“إن حرية الاعتقاد هي أول حقوق(الإنسان)التي يثبت له بها وصف (إنسان). فالذي يسلب إنسانا حرية الاعتقاد , إنما يسلبه إنسانيته ابتداء ومع حرية الاعتقاد حرية الدعوة للعقيدة,والأمن من الأذى والفتنة وإلا فهي حرية بالاسم لا مدلول لها في واقع الحياة . ..والإسلام - وهو أرقى تصور للوجود وللحياة , وأقوم منهج للمجتمع الإنساني بلا مراء - هو الذي ينادي بأن لا إكراه في الدين ; وهو الذي يبين لأصحابه قبل سواهم أنهم ممنوعون من إكراه الناس على هذا الدين” سيد قطب بعد أن أشرنا في العدد الماضي إلى العقوبة الإلهية لأول مرتد في تاريخ الخليقة وعقوبة أول ردة في تاريخ الأنبياء، وأكدنا أن عقوبة أول من ارتدا في تاريخ الإسلام لم تخرج عن الإطار العام لهذه العقوبة كما تجلى ذلك في قصة ابني أبي الحصين الأنصاري واتضح لنا أن أبا الحصين هو أول من اتهم نبينا العظيم بأنه من حماة المرتدين، و وجد في نفسه من تساهل النبي مع المرتدين متجاهلاً قوله تعالي {فلا وربك لا يؤمنون..} بعد هذه الطيافة التاريخية في قضية الردة التي بينت لنا سنة الله في التعامل مع الارتكاسات العقدية، ولن تجد لسنة الله تبديلا، نضع أمام ضمير القارىء عدداً من الآيات المحكمات التي تؤكد هذه السنة الإلهية ابتداءً من سورة البقرة متطرقين لما ثبت في آحاد السنة النبوية من تفسيرات لبعض الآيات. مزيداً من التفاصيل الصفحات اكروبات