أصدرت اللجنة الثورية لثورة ال21 سبتمبر يوم امس في القصر الجمهوري بصنعاء الإعلان الدستوري التالي : بسم الله الرحمن الرحيم أيها الشعب اليمني العظيم نزولا عند رغبتك وتنفيذا لإرادتك الحرة التي تجسدت جليا في الدعم المستمر للثورة ومسيرات التأييد في مختلف المدن والمديريات وفي المؤتمر الوطني الموسع المنعقد في العاصمة صنعاء خلال الفترة 9 - 11 ربيع الثاني 1436 الموافق 31/يناير - 1 فبراير 2015م وما تضمنه البيان الصادر عن المؤتمر من مهلة للقوى السياسية للوصول إلى اتفاق يخرج البلاد من الحالة الراهنة، وتفويض للجنة الثورية باتخاذ الاجراءات الفورية لترتيب أوضاع سلطات الدولة وما تبعه من تأييد للجماهير الشعبية الحاشدة في معظم محافظات الجمهورية المؤيدة لما خرج به المؤتمر الوطني الموسع وخلال المهلة التي منحت للقوى السياسية بذلت المكونات السياسية المؤمنة بثورة ال11 من فبراير وال21 من سبتمبر جهودا مضنية لاحتواء الموقف، واقناع المكونات السياسية بمبدأ السلم والشراكة للخروج بالوطن من الفراغ الذي خلفته الاستقالة المفاجئة وغير المبررة لرئيس الجمهورية والحكومة. ولكن تلك الجهود قوبلت بالتعطيل والرفض والتنصل عن المسؤولية الوطنية واستمرت بعض المكونات في نهجها الانتهازي وتفريطها بالمصلحة الوطنية العليا متجاوزة المدة المحددة لها في البيان الصادر عن المؤتمر الوطني الموسع في تحد صريح للثورة وإرادة الشعب اليمني العظيم واضعة الشعب امام خيار الوقوع في مخاطر سياسية واقتصادية وأمنية واجتماعية نتيجة الفراغ الذي تصر على استمراره نكاية بهذا الشعب وثورته ومكتسباته. وهو ما استوجب من قيادة الثورة القيام بمسؤولياتها الوطنية استنادا إلى تفويض الشعب والقوى الوطنية الثورية، وتنفيذا لإرادة الشعب اليمني الذي عانى من جور حكامه واستهتارهم بمصلحته العليا وبكرامته وحقوقه وحرياته وتفريطهم في وحدته وسيادته وأمنه واستقراره ، قررت قيادة الثورة النهوض بتلك المسؤولية الجسيمة وهي مسؤولية إخراج الوطن من الوضع الراهن والسير به قدما إلى آفاق الحرية والكرامة ليكون له موطئ قدم ثابتة في ركاب الشعوب المتحررة. إن الثورة عازمة على تحقيق حياة كريمة لجماهير الشعب والقضاء على الفساد وفق استراتيجية وطنية فاعلة واصلاح نظام الوظيفة العامة وإزالة الاختلالات في العدالة المجتمعية ورفع المظلوميات واصلاح المؤسستين الأمنية والعسكرية على اسس وطنية وأيضا إعادة الثقة والاعتبار لهاتين المؤسستين وتحسين معيشة منتسبيها وتحقيق الأمن في المجتمع ومواجهة القوى الاجرامية التكفيرية والقوى المتحالفة معها والداعمة لها وبناء مجتمع يمني قوي متماسك لا يقصي أحداً من أبنائه وتياراته وإنهاء حالات الصراع والانقسام والتمزق فالوطن يتسع لكافة أبنائه وينتظر منهم جميعا ودون استثناء الاسهام في إعادة بنائه والعمل على تحقيق رفعته وتقدمه ورخائه والمحافظة على أمنه وسيادته واستقلاله. أيها الشعب اليمني العظيم : لقد عاهدنا الله وهو على ما نقول شهيد على أن نبذل نفوسنا في سبيل اسعاد بلادنا واعلاء الراية فعليكم انكار ذواتكم وأن تبذلوا من اموالكم وانفسكم وجهودكم ما يضمن لوطنكم القوة والسعادة والرخاء والمجد متحدين كل الصعوبات والمؤامرات متكاتفين متعاونين مع الوطن فالوطن واحد والهدف واحد والشعب واحد ولتكن الفترة الانتقالية التي ينظمها هذا الاعلان فاتحة عهد جديد ينتقل الوطن من خلالها إلى بر الامان. وعليه فإن قيادة الثورة تصدر باسم الشعب هذا الاعلان الدستوري المنظم للفترة الانتقالية: مادة 1. يستمر العمل بأحكام الدستور النافذ ما لم تتعارض مع احكام هذا الاعلان. مادة 2. ينظم الاعلان قواعد الحكم خلال المرحلة الانتقالية. مادة 3. الحقوق والحريات عامة مكفولة وتلتزم الدول بحمايتها. مادة 4. تقوم السياسة الخارجية للدولة على اساس الالتزام بمبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولة، واعتماد الوسائل السليمة والسلمية سبيلا لحل المنازعات والتعاون لتحقيق المصالح المشتركة بما يحفظ سيادة الوطن واستقلاله وأمنه ومصالحه العليا. مادة 5. اللجنة الثورية العليا هي المعبر عن الثورة وتتفرع عنها اللجان الثورية في المحافظات والمديريات في انحاء الجمهورية. المجلس الوطني الانتقالي : مادة 6. يشكل بقرار من اللجنة الثورية مجلس وطني انتقالي عدد اعضائه 551 عضوا يحل محل مجلس النواب المنحل ويشمل المكونات غير