فضّلت أن يكون مقالي من غير عنوان، فقد كثرت العناوين البرّاقة والأقوال التي تنقصها الأعمال، فلو طبّقت الأقوال التي تزخر بها صحفنا ومجلاتنا لأمكننا أن نجعل من وطننا جنّة، ومن فقرنا غنى، ومن بؤسنا سعادة، ومن هذا الظلام نوراً، ومن بأسنا أملاً. فما أسهل التبجُّح بالأقوال وكتابة العناوين التي لا تعني إلا إبراز الأسماء على صفحات الصحف. وربما يوجد هناك من يكتب على الأزمات الاقتصادية وعواملها وعواقبها؛ بينما هو في الواقع أحد المستغلّين الذين أثروا على اقتصادنا وعلى حساب الشعب الكادح. وقد نجد من يسب وينتقد الرشوة والراشين والمرتشين؛ بينما هو أول من يمد يده في السر والعلانية لذلك..!!. وما أسهل أن نكتب من غير أن نشعر بما نكتب، وما أسهل أن نقول أقوالاً لا تعبّر عمّا تكنّه وتضمره نفوسنا؛ بل ما يهمنا هو إبعاد الشبهات عنّا والتشدُّق بالوطنية والإخلاص. فنصيحتي إلى هذا النوع أنه إذا كان حقّاً مخلصاً لوطنه ومجتمعه؛ فليعمل أعمالاً ترفع من مستوى معيشة هذا الشعب البائس، فلا شك أن أعماله هذه ستخلّد اسمه وستكسبه احترام وتقدير وحب كل فرد من أفراد شعبنا اليمني المكافح. فإلى العمل بالإخلاص والصدق دون زيف ولا تشدُّق ولا رياء.