العشاري: احراق محتويات مكتب المعهد العالي للتوجيه والارشاد بصنعاء توجه إلغائي عنصري    غارات على صنعاء    صنعاء .. طوابير سيارات واسطوانات أما محطات الوقود وشركتا النفط والغاز توضحان    «CNN»:الصاروخ على مطار بن غوريون خرق أمني لأكثر المواقع تحصيناً في «إسرائيل»    قال حزب الله إن العملية البطولية اليمنية في قلب الكيان الصهيوني تؤكد فشل العدوان الأمريكي ..حركات المقاومة الفلسطينية تبارك الضربة النوعية لمطار بن غوريون    شركات طيران أوروبية تعلق رحلاتها إلى "إسرائيل"    سريع يعلن المطارات الاسرائيلية اهداف عسكرية في سياق حصار جوي شامل    التحذير من شراء الأراضي الواقعة ضمن حمى المواقع الأثرية    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة الدكتور عبدالله محمد المجاهد    الدكتور عبدالله العليمي يعزي العميد عبده فرحان في استشهاد نجله بجبهات تعز    نصيحة لبن بريك سالم: لا تقترب من ملف الكهرباء ولا نصوص الدستور    ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 52535 شهيدا و118491 مصابا    تحالف (أوبك+) يوافق على زيادة الإنتاج في يونيو القادم    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    ريال مدريد يتغلب على سيلتا فيغو في الدوري الاسباني    عدن: تحت وقع الظلام والظلم    «كاك بنك» يدشن خدمة التحصيل والسداد الإلكتروني للإيرادات الضريبية عبر تطبيق "كاك بنكي"    بن بريك اعتمد رواتب لكل النازحين اليمنيين في عدن    أعضاء من مجلس الشورى يتفقدون أنشطة الدورات الصيفية في مديرية معين    هيئة رئاسة مجلس الشورى تشيد بوقفات قبائل اليمن واستعدادها مواجهة العدوان الأمريكي    وفاة طفلتين غرقا بعد أن جرفتهما سيول الأمطار في صنعاء    الدكتور أحمد المغربي .. من غزة إلى بلجيكا.. طبيب تشكّل وعيه في الانتفاضة، يروي قصة الحرب والمنفى    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الأحد 4 مايو/آيار2025    الخبجي : لا وحدة بالقوة.. ومشروعنا الوطني الجنوبي ماضٍ بثبات ولا تراجع عنه    شركات طيران أوروبية تعلق رحلاتها إلى إسرائيل بعد استهداف مطار بن غوريون بصاروخ يمني    الوزير البكري يهنئ سالم بن بريك بمناسبة تعيينه رئيسًا للحكومة    وجّه ضربة إنتقامية: بن مبارك وضع الرئاسي أمام "أزمة دستورية"    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    بن بريك والملفات العاجلة    92 ألف طالب وطالبة يتقدمون لاختبارات الثانوية العامة في المحافظات المحررة    هدف قاتل من لايبزيغ يؤجل احتفالات البايرن بلقب "البوندسليغا"    ترحيل 1343 مهاجرا أفريقيا من صعدة    يفتقد لكل المرافق الخدمية ..السعودية تتعمد اذلال اليمنيين في الوديعة    السعودية تستضيف كأس آسيا تحت 17 عاماً للنسخ الثلاث المقبلة 2026، 2027 و2028.    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    لاعب في الدوري الإنجليزي يوقف المباراة بسبب إصابة الحكم    التركيبة الخاطئة للرئاسي    أين أنت يا أردوغان..؟؟    وادي حضرموت على نار هادئة.. قريبا انفجاره    مع المعبقي وبن بريك.. عظم الله اجرك يا وطن    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    رسائل حملتها استقالة ابن مبارك من رئاسة الحكومة    نقابة الصحفيين اليمنيين تطلق تقرير حول وضع الحريات الصحفية وتكشف حجم انتهاكات السلطات خلال 10 سنوات    - حكومة صنعاء تحذير من شراء الأراضي بمناطق معينة وإجراءات صارمة بحق المخالفين! اقرا ماهي المناطق ؟    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    "ألغام غرفة الأخبار".. كتاب إعلامي "مثير" للصحفي آلجي حسين    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    الحقيقة لا غير    مصر.. اكتشافات أثرية في سيناء تظهر أسرار حصون الشرق العسكرية    اليمن حاضرة في معرض مسقط للكتاب والبروفيسور الترب يؤكد: هيبة السلاح الأمريكي أصبحت من الماضي    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    أسوأ الأطعمة لوجبة الفطور    الفرعون الصهيوأمريكي والفيتو على القرآن    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العميد النوبة: الحوار الوطني كان بمثابة طوق نجاة لليمن
نشر في الجمهورية يوم 08 - 07 - 2014

احتضنت العاصمة صنعاء مساء الأحد احتفالاً حاشداً لإحياء الذكرى السابعة لتأسيس الحراك الجنوبي السلمي بحضور نائب رئيس الوزراء وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور احمد عبيد بن دغر وعدد من الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى وقيادات وممثلي المكونات السياسية والاجتماعية والثقافية لأبناء المحافظات الجنوبية.
