- علينا أن نفرّق بين المعلومة والمعرفة والحكمة، فالمعلومة بيان عن شيء مجرّد، وكل معلومة ارتبطت بإطار منهجي تحوّلت إلى، معرفة وكل معرفة اُختبرت في الحياة تحوّلت إلى حكمة. - «عالم صوفي» بحر من الفكر أنصح بقراءته، ولنتأمل هذه المقولة: إن الميزة الوحيدة اللازمة لكي يصبح الإنسان فيلسوفاً جيداً هي قدرته على الدهشة «جوستاين غاردر». - نعم لأننا تعوّدنا على إبداع الخالق من حولنا وفي أنفسنا؛ لم نعد نندهش وبالتالي لم نعد نتساءل فنشأت أجيال لا تعرف إلا ما تُلقّن. - دعوة للنظر إلى العالم والناس والأشياء من حولنا بمنظور أوسع فيه التأمُّل في سر الخلق وسر الدور. - يقول مورتيمر وتشارلز في كتابهما «كيف تقرأ كتاباً»: إن اتفاق البشر حول طبيعة الأشياء في أي حقلٍ من الحقول يُنشئ تسليماً لحقيقة الآراء التي يحملونها بشكلٍ عام، ولكن اختلاف الآراء بينهم يُنشئ مسلّمات متناقشة؛ بمعنى أنه ليس أي من الآراء في الجدال سواء كانت مشتركة أم لا يمكن أن تكون صحيحة تماماً. - ليعرف الناس حقيقة أي موضوع لديهم طريقان: الأول أن يريهم الآخرون هذا الطريق؛ وفي هذه الحالة إما أن يكونوا مقلّدين فلا يهمهم معرفة الدليل على هذه الحقيقية، أو أن يكونوا متبعين بأن يطلبوا الدليل وهذا هو منهج الأئمة الكبار لأتباعهم كأبي حنيفة والشافعي وأحمد ومالك وغيرهم؛ حيث يدور نصحهم لمن يأخذ عنهم: «ليس لأحدٍ أن يأخذ كلامنا حتى يسمع دليلنا». - وأما الطريق الثاني فهو طريق القادة والمغيّرين؛ وليس كل الناس يسلكه ولكنه في ظنّي الأسلم ومما تأمّلت تأكيد القرآن عليه أن يبحث الناس بأنفسهم على دليل ذلك، وكل تساؤل يقود إلى بحث، وكل بحث صحيح يقود إلى حقيقة ولو بعد حين. - من يتأمّل منهج القرآن في صناعة إنسان الحضارة؛ يجد وبلا أدني شك منهج الدعوة إلى البحث عن الشك طريقاً أساسياً لليقين. - إن الحقيقة والمعرفة عموماً ليست حكراً لأي أحد أياً كان، ويوم ظنّ موسى عليه السلام ذلك جاءه الأمر باتباع الخضر، فكيف بمن يريدون منّا أن نردّد دون وعي أو أن نقول ما فيه غير القطع أنه القطع والقول الفصل..؟!. - إن الله تعالى الكريم الحليم العليم يريد من عباده معرفة صادقة مبنية على دليل، ثم يريد عبادةً ونهجاً يعمل فيه العقل والقلب معاً، ومن أجل ذلك كانت نقاشات ككتاب «درء تعارض العقل والنقل» لابن تيمية رحمه الله وغيره، وكل تعارض يجب أن يناقش وأن يحل بعيداً عن أي اتهام وإلا تركنا دورنا الحقيقي في إرشاد الناس وبدأنا ننازع الله في حقه بالحكم على الناس. - وليتذكّر كل من نصّب نفسه متحدّثاً باسم دين الله أنه مرشد وهاد ورحمة لا حاكم أو قاضٍ لإطلاق الأحكام. * دكتوراه في الإدارة الاستراتيجية، مدرّب في التطوير الاستراتيجي والنظمي، وريادة الأعمال، الرئيس التنفيذي لشركة قدرات للتطوير الإداري Kuala Lumpur, Malaysia