أيتها الحياة أضجرتني آلماً وتوجعاً من خطوطك السوداء لم أعد استطيع العودة إلى منزلي. أصبحت مجرد زبالة مرمية على ضواحي أوراقي الممزقة تخلى عني وطني تركني وحيدة أعاني البرد والجوع في حضن أمي الباردة. اشتاق لك أمي وأتساءل في نفسي؟؟؟ هل ستحملني في بطنك تسعة أشهر أخرى، أجيبيني أماه لربما استرجع ذكريات ولادتي السعيدة، لأرى بصيص أمل ابحث عنه بين جدران فولاذية صنعت خصيصاً من أجلي. أحاول اخترقها بأيادي عارية لا أحمل سلاح أو درع احتمي به. ينتابني رعب لحظة تفكيري بأني أصبحت ماضي مسحوق قبل ولادتي. من سيخبرني متى سأقف وسط حديقتي الربيعية لاستنشق عبير الزهور الخلابة وانطق باسمي بكل حرية. من أنا؟ من أنت؟ تجردت من معرفة حاضري وتخلف عني ماضي وهجرني مستقبلي حاملاً حقيبة سفر كياني المنسي. لعنة غجرية ما زالت تطارد قلم إبداعي. أخاف أن تتوقف معاناتي، لأنني لم اعد أعي متى كنت سعيدة. أتفهمني أم تجردت من المشاعر قسوة مصطنعة تهاجمني يومياً لأني مجرد امرأة تمتلك قلب مازال يؤمن بالحب والتضحية والعطاء. أخاف أن أقوم من النوم باكراً لأن شمس الحياة غادرت شرفة بيتي المدمر. اعتذر عن مكوثي أمام حضرتكم الكريمة برئيه في زمن الخيانة. مازلت اشعر بعسر ولادتي ولم تنتهي مراحل عذابي أتألم واحتضر بلا أمل أو رجاء. أنصفيني أيتها الحياة الغدارة وتوقفي عن ذبحي مراراً وتكراراً. فأنا أم تحمل بين ذراعيها طفل مذبوح يطلب دفنه آخر المطاف بكرامة.