وتحدث في مستهل الاحتفال مؤسس الحراك الجنوبي السلمي العميد الركن ناصر علي النوبة, بكلمة حيا في مستهلها الشعب اليماني العظيم, وأبناء اليمن في داخل الوطن وخارجه.. وقال: «في مثل هذا اليوم الأغر السابع من يوليو، وقبل سبع سنوات تقريباً من العام (2007م) تقدم “الصفوف” مناضلو الحراك السلمي الجنوبي ، وهم يحملون أرواحهم على أكفهم ، ليعلنوا “إشهار” و “قيام” الحركة السلمية الجنوبية، كنواة رائدة، وقوة حاملة لمعاناة أهلنا في جنوب الوطن».. موضحاً أنه في ذلك اليوم تقدمت «كوكبة» من خيرة أبناء الجنوب، لتعلن الاصطفاف، ضد القهر والظلم وترفع كل المطالب العادلة لأبناء الجنوب.
وأضاف: «إن خيار النضال السلمي الذي اختطيناه منذ انطلاقة الحراك السلمي الجنوبي في مثل هذا اليوم من العام 2007م رغم كل ما اجترحناه من صنوف القمع والعنف المشين ومحاولات جرنا إلى مربعات العنف والعنف المضاد.. التي منيت بالفشل الذريع.. وما قدمه شبابنا وشاباتنا الأوفياء الأخيار من تضحيات عظيمة.. كل ذلك يؤكد صواب وعقلانية خيارنا السلمي الحضاري».
ومضى قائلاً: «وما مجيئنا اليوم إلى صنعاء إلا تأكيد راسخ على نبل قيم «التصالح والتسامح» التي آمنا بها وعلى صواب خيار نضالنا السلمي وتمسكنا الثابت والمبدئي بالنضال السلمي كخيار أمثل في نجاعة الحلول المؤدية إلى صناعة السلام بالسلام وتحقيق كل ما نصبو إليه».
وتطرق العميد النوبة في كلمته إلى بعض المحطات التاريخية، التي رافقت مسيرة الوحدة اليمنية وأوجه القصور التي صاحبتها بهدف أخذ العبرة منها.. وقال: «كُلنا يدرك كم عانينا في مسار «الوحدة اليمنية» قبل إعلان إشهارها، وبعد قيام دولتها «الجمهورية اليمنية» على الرغم من “أدلَة” الاتفاقيات الوحدوية، التي بيَنت لنا الأسس والمبادئ والموجَهات اللازمة كخارطة طريق لابد من الرجوع إليها ، والأخذ بها عند بناء هياكل الدولة الوليدة».
وأضاف: «إلا أنه ولأسباب كثيرة ، لم يؤخذ بها ، بل تم الانقلاب عليها من كلا قيادتي الشطرين في جنوب وشمال الوطن وذلك عن طريق «التراضي» بين هاتين القيادتين على الانتقال «الدراماتيكي» إلى قيام دولة الوحدة الفورية».
