائي وقلة الرجال عن النساء وقتل الكثير من الرجال في الحروب والمشاكل والثأرات والفقر المنتشر في البلد هو سبب من أسباب العنوسة وأيضاً ارتفاع تكاليف الزواج والسلوكيات المنحرفة لبعض الفتيات تجعل الشباب يبحث عن الأفضل وعدم التزام بعض الفتيات بالشعائر الدينية والتي تجعل الشباب يبحث عن الملتزمات بالدين وتبرج بعض الفتيات يكن سبب لعزوف بعض الشباب عنهن وتعاطي بعض الفتيات لشجرة القات سبب رئيسي لعزوف الشباب عنهن لما للقات من أمراض على صحة الإنسان، وأيضاً من الأسباب التمدن الزائد من بعض الفتيات وعدم مراعاة الكثير من العادات والتقاليد النبيلة، وكذلك الاختلاط بالرجال في أماكن العمل يقل احترامها عند الرجل وتقليد بعض الفتيات للنساء الغربيات من خلال متابعة الأفلام والمسلسلات الماجنة التي تتعارض مع مبادئنا وديننا وقيمنا ، والحلول لهذه الظاهرة هي عكس الكثير من الأسباب من حيث تشجيع التعدد لمن يستطيع ذلك وإيجاد كيان مؤسسي يدعم تكاليف الزواج على الأقل وتخفيض المهور وأيضاً تكاليف الزواج، وأن تمنع الدولة من خلال قانون يُصدر الاحتفالات ومراسيم البذخ والترف الزائد، وتشجيع الفتيات على الالتزام بالدين والأخلاق الفاضلة. جمعيات خيرية الدكتور عبد الحكيم السروري، عميد كلية الآداب في جامعة صنعاء أفاد أن أسباب العنوسة وحلولها حسب رؤيته تكمن في الفقر وهو ما يجعل الكثير من الشباب يعزف تماماً عن التفكير في الزواج ، والبطالة سبب من أسباب العنوسة، حيث أن الشباب عند التخرج من الجامعة يكون غير قادر على أن يفتح بيتاً وان يتزوج مما يجعله غير قادر على أن يبدأ مشوار حياته مع شريكة حياته، تعليم الفتاة، مما يجعل كثيراً من الشباب يشعر بعدم التكافؤ في جوانب متعددة منها، ثقافية وعلمية فيعزف بذلك عن الزواج بالمتعلمات مما يزيد العنوسة في أوساط المتعلمات، وعزوف كثير من الفتيات عن الزواج بذريعة إكمال تعليمها الجامعي فإذا حصلت على الشهادة الجامعية رفضت الزواج إلا بعد الماجستير أو الدكتوراه مما يجعل قطار الزواج المبكر يفوتها. وأضاف: والحلول تكمن في توفير فرص عمل للشباب ومساعدتهم على تخطي الصعاب وإنشاء جمعيات خيرية خاصة بالزواج ، وتوعية الفتيات بأن يتزوجن في سن مبكرة وتشترط على من يتقدم لها مواصلة تعليمها في المقابل ، تعدد الزوجات يكون حلاً من الحلول حيث قال تعالى (وانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع). الفتيات هن السبب الشيخ سليم الشاطبي قال: المرأة نصف المجتمع فإذا لم تقترن برجل فتعتبر ناقصة لو ملكت ما ملكت وعلى من تقول عكس هذا الكلام عليها أن تقرأ للنساء العانسات اللاتي وصلن إلى سن متقدمة وهن لم يتزوجن بعد، يمنيات وأجنبيات لقد صرحن تصاريح عجيبة حتى تجد أن المرأة بلا رجل لا تساوي شيئاً في هذه الدنيا، فالحياة هكذا ليست شراً محضاً ولا خيراً محضاً