قول اللورد أكتن: «السلطة مفسدة، والسلطة المطلقة مفسدة مطلقة» كلام أجزم أنه ينطبق على كل سلطة، وفي عالم اليوم ما لم تضبط قواعد تولّي وإدارة السلطة حكومية كانت أو حزبية أو جمعوية أو غيرها من السلطات فهي مفسدة لتعاملات البشر.. - لم تعد مقبولة فكرة القائد المطلق الذي يحرّك بسبابته رتول البشر، فالسلطة ما لم تُضبط فهي مفسدة، وهذه القضية حسمها المجتمع الغربي بالذات حتى على مستوى إدارة الشركات؛ فأن تكون مالكاً للشركة لا يعني أن تكون لك أحقية التسلُّط وإدراتها..!!. - ما لم تتجذّر هذه التصورات، أو على الأقل نشبعها بحثاً ونقاشاً فلن تتغيّر مسيرة الانحراف السلطوي على الإطلاق. - بين جيلٍ وجيل، بين قديم يرى الأمن (وفي الأصل وهم الأمن) مقدّمٌ على الحرية، وبين جيل فتيٍ يرى الحرية مقدّمة على الأمن قصة فجوة الأجيال، تُرى في كل مجال، فبين جيل لايزال يعيش عصر الصناعة فيرى الإنتاج فوق الإنسان، وجيل يعيش المعرفة فيرى الإنسان أساس الإنتاج، وهي قصة أخرى من قصص فجوة تعيشها الأجيال في المؤسسات والمنظمات. - بين بديلين إما هذا وإما ذاك، إلا أن ستيفن كفي رحمه الله يستلهم من منهج غاندي في اللا عنف بديلاً ثالثاً، لعلنا بحاجة إلى أن نبحث عن البديل الثالث الذي يردم فجوة الأجيال ويُرى الجميع أنه كاسب؛ فلا خاسر في البديل الثالث. - يقول فيكتور هيغو: ليس هنالك أقوى من فكرةٍ قد آن أوانها. - لم أعد أهتم كثيراً بما يجري من أحداث؛ ليس لأنه لا يؤلمني ما يجري في بلدي وغيره من البلدان، ولكن لأن ما يجري وسيجري نتيجة شبه طبيعية لتراكم أطنان من مشاكل الماضي ظل الكثيرون من صنّاع القرار يؤجل حلّها، وبطبيعتها لا يحلّها الزمن، قد يخفيها ولكنها تنمو وتترعرع بذلك الإخفاء. - ما يؤلمني كثيراً هو حال كثير من الشباب وأنا أتابع نقاشاتهم وأدرك يوماً بعد يوم لماذا لا نملك التمكين الشبابي على مستوى الأحزاب والجماعات والقبائل والتكتلات المجتمعية، لأن مستوى وعينا الشبابي؛ وببساطة غير قادر على قيادة مستوى وعي المجتمعات. - لن يحصل التغيير ما لم تتغيّر منظومة الأفكار الحاكمة لمجتمعاتنا وللشباب أولاً، ونحن على هذا الدرب سائرون، وسيأتي يوم نرى فيه أوطاننا حرّة آمنة قوية مستقرة. ------------------------- دكتوراه في الإدارة الاستراتيجية، مدرّب في التطوير الاستراتيجي والنظمي، وريادة الأعمال- الرئيس التنفيذي لشركة قدرات للتطوير الإداري Kuala Lumpur, Malaysia