حبيبتي كان الزحام يموج بي ... في مدخل سوقٍ قديمٍ ... وهي تمشي بترنُّحٍ كأنها تاهت عن المسار.. دنوت منها... مسحتُ عن وجهها آثار غبار.. عانقتها... رمقتني بنظرات انكسار... قلت لها: أتذكرينني؟؟ حينها بدت كأنها أضاعت سلسلة الذكرى ردّدت في وجلٍ خوف عاصفة النسيان أتذكرينني...؟! بدّدي كل ظنوني انك لن تذكريني... أنا من فرقاكِ في سجنٍ زواياه جنوني باتت الآهات قيدي وأنيني صار لوني اذكريني واحتويني لملمي منّي جروحي ودموعي وأنيني أنتِ في الياء يُمنِي... وينابيع حنيني لكِ في الميم مجدٌ كم يهواه عريني سما في نونكي نبلٌ نوره مقلة عيني أنتِ في العروبة أصلٌ ترتوي منها سنيني بعدها ... أخذتني من يميني إلى صفحة ماء نهرٍ لتريني ... كيف عاث على وجهي الغبار وصرتُ بلا هويةٍ ولا قرار حينها ... تسلّلت دمعة بين سكوتي والكلام مرَّ طيف الذكرى يسألها ... أتذكرين...؟! كيف كان العزُّ في كفّي متين حين كنتِ ... في رباه تمرحين وتضحكين برهةٌ ... كل من حولي ... رثاني .. حتى حظّي حين مرَّ من أمامي بكاني فبكاني .. صارت الكلمات في مهب الهذيان حتى أنا .. لا أدري أين أنا..؟ أفي جنح ليل، أم في جناح نهار..؟ لا أدري ماذا أقول..؟ وكيف أقول..؟ إن غصن الزيتون في زمن الغاب قد هان قلتُ لها وباختصار: ما أنا إلا.... عاشقاً قد ضلَّ في خريطة المغول والتتار.