ورأى أن عدم الاعتراف بهذه «المحددات» من مبادئ وأسس بناء الدولة الجديدة، وغض الطرف عنها من قبل قيادتي الشطرين ، قد أصاب دولة الوحدة «الوليدة» بمقتل.. لافتاً إلى أن الوقائع التاريخية تشير إلى أن تلك القيادات؛ قد تجاوزت ما جاء من مبادئ وأسس، وموجَهات بوصفها المحددات الرئيسية في الانتقالات «الآمنة» التدريجية طبقاً لما بيَنته الاتفاقيات الوحدوية بدءاً من العام (1972م) وحتى (1989م) وعلاوة على ذلك لم تستأنس بالتجارب والخبرات الإنسانية الرائدة، لتنأى بنفسها من الوقوع في “فخ” الانزلاق السياسي، والسقوط في “نزق” “التهافت” العاطفي اللا عقلاني، دون خبرة أو بصيرة .. واستطرد قائلاً: «وكانت من نتيجتها “الطبيعية حرب 94م ليصبح ذلك اليوم 7 /7 /1994م للوحدويين ، يوم «النصر العظيم» وفي نفس الوقت أصبح للانفصاليين يوماً مشؤوماً وبسخرية القدر».. مبيناً أن القيادة المؤسسة للحركة السلمية الجنوبية ؛ اختارت تاريخ تأسيسها ليكون يوم (7 /7 /2007م) بعناية فائقة، وأن هذا الاختيار لم يكن «عبثياً» ولا «مصادفة» بل قراءة موضوعية للمشهد السياسي الداخلي والخارجي.. واعتبر العميد النوبة أن لحظة إعلان قيام «الحركة السلمية الجنوبية» في اليمن كانت لحظة دقيقة وحاسمة وإيذاناً ومقدمة لثورات الربيع العربي.
وأردف قائلاً: «وحتى لا تتحول هذه الثورة المباركة إلى حرب أهلية مدمَرة تأكل الأخضر واليابس توافق الحكماء وأصحاب العقول النيَرة والخيَرة في اليمن ومجلس التعاون الخليجي على وضع «خارطة طريق» لِحلحلة الأزمة السياسية الخطيرة عبر مبادرة خليجية، وآلية تنفيذية تجنَب البلاد والعباد الكوارث العبثية والنوازع الهمجية».
وتابع قائلاً: «إن «التوافق» على انتهاج لغة الحوار، عبر قيام آلية «مؤتمر الحوار الوطني الشامل» كان بمثابة «طوق نجاة» والوسيلة الأرقى لخروج اليمن من أزمته السياسية صوب المراسي الآمنة».
وأشاد مؤسس الحراك الجنوبي السلمي بالجهود التي بذلها الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية لقيادة اليمن بحكمة وحنكة خلال هذه الفترة الهامة.. وقال: « كلنا يدرك ، أن الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي، قد تسلَم مقاليد السلطة في ظروف غاية في الحساسية والتعقيد، وندرك أيضاً أن الأخ الرئيس لم يذهب إلى السلطة «مهرولاً» بل جاءت إليه مستنجدة، ذليلة وطائعة؛ وإن قبوله لها قد جاء، ليس حُباً فيها، وانما حُب لشعب عظيم ووطن كريم اسمه اليمن».
ومضى قائلاً: «بالإضافة إلى حرصه الشديد على أن لا تتحوَل تداعيات الأزمة السياسية الخطيرة ، التي مؤشراتها – وقتذاك – كانت تؤسس «لكوارث» لا يعلم حجمها ومداها إلا الله وحده سبحانه وتعالى.. وبموقفه الوطني الجسور هذا لم يبخل على وطنه وشعبه قبول تسلمه مقاليد السلطة «طواعية»؛ وذلك لإنقاذه من مآلات مخاضات وأزمات وكوارث «لا يحمد عقباها بل لا تبقي ولا تذر».
وزاد بالقول: «لقد أثبت الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي، للداخل والخارج؛ وفي كل المنعطفات التاريخية الحاسمة؛ ومحطات العملية السياسية الانتقالية بل وما واجهه من عقبات وتحديات الحقيقية منها والمفتعلة وما أكثرها أنه «أهل» لها؛ وأنه كان في كل مواقفه وسيظل - كما عرفناه- حريصاً على أن يتعامل مع كل هذه الوقائع والأحداث بالحكمة الثاقبة، والصبر الجسور، والقدرة الفائقة والشجاعة النادرة؛ ومواقف ثابتة قلما لا تتأرجح مع رياح «النزعات» والأهواء والمقاصد الأنانية الضيقة، بل تميزت وتتميز بالتوازن والاعتدال».. مضيفاً أن من سجاياه المميَزة في كل مواقفه أنه كان وما يزال يقف على مسافة واحدة من الأطراف المتصارعة، وان ما يحكمه ويحتكم له في كل مواقفه هو المصلحة العليا للوطن.. وأثنى العميد النوبة على ما أبداه الأخ رئيس الجمهورية من حرص شديد على تأمين مسار سفينة الوطن؛ للوصول بها إلى مراسيها الآمنة.
