عقد سفير الولاياتالمتحدةالامريكية لدى بلادنا ما ثيو تولر, ومدير الوكالة الامريكية للتنمية الدولية في اليمن هيربي سميث في مقر السفارة أمس, مؤتمراً صحفياً بمناسبة احتفالات الأممالمتحدة بيوم الغذاء العالمي الذي يصادف اليوم الخميس وتعد فيه الأممالمتحدة تقريراً سنوياً له علاقة بالعالم في هذا المجال. تناولا فيه توضيح الأهداف المحددة للولايات المتحدة الخاص ببرنامج الغذاء العالمي في اليمن والأنشطة التي يركز عليها داخل الاقتصاد المحلي اليمني وحجم المعونات التي تقدمها الولاياتالمتحدة لليمن. وفي المؤتمر الصحفي أكد السفير ما ثيو تولر أن الولاياتالمتحدة هي أكبر المانحين على المستوى العالمي لبرنامج الغذاء العالمي, وثاني دولة بعد المملكة العربية السعودية في تقديم المعونات الغذائية لليمن, وأكبر البلدان الداعمة لبنك وصندوق النقد الدوليين الداعمين لبلادنا, موضحاً أن مجمل الدعم الذي تقدمه الولاياتالمتحدة عبر منظماتها المختلفة لليمن وصل إلى نصف مليار دولار. وأشار ما ثيو تولر إلى أن أعداد الجائعين في العالم قد انخفض بمقدار 100 ألف جائع خلال العقد الماضي, ومقدار 209 ملايين جائع منذ العام 1990م, مبيناً أن الهدف من الألفية هو خفض تلك الأعداد إلى النصف قبل حلول العام 2015م, كما أكد أن هناك أكثر من 800 مليون شخص يأوون إلى فُرشهم دون عشاء ما يمثل رقماً عالٍياً جداً غير مقبول, وأن في اليمن يوجد 10 ملايين شخص يأوون إلى فُرشهم جائعين نتيجة عوامل الفقر المتواصل, والجمود الاقتصادي,وانخفاض المحصولات الزراعية , مؤكداً أن حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية تقدم العديد من البرامج لمكافحة الجوع في اليمن على الرغم من وجود معوقات في الجانب السياسي والأمني, وأن حكومتهم جاهزة للعمل مع الحكومة اليمنية والشركاء لمواصلة الدعم الإنساني في اليمن, والعمل جنباً إلى جنب مع اليمنيين من أجل مستقبل خال من الجوع وسوء التغذية ليصبح شيئاً من الماضي. وفي رده على سؤال ل«الجمهورية» حول مدى استيعاب التجديد في الخطط الأكثر وصولاً في ظل تسارع وتيرة الفقر والبطالة والجوع لمعالجة تحسين الوضع الاقتصادي في اليمن, أكد السفير ما ثيو تولر أن هذا يعد غاية في الصعوبة وهم يقضون أوقاتاً طويلة جداً يفكرون في عملية للإسراع بإيصال المعونات, بالإضافة إلى أنهم مع المنظمات العالمية الاخرى في حالة تقييم مستمرة على كيفية إيصال تلك المساعدات بطريقة أسرع, وأنه بالرغم من الأوضاع السياسية المتفاقمة حاليا إلا أنهم لم يبطئوا عملية إيصال المساعدات إلى المستفيدين, موضحاً أن مدير الوكالة الامريكية للتنمية الدولية في اليمن قد وقع في نهاية سبتمبر الماضي إتفاقية لمواصلة المساعدة خلال العام القادم. وأضاف السفير الأميركي لدى بلادنا أن الطريق الذي اختارته الحكومة اليمنية منذ عام 2012م بموجب المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية هو طريق يركز على تطلعات الشعب اليمني التي عبر عنها الشعب في مخرجات الحوار الوطني, التي ركزت على الحكم الرشيد, والشفافية, ومكافحة الفساد, والتنمية كأسس هامة وأساسية لمستقبل اليمن وأن أملهم هو أن يخدموا تلك التطلعات لإيمانهم أنها تخدم مصالح البلدين المشتركة, وأن الرغبة لديهم في رؤية اليمن بلداً مستقراً وآمناً يتمتع بازدهار اقتصادي, وأن سياستهم تتمثل في دعم حكومة تلبي مطالب الشعب اليمني, منوهاً إلى أنه في غياب الأمن تجف منابع الاستثمار, وفي ظل وجود الصعوبات الاقتصادية يكون الناس الأكثر ضعفاً هم الأكثر تعرضاً لاستقطابهم من قبل المتطرفين, وفي ظل غياب توافق سياسي يكافح عملية الفساد المالي والإداري والحكم الرشيد يكون من الصعب معالجة قضايا الأمن والاقتصاد. من جانبه تحدثت مدير الوكالة الامريكية للتنمية الدولية في اليمن هيربي سميث عن الأنشطة والمعونات الانسانية التي تقدمها الوكالة الامريكية للتنمية الدولية في اليمن المقدرة سنوياً ب 150 – 160 مليون دولار, كبرامج موسعة تغطي أكثر المجالات وتتعاطى مع التنمية الزراعية والاقتصادية والتعليم والبرامج الصحية والمرأة والطفل, مضيفاً أن برنامج الغذاء العالمي يركز داخل اليمن على بناء المزيد من المرونة داخل إطار الاقتصاد المحلي, وأن أحد الأساليب المتبعة في توفير المعونات هو النقد بدلاً عن الغذاء, لشراء الغذاء من الاقتصاد المحلي وتعزيز السوق اليمنية, بالإضافة إلى تقديم الدعم من الموارد للمزارعين رجالاً ونساء وتدريبهم, وتقديم الدعم الانساني إلى النازحين نتيجة الصراعات القائمة في البلاد, والعمل عن كثب مع الحكومة اليمنية والشركاء الأساسيين, مشيراً إلى الاعتماد على استخدام الخبرات اليمنية في ترشيد برامجهم, وإقامة برامج تضمن للشباب فرصاً وظيفية سيتم تنفيذها في الجانبين الفني والمهني انطلاقاً من إدراكهم أن اليمن سيستولي عليه الشباب.