الممثلة فيه ويحق لأعضاء مجلس النواب المنحل حق الانضمام إليه مادة 7. تحدد اللائحة الداخلية للمجلس نظام عمله وحقوق وواجبات اعضائه. مادة 8. يتولى رئاسة الجمهورية في المرحلة الانتقالية مجلس رئاسة مكون من 5 اعضاء ينتخبهم المجلس الوطني وتصادق على انتخاباتهم اللجنة الثورية. مادة 9. تحدد اللائحة الداخلية للمجلس نظام عمله وحقوق وواجبات اعضائه. الحكومة الانتقالية: مادة 10. يكلف مجلس الرئاسة من يراه من اعضاء المجلس الوطني أو من خارجه بتشكيل حكومة انتقالية من الكفاءات الوطنية. أحكام عامة وختامية: مادة 11. تختص اللجنة الثورية باتخاذ كافة الاجراءات والتدابير الضرورية لحماية سيادة الوطن وضمان أمنه واستقراره وحماية حقوق وحريات المواطنين. مادة 12. تحدد اختصاصات المجلس الوطني ومجلس الرئاسة والحكومة بقرار مكمل للاعلان تصدره اللجنة الثورية مادة 13. تلتزم سلطات الدولة الانتقالية خلال مدة اقصاها عامان بالعمل على انجاز استحقاقات المرحلة الانتقالية وفق مرجعيتي مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل واتفاق السلم والشراكة الوطنية، ومنها مراجعة مسودة الدستور الجديد وسن القوانين التي تتطلبها المرحلة التأسيسية والاستفتاء على الدستور تمهيدا لانتقال البلاد إلى الوضع الدائم واجراء الانتخابات النيابية والرئاسية وفقا لأحكامه. مادة 14. تستمر التشريعات العادية نافذة ما لم تتعارض صراحة أو ضمنا مع نصوص هذا الاعلان. مادة 15. يعد هذا الاعلان نافذا من تاريخ صدوره. صدر بالقصر الجمهوري بالعاصمة صنعاء بتاريخ 17 ربيع الثاني 1436ه الموافق 6 /2 /2015م وقد جرت مراسم الاحتفال بصدور الإعلان الدستوري مساء أمس في القصر الجمهوري بصنعاء بحضور حشد كبير من المسؤولين و القيادات السياسية والقيادات العسكرية والأمنية والاكاديميين واصحاب الفضيلة العلماء وقيادات السلطات المحلية والمشائخ والشخصيات الاجتماعية من أمانة العاصمة وعموم محافظات الجمهورية . واستهلت المراسم بالسلام الجمهوري ثم آي من الذكر الحكيم، اعقبها الوقوف دقيقة حداد لقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء الذين سقطوا جراء أعمال الإرهاب وكذا شهداء ثورتي ال 21 سبتمبر 2014 وال 11 فبراير 2011 م. وألقيت كلمة عن الحراك الجنوبي السلمي ألقاها زيد حسن بن يحيى نقل في بدايتها تحايا أبناء الجنوب إلى الحاضرين، مذكرا بالتضحيات الجسيمة لابناء الجنوب ونضالاتهم وما سطروه من بطولات مشهودة في سبيل طرد الاستعمار البغيض عبر ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة والتي توجت بالاستقلال. وقال “بداية ننقل إليكم تحيات جماهير شعبنا في الجنوب الحر هذا الجنوب المناضل الذي ناضل 129 عاما لطرد الاستعمار”. وأضاف : الجنوبيون أول مطلب لهم رفض أي تدخل اجنبي أو خارجي بريطانياً كان أو امريكياً في الشأن اليمني، فهو شأن يمني خالص . وتابع : ناضلنا 129 عاما من أجل طرد المستعمر البريطاني ومشروعه الكونيالي الاستعماري المسمى الجنوب العربي واسقطناه في ثورة 14 اكتوبر المجيدة، وحققنا الاستقلال الناجز وغير المشروط في 30 نوفمبر 1967 بقيادة مناضلين شرفاء احرار من امثال الرئيس الشهيد قحطان محمد الشعبي، ومفكر وضمير الثورة فيصل عبداللطيف الشعبي، والرئيس المناضل الشهيد سالم ربيع علي (سالمين)، وعنتر، وشائع ، ومطيع وغيره من احرار وشرفاء الجنوب . وأشار إلى أن الجنوبيين بعد الاستقلال مباشرة وقبله رفعوا “النضال من أجل تحقيق الوحدة”. وقال : ناضلنا كجنوبيين ودفعنا دما غاليا من أجل الوحدة وقدمنا دولة وشعبا في 22 مايو 1990م . وأضاف : في هذه الوحدة لم يفكر الجنوب في المحاصصة ولم يقل نحن دولة وبالتالي علينا أن نحصل على حصة دولة مع الجمهورية العربية اليمنية، بل دخلنا ب159 نائبا من أجل الوحدة، من أجل وحدة احرار وشرفاء وشركاء وانداد . واستعرض زيد حسن بن يحيى، السلبيات التي رافقت عهد الوحدة، معتبرا أن القضية الجنوبية قضية وطنية عادلة أوجدتها جملة المظالم التي ارتكبت بحق أبناء الجنوب. واختتمت مراسم الإعلان الدستوري بالسلام الجمهوري. هذا وقد دعت اللجنة الثورية جماهير الشعب اليمني إلى الاحتفال مساء اليوم بانتصار ثورة ال21 من سبتمبر . كما دعت جماهير الشعب اليمني إلى الاحتشاد رجالا ونساء في مهرجان الاحتفاء بهذا الإعلان والذي سيقام عصر يوم غد في ساحة ملعب مدينة الثورة الرياضية بالعاصمة صنعاء.