رمضان أقبل خلّها يا ساقي فلكم شربتُ وما أرتوت أعماقي ظمآنةٌ روحي وكل جوارحي كقصائدي ظمأت على أوراقي فاجلب لنا كأسأً من الوحي الذي ثمل الوجود بأسره الرقراقِ هذا نبيذ الصوم في كفّ المدى قد عتّقته إرادة الخلاّقِ فاطفأ به كل الشرور فإنه طبُّ النفوس ومتحف الأخلاقِ بركاته مثل الجداول في الثرى والصالحات كأنّهن سواقي هو معرض الرحمن ينبوع التُقى وهو الوجاءُ ومنبعُ الإشراقِ وهو الرصيد السرمدي إذا الورى خافت هنا من سوأة الإمِلاقِ فاحرص على أن لا يفوتك أجره أفترتضي ما ينتهي بالباقي إني ارتشفت الطهر من شلّاله واستعذبت نفسي لدى إنفاقي ما إن تراءى في السماء هلاله حتى تدفّق في المنى ترياقي إن كنت تجهل كيف يفعل خمره تُنبيك ذاتي في الصفا ومذاقي غربت لدى شهر الصيام غرائزي واستشرفت أشواقها أشواقي فكتبت شعراً كي أسطّر فرحتي وأسوقها أهلي وكل رفاقي لأكون قد أهديت حُبّاً خالصاً بفؤاد معشوقٍ إلى عشّاقِ