مركز الغسيل الكلوي في الحديدة يُعتبر الوحيد على نطاق الإقليم التهامي إلى فترة قريبة من الزمن؛ حيث تم في الآونة الأخيرة افتتاح مراكز جديدة في مديريات زبيدوباجل؛ وذلك لتخفيف الضغط الذي يعانيه مركز الغسيل في الحديدة.. والذي يستقبل الحالات من 62 مديرية تتوزّع بين محافظاتالحديدة وحجّة والمحويت وذمار وصنعاء، ويصل عدد المرضى فيه من 700 إلى 800 مريض؛ معظمهم من الأرياف، يستقبل المركز في اليوم الواحد 200 حالة منها 160غسيل كلوي و40 زيارة متنوّعة، ولدى المركز 31 جهاز غسيل تعمل على خمس فترات؛ إلا أنها قد تجاوزت عمرها الافتراضي المحدّد بخمس سنوات؛ الأمر الذي يؤدّي إلى الإخلال بأداء المركز خصوصاً مع تزايد عدد الحالات الوافدة إلى المركز كل عام. جمعية إعانة مرضى الفشل الكلوي تقوم جمعية إعانة مرضى الفشل الكلوي بدعم المركز بما يقارب 60 إلى 80 مليون ريال سنوياً تتمثّل في أدوية ومحاليل للمختبر وجزء كبير من رسوم عمليات الغسيل، هذا إلى جانب دعم فاعلي الخير الذي يصل إلى 100مليون ريال سنوياً في حين تصل الموازنة التشغيلية للمركز إلى مليون وأربعمائة ألف شهرياً. أنشئ المركز عام 1991م بجهود خيرية وفي عام 2000م تسلّمت الدولة إدارة المركز ويعمل فيه 150موظفاً وموظفة، خمسون منهم فقط موظفون رسميون؛ بينما المائة الباقية متعاقدون الأمر الذي يؤدّي إلى حدوث بعض الإشكاليات والإضرابات من قبل هؤلاء الموظفين احتجاجاً على وضعهم مطالبين بتوظيفهم بشكل رسمي. الإضرابات للمتعاقدين تتكرّر كل ثلاثة أشهر..!! إن الموظفين المتعاقدين يمثّلون مشكلة كبيرة نتيجة لعدم اعتماد ميزانية لدفع أجورهم التي تتراوح بين 20 إلى 30 ألف شهرياً للمتعاقد، ويعجز المركز ومكتب الصحة عن دفعها ما يجعل المتعاقدين يرفضون العمل إلا بدفع حقوقهم الأمر الذي ينعكس سلباً على سير العمل في المركز الذي قد تكون نتائجه كارثية على صحّة المرضى الوافدين إليه. الأسبوع قبل الماضي نفّذ الممرضون إضراباً نتجت عن ذلك حالات وفيات بسبب الإضراب، فقد توفي في الإضراب الأخير حالتان بحسب تصريح مدير المركز الدكتور علي الأهدل إحداهما كانت مبعوثة من مستشفى الثورة ووصلت إلى المركز في الساعة التاسعة ليلاً، وبسبب الإضراب لم يتم إجراء الإسعافات اللازمة لها وتوفي المريض، وفي الثانية عشرة من الليلة نفسها، الحالة الثانية كان المريض يعاني من فشل كلوي ويرقد في المركز وتوفي في نفس الليلة..!!. معوّقات العمل قال الأخ علي الأهدل من الأسباب التي تعيق العمل في المركز عدم توظيف الكادر المؤهّل في المركز رغم أن المركز يرفع طلب التوظيف إلى الصحة سنوياً، فمنذ عام 2009 إلى 2014 تم توظيف 3 ممرضين و3 إداريين وصيدلاني واحد، وحالياً رفعنا طلباً جديداً إلى الصحة والسلطة المحلّية؛ لكن لم تتجاوب معنا أي من هذه الجهات بحجّة الأوضاع التي تمر بها البلاد في هذه الفترة؛ في الوقت الذي يحتاج فيه المركز إلى 50 موظفاً فوق الموجودين. وقال أحد المتعاقدين إن مشكلتنا ليست وليدة اليوم بل تتكرّر كل ثلاثة أشهر، حيث نظل ننتظر الراتب مدّة تسعين يوماً ولا يُصرف إلا بعد أن نصل إلى مائة يوم؛ حتى أصبح المرضى هم يتعاطفون معنا في الحصول على رواتبنا. وقال الموظفون إن مشكلتنا تعاقب عليه ثلاثة محافظين ولم تُحل؛ أولهم أكرم عطية وتلاه صخر الوجيه وهاهو المحافظ الثالث حسن هيج والذي يعرف قضيتنا منذ كان أميناً عاماً للمجلس المحلّي، كما أننا طالبنا مكتب الصحة بتوظيفنا؛ لكن الصحة لم توظف منذ عام 2009م سوى ستة موظفين ثلاثة صحيين وثلاثة فنيين. أحد المواطنين ويرأس جمعية أهلية في مديرية باجل ويسهم في تشغيل المركز الكلوي بمديرية باجل قال: إن مشكلة الحديدة تكاد أن تنتقل إلى مركز باجل الكلوي، حيث إن جميع العاملين فيه من المتعاقدين، ولا توجد للمركز ميزانية تشغيلية لمواجهة الرواتب، وأنا اقترح على الأخ المحافظ أن تخصم على المديريات وعددها 26 مديرية، وتوضع في حساب خاص لمواجهة رواتب مراكز الغسيل الكلوي حتى تُحل مشكلة المراكز. المعنيون في مكتب الصحة يقولون: لا توجد لدينا أي أبواب مالية لمواجهة رواتب الغسيل الكلوي، وقد رفعنا بموازنة؛ لكن المالية لم تعتمد أية إضافات على الميزانية لمواجهة احتياجات مراكز الغسيل الكلوي.