واستطرد قائلاً: «إذا كانت هذه هي المقاصد والأهداف للخيَرين من أبناء الوطن بقيادة الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي، فإننا في الحركة السلمية الجنوبية، علينا أن نقف في اصطفاف وطني واحد، مع هؤلاءِ الخيرين، بما يؤسس لشراكة حقيقية في تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، ويحقق السلم والاستقرار والأمن للوطن، ونهضته وآماله وتطلعاته إلى مستقبل أفضل».. وقال: «ولا يَخفى على أحد، أن كل ما أقر في مؤتمر الحوار الوطني الشامل من حلول وضمانات لقضيتنا الجنوبية، ما كان لنا الوصول إليها لولا صبرنا وثباتنا في التعاطي مع قضايا الوطن العامة أو المطروحة في مؤتمر الحوار بإيجابية ورباطة جأش وحنكة واقتدار».. وقال : «إن الخلاف بين مكوَنات الحراك السلمي الجنوبي، ولا سيما في تقدير أهمية هذه اللحظة التاريخية الحاسمة، ومدى إمكانيات الاستفادة منها وتوظيفها، بما يحقق مصلحة الوطن العليا ومصلحة «أبناء الجنوب»، كان له أثره في عدم تحقيق الاستفادة الملائمة من هذه الفُرصة؛ مع الأخذ بنظر الاعتبار الدور الذي لعبته بعض المكونات ولا سيما السعي إلى إجهاض هذه الفُرصة، وتفريغها من عناصر قوَتها، وهو ما أدى إلى تحول هذه الفُرصة التاريخية الحاسمة إلى موضوعات لخلافات بين هذه المكونات هي في غنى عنها».
وتابع قائلاً: «إن الاختلافات في وجهات النظر حول «الأولويات» لدى مكونات الحراك السلمي الجنوبي ، قد قوَضت من فُرص وحدتها، وبالتالي أظهرت على السطح خطاباتها المتشنجة غير المسؤولة التي ساهمت في إبطاء سرعة حركتها، وإضعاف قدرة تأثيرها، لأنها قد أظهرت للشارع العام، والسياسي تحديداً ضبابية الرؤية عند بعض هذه المكونات».. ومضى قائلاً: «ولأن التاريخ لا يكرر نفسه، واللحظة التاريخية الملائمة لا تأتي الإ مرة واحدة، كما أن حركة المتغيرات ونوعيتها وطبيعتها تختلف من مرحلة تاريخية إلى مرحلة تاريخية أخرى ، فإنني لا أخفيكم سراً، أننا قد توصلنا إلى “توافقات” مع مكونات الحراك السلمي الجنوبي، المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وغيرها من قوى الحراك والنخب الجنوبية الفاعلة.. على المبادئ والأسس العامة كموجَهات لتأسيس تحالف قوى الحراك السلمي الجنوبي لدعم مخرجات الحوار والاصطفاف مع الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي».. داعياً في هذا الشأن كافة ألوان الطيف السياسي الجنوبي للمشاركة والانضمام لهذا التحالف الذي سيمثل غطاء لكافة القوى الجنوبية والتي ستعمل على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
ودعا العميد النوبة كل أبناء الجنوب في الداخل والخارج إلى الانتقال الفعلي للمصالحة الجنوبية الشاملة، والمشاركة مع القوى الوطنية الأخرى في العملية السياسية الانتقالية وذلك طبقاً لقرار مجلس الأمن رقم (2140) لعام 2014م.. وقال: «ولكي نحذر من الوقوع في «شرك» العداوات؛ وسوء التقديرات في العلاقات، علينا أن نواجه هذا المحذور بالاحتراس والحيطة الممكنة، وذلك عن طريق استقراء وقائع المشهد السياسي للعملية الانتقالية، واستنباط الحلول والتدابير الممكنة التي تتماهى مع قرار مجلس الأمن رقم «2140» لعام 2014م؛ وموجَهات مؤتمر الحوار الوطني الشامل».
