تعهد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، أمس، بتكثيف الاستيطان في القدسالمحتلة حال فوزه بانتخابات الكنيست التي ستجري اليوم الثلاثاء، وذلك من أجل منع تقديم أي تنازلات للفلسطينيين في المستقبل. ونقلت وسائل إعلامية فلسطينية عن نتنياهو قوله خلال زيارة قام بها إلى حي ‘هار حوما' الاستيطاني (جبل أبو غنيم) المستولى عليه شمال بيت لحم: “سنواصل البناء في القدس وسنضيف الآلاف من الوحدات السكنية وبوجه كافة الضغوطات (الدولية) سنواصل تطوير عاصمتنا الأبدية” حد زعمه. إلى ذلك شنت قوات الاحتلال “الإسرائيلي”، ليلة أمس الأول وفجر أمس الاثنين، حملة اعتقالات واسعة النطاق في الضفة المحتلة. وذكرت وكالة (فلسطين اليوم) أن حملة الاعتقالات طالت مدن جنين وقلقيلية ونابلس وبيت ريما ورنتيس وخربة صفا ومنطقة الخليل وخلال الحملة تم اعتقال 23 فلسطينياً تم نقلهم لجهات مجهولة للتحقيق. وتواصل قوات الاحتلال يومياً مداهمة منازل وأحياء الضفة لاعتقال المواطنين، وزجهم بالسجون، حيث بلغ عدد المعتقلين حتى الآن أكثر من 7000 أسير يقبعون في ظروف إنسانية وصحية صعبة حسبما أوردته الوكالة. كما أطلقت قوات الاحتلال “الإسرائيلي” أمس الاثنين، النار تجاه مجموعة من المواطنين المشاركين في مسيرة لكسر الحصار على قطاع غزة، في منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة. وأفادت المصادر الطبية، أن إطلاق النار تجاه المسيرة لم يسفر عن وقوع إصابات. ويعد هذا الاعتداء خرقاً جديداً للتهدئة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال إبان العدوان على غزة العام الماضي. في سياق متصل، حلقت مقاتلات حربية إسرائيلية، فجر أمس ، في أجواء قطاع غزة وعلى ارتفاعات منخفضة، وهي تطلق بالونات حرارية. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية بأن طائرات حربية إسرائيلية من نوع «إف16» دخلت أجواء القطاع بشكل مفاجئ في ساعات الفجر، وحلقت على ارتفاعات منخفضة، وتحديداً فوق الأجواء الغربية على الطريق الساحلي لغزة، وأطلقت بالونات حرارية، وسط أصوات تحليقها المزعج للمواطنين، إضافة إلى بث حالة من الخوف والرعب في صفوف الأطفال الآمنين. في غضون ذلك تواصلت إدانات اقتحام وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان للمسجد الإبراهيمي في الخليل جنوبالضفة الغربية، فمن جهته، أدان الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى المبارك إقدام ليبرمان من استعراض استفزازي تمثل في اقتحام المسجد الإبراهيمي في الخليل. وقال مفتى القدس، في بيان صحفي نقلته وسائل إعلامية أمس: إن الاقتحام يأتي “لأسباب انتخابية لا تخفى على أحد، ويبدو أن ذلك يأتي ضمن سياسة الاستفزازات التي تهدف إلى استجلاب أصوات الناخبين المتطرفين والمستوطنين”. وأكد أن المسجد الإبراهيمي هو مسجد إسلامي ومكان لصلاة المسلمين وعباداتهم وحدهم، وأن ما يجري فيه من تقسيم وتدنيس إنما هو بفعل الاحتلال وعدوانه، وأن وضع سلطات الاحتلال يدها على المسجد عقب المذبحة التي حصلت فيه عام 1994م إنما هو انتهاك للقوانين والأعراف والشرائع السماوية جميعها التي حرمت المس بأماكن العبادة. وأشار إلى أن ما قام به ليبرمان هو تدنيس لهذا المسجد وأن سلطات الاحتلال تتحمل عواقب هذه الاستفزازات، حيث أنها تعمل على حمايتها بدلاً من منعها. على صعيد آخر أدان المفتي قرار المحكمة العليا الإسرائيلية السماح للمتطرفين اليهود بأداء الصلوات التوراتية في باحات المسجد الأقصى المبارك واعتبار هذه الصلوات قانونية، محذراً من عواقب مواصلة هذه الاستفزازات والانتهاكات لمقدسات تخص مسلمي العالم أجمع، وأن هذه السلطات ما انفكت تعمل على الاعتداء على أماكن العبادة الإسلامية والمسيحية جميعها. وطالب المنظمات والهيئات والمؤسسات المحلية والدولية جميعها العمل على وقف هذه الانتهاكات والاستفزازات، داعياً المواطنين وسدنة المسجد الأقصى والإبراهيمي لإعماره والصلاة فيه والدفاع عنه في ظل هذه الانتهاكات والاعتداءات المتكررة عليه. بدورها، دعت وزارة الشؤون الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي، واللجنة الرباعية الدولية، ومنظمات الأممالمتحدة المختصة، بالتحرك الذي يمليه القانون الدولي، من أجل حماية المقدسات ودور العبادة في دولة فلسطين، والعمل الجاد من أجل توفير الحماية للشعب الفلسطيني من غطرسة الاحتلال والمستوطنين. كما أدانت وزارة الخارجية، في بيان صحفي أمس الإثنين، “اقتحام المستوطن العنصري ليبرمان ولفيف من حزبه، للحرم الإبراهيمي الشريف في قلب مدينة الخليل، في محاولة لكسب المزيد من أصوات المستوطنين المحتلين، في الانتخابات الإسرائيلية المزمع عقدها اليوم الثلاثاء”. وأشارت إلى أنها تنظر بخطورة بالغة لأبعاد ودلالات هذه الاقتحامات المتواصلة للمقدسات الفلسطينية التي تتجاوز البعد الانتخابي الراهن، حيث يواصل اليمين في إسرائيل التمسك باحتلال أرض دولة فلسطين، والاستمرار في توسيع البناء الاستيطاني والاستيلاء على الأراضي وتهويدها بما فيها القدس الشرقية، وإحلال ملايين المستوطنين فيها بدلاً من السكان الأصليين الفلسطينيين. وكان وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان اقتحم أمس الأول برفقه عدد من أعضاء حزبه “إسرائيل بيتنا” اليميني المتطرف المسجد الإبراهيمي المقدس لدى المسلمين في مدينة الخليل جنوبالضفة الغربيةالمحتلة وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي. في جانب آخر أصدر مجلس القضاء الأعلى العراقي، قراراً يقضي بمعاملة اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في العراق معاملة المواطنين العراقيين في كافة المعاملات الرسمية، ما عدا الحصول على الجنسية العراقية. وأشار سفير دولة فلسطين لدى العراق أحمد عقل لمصادر إعلامية، إلى أن هذا القرار الهام سيعمل على التخفيف من معاناة أبناء شعبنا اللاجئين في العراق، وسيزيل عن كاهلهم الكثير من المعاناة الإدارية والأمنية، وسيساعد في تحسين ظروفهم المعيشية.