في حوار خاطف مع أحد شعراء الثورة الشبابية السلمية والذي يَعتبر الشعر بالنسبة له إلهامه وأحاسيسه وتذوقه وخياله وإبداعاته، شاعر يحب الشعر منذ الطفولة، كان الشعر مجرد حلم يراوده، وكان يلقب نفسه ب «الفرزدق»، حينها كانت أمه تضحك وتتعجب! لكن ضحكاتها كانت بمثابة جسرٍ من الأمل لتدعو له بدعوات تتخالط مع ضحكتها؛ لينطلق من خلالها الشاعر فهمي المُقبلي، ومن ذلك الحلم إلى أن أصبح يشارك في البرامج الشعرية التلفزيونية، وله الكثير من القصائد الوطنية وغيرها، عن هذا وغيره كان لنا معه هذا الحوار.. نبدأ بالسؤال المعتاد.. من هو فهمي المُقبلي كإنسان..؟ فهمي عبده المُقبلي إنسان بسيط، يحب البسطاء، لديه بكالوريوس في اللغة العربية من جامعة تعز، وهو فرد من اليمن، مواطن دونما وطن، وهو من مديرية التعزية، عزلة الدّعيسة “مفرق شرعب”. من هو المُقبلي كشاعر..؟ كشاعر: لي مستقبل زاهٍ وبالحرمان يحضنني ولي قلمي وإبداعي ، ولكن لفنى كفني. كيف كانت بدايتك مع الشعر..؟ بدايتي مع الشعر كانت في مرحلتين، الأولى: مرحلة الابتدائية وفيها بدأت أحب الشعر وأحفظ الكثير منه وكل قراءتي شعراً، وكان هناك برنامج إذاعي في إذاعة صنعاء عن الشاعر الفرزدق وأشعاره؛ لأنه في التسعينات كان الراديو بمقام مواقع التواصل الاجتماعي حالياً، فكنت لا أفارق الراديو، حتى أنني كنت أقول لأمي: أنا الفرزدق، وكانت تضحك وتدعو لي. أما المرحلة الثانية فكانت بمثابة ميلاد أول قصيدة لي وذلك في المرحلة الأخيرة من الثانوية العامة، وذلك في يوم عيد الأضحى، فقد كانت أول محاولة شعرية من العام 2002، ومطلع القصيدة: في يوم عيد قد حضر الزين من أغلى البشر ولا أنسى معّلم اللغة العربية الأستاذ عادل غيلان الذي شجعني على كتابة الشعر وأنا لم أزل في المدرسة. ماهي أول مشاركة شعرية قمت بها وأين..؟ أول المشاركات كانوا يستدعوني للأسمار الليلية الرمضانية، ثم شاركت بالعديد من القصائد على منصة ساحة الحرية في ثورة فبراير الشبابية السلمية، وكذلك شاركت بالكثير من القصائد في صحيفة الثقافية، ومن ثم في صحيفة الجمهورية وما زلت حتى الآن، وكذلك في عدة صباحيات شعرية في مدارس الرشاد في تعز، كما شاركت في العديد من احتفالات التخرج في جامعة تعز، و أهم مشاركة لي كانت في برنامج صدى القوافي على قناة اليمن الفضائية، وقدمت للمشاركة بجائزة رئيس الجمهورية للشعر لهذا العام فحدث ما حدث من الفوضى العارمة التي التهمت الوطن بما فيه. ما الذي قادك للمشاركة في برنامج صدى القوافي..؟ لهفتي للشعر ومتابعتي للبرنامج، وحبي له منذ موسمه الأول، وطموحي للارتقاء بالشعر، هي التي قادتني إلى المشاركة في البرنامج. ماذا تعني لك المفردات التالية: الوطن- الشعر- الأصدقاء- مواقع التواصل الاجتماعي؟ - الوطن: أمي، أهلي، تربتي، عزتي، كرامتي ونفسي. الشعر: إلهامي، شعوري، خواطري، أحاسيسي، مشاعري، هواجسي، متنفسي، نشوتي، تذوقي، خيالي وإبداعي. الأصدقاء: لا حياة من دونهم؛ فهم الهواء الذي أتنفسه، وسلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا. مواقع التواصل الاجتماعي: سلاح ذو حدين، منها الخير ويسلكه أهل الخير ومنه الضير ويسلكه أهل الضير. ماذا كتبت عن الوطن..؟ كتبت الكثير ومنها قصيدة بعنوان” قاتل أمه” ماذا أقول ونهدتي تتدفقُ والحبر يذرف بالدموع ويصعقُ أسف على أم رضعت بحضنها وأكلت من يدها وأنت منمقُ وعلى ثراها عشت حراً راشفاً طيب الهواء لك الجناح تحلقُ واليوم تجزيها العقوق بخنجرٍ أسكنته من حيث كنت معلقُ وإلى آخر القصيدة: وطني و يا حبي فأنت أمومتي عهداً بأن يبقى مكانك مشرقُ أمي سلي الرحمن يمحو زلتي فبخنجري أصلى العذاب وأحرقُ هل هناك علاقة بين الحب والشعر..؟ نعم هناك علاقة عميقة جداً، فالشعر هو الحب والحب هو الشعر، ومن لا يحب لا يقول شعراً، من لا يحب تجد أحاسيسه ومشاعره غائبة، والحب في الأرض شيء من تخيلنا؛ لو لم نجده عليها لاخترعناه. فلا يكون الحب إلا بالشعر ولا يكون الشعر إلا بالحب، فما من شاعرٍ إلا وذكر الحب بأبياته. أنظر جل الشعر ألم أقل كله تجد الحب والشعر صنوان لا يفترقان. ماذا تعني لك المرأة..؟ المرأة تعني لي الكثير، فهي التي تجعل الدنيا تنبض بالحياة، وهي التي تجعل للورد قيمته، وهي التي تزكي العطر نسمته ،لا حياة مشعة بالحب مشبعة بالود إلا بالمرأة. حب و امرأة تشع الحياة وتشرق وتزداد جمالاً. هل من أبيات عن الحب..؟ الحب ما الحب يا أمي و يا أبتي الحب روحي وريحاني وأوردتي الحب صمام قلبي بل ونبضته يدغدغ الروح أنفاساً إلى رئتي وإلى آخر القصيدة.. ولتبق يا حب تزرعني وتحصدني فالشعر أنت وأنت الضاد في لغتي كشاعر.. ما رأيك بالإعلام اليمني الحكومي والحزبي والأهلي..؟ الإعلام اليمني بشكل عام، من تزوج أُمنا كان عمنا؛ هو مع الأقوى وليس مع الوطن، فالإعلام الحكومي، وكل يدعي حباً بليلى وليلى لا تقر لهم بذاكَ. وكذا الحزبي: فلا خير في ود امرئ متلون إذا مالت الريح مال حيث تميل وأما الأهلي: ستبدي لك الأيام ماكنت جاهلاً ويأتيك بالأخبار من لم تزودِ ماذا يريد فهمي أن يصبح في المستقبل..؟ أريد ان أصبح في المستقبل شاعراً كبيراً على مستوى الوطن العربي، ودواويني الشعرية في كل المكتبات اليمنية والعربية، وأحلم أن أحمل إمارة الشعر وأمثل أمي اليمن ووطني الأم في كل المحافل ورايته ترفرف عالياً بمعيتي. ماذا تتمنى..؟ أتمنى من الله أن ينقذ الوطن ويوفق أبناء الوطن- لبنائه- الذي ينزف دماً من أبنائه، وعبر صحيفة الجمهورية أرفع صوتي وإن شاء الله يصل مداه بأن الأمل موجود في اليمن وأهل اليمن؛ فهي ملاذ من الفتن. وأتمنى الاهتمام بالمبدعين، فالوطن يعج بكثرة المبدعين لكنهم في سلة المهملات وللأسف، وفي بلادي يأبى الشعراء إلا أن يعيشوا فقراء. صحيفة «الجمهورية» في ضيافتك ماذا تقول عنها..؟ أقول عنها: هي الصحيفة التي تعايش الواقع، تواكب الحدث وتلامس الوضع. كلمة أخيرة..؟ أشكرك على هذا الحوار اللطيف، وأشكر صحيفة الجمهورية وهيئة تحريرها كافة بلا استثناء.