وثمن العميد النوبة في ختام كلمته مواقف الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية وجهود المبعوث الأممي جمال بنعمر في سبيل إنجاح العملية الانتقالية ورعاية مؤتمر الحوار الوطني والذي توج بمخرجات قيّمة وفي مقدمتها الاعتراف الصريح بعدالة ومشروعية «القضية الجنوبية» وبلورة المعالجات لها وهو ما عده انتصاراً جديداً للنضال السلمي والقضية الجنوبية برمتها.
كما القى نائب رئيس الوزراء وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور احمد عبيد بن دغر كلمة هنأ فيها الحاضرين بمناسبة الذكرى السابعة لتأسيس الحراك السلمي.
وخاطب الحاضرين قائلاً: «لقد اخترتم أيها الزملاء الأفاضل المكان والزمان المناسبين لهذه الفعالية.. أما المكان فهو عاصمة دولة الوحدة صنعاء رمز الهوية، ومطمع الرجاء.. وأما الزمان فإنه زمان الوفاق، زمان التصالح، والحوار الوطني ومخرجاته الهامة .. حيث حمّلت الأقدار عبء هذه المرحلة المناضل الكبير الرئيس عبد ربه منصور هادي المسؤولية في ظروف تتسم بقدر كبير من التعقيد، وتنبئ بمخاطر عديدة، ونعول كثيراً على حكمته، وطول صبره، وصلابة مواقفه الوطنية في التغلب عليها».
واعتبر نائب رئيس الوزراء إقامة هذا الاحتفال في صنعاء تحولاً حقيقياً في مسار الأزمة، في جانبها الوحدوي.. وقال: «اليوم يقول الجنوب كلمة قوية مدوية، نعم للوحدة، نعم لمخرجات الحوار الوطني.. نعم لإنصاف الجنوب ورأب الصدع بين الأهل في اليمن الواحد الموحد».. مشيراً إلى أن أبناء الجنوب كانوا الطليعة في النضال من أجل الحرية والعدالة، ومازالوا مناضلين من أجل التقدم والوحدة.
واردف قائلاً: «لقد جربنا الكثير من الأطروحات السياسية، ومارسنا عديداً من التوجهات الوطنية في العقود الخمسة الماضية، والآن نستطيع أن نقول إن خيار الوحدة القائم على العدالة، واحترام الآخر، والتعويض عن الضرر والاعتراف بالخصوصية قد غدا الاتجاه العقلاني الأكثر قبولاً، والأكثر موضوعية. والأكثر تقدمية، فلا تقدم بدون وحدة، ولا مستقبل إذا ضاعت الوحدة، ولا وحدة بدون الجنوب، ولا معنى للجنوب إلا في ظل الوحدة، هدفنا الوطني وغايتنا القومية».
واستطرد الدكتور بن دغر قائلاً: «إن الوحدة التي نعيد صياغة مفاهيمها، ونقوم بترتيب أولوياتها قد حملت اليوم مفهوماً جديداً مغايراً بعد مؤتمر الحوار الوطني، كون القضية الأكثر جوهرية في هذه المسألة، هي في اختيار شكل الدولة المدنية الحديثة العادلة التي نبتغيها، وقد تعاقدنا وتوافقنا على أن شكلها اتحادي من ستة أقاليم تمثل خلاصة تجربتنا الوطنية في البقاء، والتقدم، دولة تحافظ على حرية الأفراد والمجتمع، وتشكل أساساً لمستقبل واعد ومعطاء تضمن الوحدة، وتعترف بالتنوع، ترفع الظلم، وتجبر الضرر».
