تداخلت المصطلحات في بعضها، واختلطت المواد المتشابهة في اللون المتباينة في سائر المعايير التقويمية عند من فقد وظائف بعض حواسه؛ فحكم بما هو قائم منها فاستبان جزءٌ من الصورة؛ لعدم اكتمال المعطيات، وعليه - بالضرورة - ستكون النتائج غير منصفة. ها هي العنونة المفتعلة قد آلت إلى عدم انسجام نصّيّ، فالترهل يفضي إلى قراءةٍ غير منهجية، ليصبح المتن الوطني معروضاً في ساحة مزاد العنونة، وأبناؤه عرضة للتشفّي البيْني. تسيطر الأنانية على القطيع في مساحة مكشوفة لكل الضواري مع قلة في العشب والماء، وهي كافية إذا صحبها قليل من استثارة مكامن الإنسانية المسكونة بما تبقى من مجاز بنية الإيثار. ثمة عبث تمارسه الضواري في الاستفادة من القطيع؛ إنها تتركها متناثرة بين الدم والأحشاء، من غير استفادة آنية أو مستقبلية، فهي تصنع لوحة مؤقتة من الرعب الهوليودي لكنه غير زائف؛ لتشبع بها الرغبة المسعورة في زاوية الذاكرة المشوهة. عودا على المصطلح والشعارات التي لا يختلف على مدلولها الظاهر البلداء فضلاً عن الأذكياء، نراها تمخر في عباب أحمر مصدره ينابيع المغدورين ما لو كتبت بها لعنات على أدعياء الإنسانية والمتقنعين مظلوميتها لنضبت قبل أن تكتمل مفرداتها. الأفعال شاهدة على زيف المصطلح وشروحه ودلالاته المبطنة بالزيف، غير أن البسطاء وإن تطاولوا والناقمين وإن تملصوا يتوقفون كثيراً عند عتبات المصطلح المعنون، فلا يصلون إلى المتن لقراءته حتى يكون زمن الدرس قد انقضى، وابتدأ الأستاذ بدرس جديد. المنطلقات لدى الجميع - في ظني- خاطئة والمعنيُّ بتوجيه المسار انحرفت بوصلته، أو هو يعمل على بوصلة غير ممغنطة. النفوس المضطربة لن تحدث استقراراً، فالأرضية التي تعمل فوقها غير صلبة، أو أن الأقدام مرتعشة، أو أنهما اجتمعتا، ولم يعد ثمة خيار غير الهدم لإعادة البناء، فمن سيهدم؟ ومن سيبني؟ وكيف سيكون شكل البناء؟. إن الحروف السبتمبرية نارية المعدن شديدة النّبر، فلا سبيل في مجاريها غير الإبقاء عليها صافية النبر تقرع السمع كما تستثير المخارج، إلا إذا كانت العاهة في مجرى الصوت عنده يُستبدُل الناطق الرسمي.