عماد البريهي إلى أمنا بلقيس متى تأتين يا (بلقيس)؟ ويزهرُ عصرنا العَطِرُ قروناً خلف باب الليل ننتظرُ لقد عاثتْ بنا الأشباح وماتتْ بعدكِ الآمال والشورى وماتَ المجدُ والزّهَرُ وحتى القطّ قدْ أضحى رفيق الفار !!! يخرِقُ سدّنا العالي ويفتخرُ !! متى تأتين ؟ كي تشدو مدينتنا وتثمرُ حولنا الشجرُ بباب الكهف مازالتْ ركائبنا يُرَاودُ حلمها السفرُ *** **** **** هنا ليلٌ خرافيٌّ مقيمٌ في خواطرنا رمادٌ من زكامِ الجهل يأكلها ويأكُلُنا نسافرُ في ازدحام التيه وكفّ الليل مازالتْ تبعثرنا كأنَّ عقُولَنا حجرُ كأنّ الفجرَ ضلّ خطاه تسمَّر حَوله السّهرُ هنا الساعاتُ يا (بلقيس) تقَرْفِصُ عندَ بَاب الليل تحتضرُ حقولُ البُنِ تبحثُ عنكِ يَا أماه ويسألُ عنكِ ( أيلولٌ ) وحتى السيلُ والمطرُ هنا يبكيك معبدنا حبال الصمتِ تشنقه ويسألنا : متى تأتي هنا ؟ فلا شمسٌ تغازله ولا قمرُ !! *** *** *** ننادي هدهدَ الأنباء ما الأخبارُ عن ( سبأٍ )؟ فيبكي ثمّ يعتذرُ يُجيبُ الحرف مخنوقاً بحرقته فلا تغترَّ بالأشبَاح يا نغماً فليس هناكَ إلا الشكلُ والصورُ Sara Rashad الرسالة الخامسة:الحياة في الداخل. تختارين أرضك لن توجع جلدك صحراء أو تشتهي أصابعك خضرة ربما، تلتصقين بهذه الأرض بعد مدة قصيرة فتصبحين بجنسية وطن حقيقي ليس لطوابيره المدرسية نشيد ولا كوارثه جلدة مميتة. سأضمن عدم توقيفك في المطارات كما حصل لأمك أو رفض أحد لفيزتك كما فعلوا يوماً مع والدك. يا هيلين بفيروز، سأعلمك العربية كلمة بكلمة، أزرع في روحك لغة لحناً بلحن، أضمن أن لا تنفصلي عني في الدبكة، ستعرفين وطني أما اليمن فصورة حزن أبيك تكفي. إيييه يا جميلتي ستكبرين بلا أهل يمسدون أصابعك لكن ستجدين في كل شارع حديقة وخمس فراشات في العيد، لن تجدي الكعك فأمك لا تجيد سوى قص حكاياها القديمة وطن من صور وعائلة ضاع نصفها في الطريق. هذا ما أفعله الآن، أقص عليك الحكايات ربما تحفظين اسماءهم وترحمين بكاءي المفاجئ حين أهدهدك لا أطلب لي النجاة نجوت مرة بالحب ولي أن أصلي أن تولدي ناجية بين قلبين متعبين ووطن عليهما اختياره لك تكبرين بالأغاني وتملأ ذاكرتك البهجة.