فيها وفيها ، فلابد من تكامل ، فهذه تتكلم بأقوال نساء لسن ناجحات في الحياة ،فالمرأة لها شخصيتها، فلها أن تختار الزوج الذي توافق عليه ويكونان ثنائياً ناجحاً يكمل كل منهما الآخر، وقال الشيخ: صحيح قول الفتيات إنهن يبحثن عن الرجل المثالي قدر الإمكان صحيح يجب أن يكون الرجل نموذجي أو قريب من النموذجية هذا من حق المرأة لكن ليس هذا عائق وكلام تتحجج به المرأة ، لأن المرأة إذا كانت ذات لب وعقل تستطيع أن تأسر الرجل، فأنا عرفت شخصيات اجتماعية كبيرة تزوجوا، فأتت نساؤهم وغيرت من سلوكياتهم تماماً إلى الأحسن ، فإذاً كانت المرأة ضعيفة شخصية فلو أتى لها من أتى فإنه سيتغير ويتحطم لكن لو جاءت المرأة حرة لبيبة عاقلة بالتأكيد يمكنها أن تغير من سلوكيات الرجل وتعيد ترتيب سلوكياته في كل النواحي وتغير من الرجل لصالحها، فهي تدخل عالماً ما كانت تتوقعه، وعلى هذا أقول يجب أن لا تسأل الفتيات نساء محطمات وضائعات لكي لا يتحطمن، يجب أن يسألن النماذج من النساء كيف الحياة الزوجية ستجيب إحداهن بأنها حقاً جنة الدنيا. عين الوجع تعليم الفتاة التعليم الجامعي هو السبب وهو الإشكالية الرئيسية كما أفاد الوالد جمال القيز وقال: إن من واقعي ومن وجهة نظري هو أن أكثر اليمنيين لا يقبل أن يتزوج إلا ممن وصلت في تعليمها إلى الثانوية العامة فقط والقليل من الشباب يأخذ من نالت تعليمها الجامعي وهذا طبعاً كلام عن واقع فأنا نفسي مجرّب الكلام هذا ومر عليّ وهو أن بناتي عندما أكملن الثانوية العامة أتى لهن النصيب وزوجتهن وعندي بنت جامعية بالرغم من أنها درست علوم قرآن ومع ذلك لا زالت عزباء إلى الآن ، يعني أن المجتمع متمسك بأن تدرس الفتاة من المتوسط إلى الثانوية فقط، لا أستطيع أن أسمي هذا بأي مسمى في المجتمع هل هو تخلف أم ماذا؟ مع أن العلم عظيم ورائع والتعليم جميل والوصول إلى مراحل متقدمة من الدرجات العلمية شيء يساعد في الحياة في تعليم الأولاد وتربيتهم ، أما إذا قد توظفت الفتاة فلم يعد ينظر إليها إلا القليل مع أنها قد تساعد زوجها في إدارة الحياة ، وأحيانا بعض النساء لا اعتقد أنهن بهذا المستوى ولهذا يجب أن تكون المرأة لينة الجانب مع زوجها قدر الإمكان، ومن هذا أقول أنه يجب على الشباب أن يستوعب ويؤمن بحق التعليم الكامل للفتاة وأن يكون هناك تكامل بين الرجل والمرأة لكي تستمر الحياة، وقد تقول فتاة ما أنها تبحث عن الرجل المثالي لكي يتفق كلية العقل والقلب أقول إن هذا نابع عن متابعة المسلسلات المدبلجة وغيرها لهذا وجب الاتزان في هذا الأمر من قبل الفتيات ، وإذا ما نظرنا نحن في أنفسنا الآباء والأمهات تزوجنا بالنصيب ، أمي ذهبت ذلك الحين ترى لي البنت التي أردنا أن نخطبها وبعد ذلك قالت لي أمي أن البنت محترمة وجيدة يا إبني توكل على الحي القيوم ومنذ ذلك الحين ثلاثون سنه وإلى الآن نحن عائشون.