ومضى قائلاً: «لقد عانى الجنوب كثيراً من اختلال التوازن في العلاقة بين الإخوة، وقد أدرك الشمال بذات الوقت حجم ما ارتكب من أخطاء خلال العقدين الماضيين، وقد حان الوقت لرأب الصدع، وإعادة الأمور إلى طبيعتها التي تحترم الحق في العيش المشترك تحت سقف متفق عليه من العدالة والمساواة”. مؤكداً أن هذا الأمر لا يتحقق إلا بالالتزام التام بمخرجات الحوار الوطني، والاعتراف بأن الدولة المركزية التي أقمناها في 1990م لم تعد قادرة على الصمود، و على الحفاظ على وحدة البلاد، ووحدة المجتمع».
وأوضح نائب رئيس الوزراء أن الأمر العاجل والملح هنا هو ما تقوم به اللجنة الدستورية..وقال: «ندرك أن كافة القوى الوطنية المحبة لليمن، والمخلصة لأبنائه تنتظر بفارغ الصبر ظهور وإعلان الدستور الاتحادي الجديد، للدولة الاتحادية الجديدة، الذي يحافظ على الوطن موحداً، والمجتمع متماسكاً، دستور يُعيد الألفة للهوية الوطنية اليمنية الواحدة التي تعرضت للكثير من التشويه خلال السنوات الماضية من جانب، والأفعال المضادة والتي كادت أن تطيح بوحدة الوطن من جانب آخر».. وشدد أن هناك مسؤولية وطنية أمام هذا الجمع الغفير من المناضلين الذين أسهموا في نجاح ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وكانوا زاداً ووقوداً لوحدة مايو العظيمة.
وأردف قائلاً: «إن هذه المسؤولية هي في الدعوة الصريحة لمصالحة وطنية شاملة لا تستثني أحداً، مصالحة تجب ما قبلها، مصالحة ترفع من شأن المسامحة، وطي صفحة الماضي الانقسامي التناحري الذي ساد علاقتنا وطغى على سلوكنا”.. مبيناً أن المصالحة الوطنية التي ننشدها جميعاً تبدأ بالاعتراف بالآخر في الحياة، وفي المشاركة السياسية، وإدارة الشأن العام، بما في ذلك إدارة السلطة والثروة، وتوزيعها توزيعاً عادلاً يحقق الرضا، ويقوي أواصر الأخوة والوحدة الوطنية.
واستدرك قائلاً : «إننا إزاء وضع خطير فإما أن نبادر إلى لملمة عناصره، وتحييد قوى الشر فيه، وهذا لن يتم إلا بمصالحة وطنية شاملة، وإما أن نفقد القدرة على ضبط إيقاع الحياة في بلادنا فنسلمها للمجهول”.. منبهاً في ذات الوقت أن صيحات الانتقام، والثأر، والنيل من الآخر يرافقها وينتج عنها المزيد من الدماء، والتشرذم، وصعود خطر الانقسام ليس إلى جنوب وشمال، بل إلى أكثر من جنوب، وأكثر من شمال.
وحذّر الدكتور بن دغر من أي مخاطر من شأنها تعريض الثورة، والجمهورية، والوحدة لاحتمالات الفشل كون ذلك سيعد أسوأ ما أنتجته التجربة الوطنية في تاريخنا كله، قديمة وحديثه، وأسوأ ما مضت إليه القوى السياسية، ونخب المجتمع، وشبابه ورجاله ونسائه.
وأردف قائلاً: «إنني أخشى أن نوصم حينها جميعاً بالتخلف السياسي حيث لم ندرك حجم المخاطر المحدقة ببلادنا، وحجم الانهيار المتوقع لإنجازاتنا التي تحققت بتضحيات الأبطال من رجالنا خلال العقود الماضية».
وتابع: «لهذا وجب علينا أن نسارع إلى لم الشمل، ونسيان الماضي، والسمو فوق خصوصياتنا المذهبية، والمناطقية، والسياسية، التي غلبناها على كل ما هو وطني، وللأسف مرة أخرى لم يتبقَ لنا إلى القليل القليل من الوقت».
وشدد أنه ليس هناك من معنى عن مصالحة وطنية شاملة دون الحديث عن مصلحة وطنية حقيقية في الجنوب على قاعدة المصالح الوطنية العليا، الجمهورية، والوحدة، والديمقراطية، وأمن البلاد واستقرارها والتي تجسدت في مخرجات الحوار الوطني.. مبيناً أن امام الجميع مهمات معقدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.