طالبت الأممالمتحدة أمس الجمعة قوات العدوان العسكري على اليمن بهدنة إنسانية فورية لبضع ساعات على الأقل يومياً في اليمن للسماح بنقل مزيد من المساعدات إلى البلاد. وقال منسق الشئون الإنسانية في الأممالمتحدة في اليمن يوهانس فان دير كلاو في مؤتمر صحافي في جنيف: إن “الوضع يتدهور بين ساعة وأخرى” في اليمن .. مشدداً “نحتاج الى بضع ساعات على الاقل كل يوم” . واوضح المسئول الاممي ان الموافقة على “هدنة انسانية فورية” ستسمح للعاملين في المجال الانساني بنقل أسرع للمساعدات الى السكان في اليمن الذين يحتاجون الى المواد الغذائية والادوية ومياه الشرب والوقود. وحذر الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون امس الجمعة من التدهور السريع للاوضاع في اليمن وتفاقم الأزمات الإنسانية جراء العدوان العسكري .. مشيراً الى إن العديد من سكان اليمن يواجهون البؤس. وقال بان كي مون في تصريحات للصحفيين في مقر الأممالمتحدة بنيويورك: إن “الأسر اليمنية العادية تكافح من أجل الحصول على الأساسيات (الماء والغذاء والوقود والدواء). وقد قتل المئات من المدنيين وتوقف تشغيل المستشفيات والمدارس والبعض منها أصبح أهدافاً مباشرة”. واوضح الأمين العام في تصريحاته التي نقلها موقع الاممالمتحدة على شبكة الانترنت انه “وحتى قبل الأزمة الأخيرة، كانت الاحتياجات الإنسانية الشاملة في اليمن مماثلة للبلدان التسعة من منطقة الساحل مجتمعة.. وتضاعف عدد الأشخاص الذين يعانون بشدة من انعدام الأمن الغذائي”. وحذر من تحول الأزمة السياسية الداخلية في اليمن “إلى صراع عنيف قد يؤدي إلى تداعيات إقليمية عميقة وطويلة الأمد”.. مؤكداً أن المفاوضات بوساطة من الأممالمتحدة التي أقرها مجلس الأمن لا تزال “ أفضل فرصة للمساعدة في إعادة عملية الانتقال السياسية إلى مسارها والحفاظ على وحدة البلاد وسلامة أراضيها”. جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعوته للأطراف السياسية في اليمن الى التفاوض عبر طاولة الحوار لحل النزاع القائم .. محذراً بشدة من “التداعيات الإقليمية” ازاء الازمة السياسية في اليمن. وقال مون الذي فشل مبعوثه الى اليمن جمال بن عمر في وساطته لحل النزاع: “يجب العودة الى المفاوضات السياسية وعلى جميع الأطراف المشاركة بحسن نية، لا يوجد حل آخر”.. داعياً أطراف النزاع الى “حماية المدنيين والسماح للعاملين الإنسانيين بتقديم مساعدتهم الحيوية حيث هي ضرورية بكل أمان”. وأضاف المسئول الاممي في تصريح له الليلة الماضية ان الغارات الجوية حولت الأزمة السياسية الداخلية الى نزاع عنيف ينذر بأن تكون له تداعيات إقليمية عميقة ودائمة. وتابع: “إن المفاوضات تحت إشراف الأممالمتحدة تشكل الفرصة الأفضل للمساعدة في إعادة عملية الانتقال السياسي في اليمن، وللحفاظ على وحدته وسلامته الترابية”. وقال: “ومع احتدام المعارك يتعين على أطراف النزاع كافة احترام واجباتهم ازاء القوانين الإنسانية الدولية”... مستعرضا خطورة الأزمة الإنسانية التي أرغمت “أسراً يمنية عادية على الكفاح من اجل تلبية حاجاتها الأساسية من ماء وغذاء ودواء”. وطالبت نائبة رئيس البرلمان الألماني كلاوديا روت الحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي بإطلاق مبادرة دبلوماسية لوقف العدوان العسكري الذي تقوده السعودية على اليمن .. مؤكدةً أن من غير المقبول عدم مبالاة ألمانيا والاتحاد الاوروبي بالسياسة الخارجية للسعودية، والتي وصفتها ب “المغامرة”. وقالت روت في حديث مع وكالة الأنباء الألمانية: “إنه أمر غير مقبول أن يكون موقف الاتحاد الأوروبي وألمانيا غير مبال أو موافقاً بشكل لفظي أو فعلي على التحرك السعودي الذي يستند على نهج طائفي في السياسة الخارجية”. وأضافت النائبة المنتمية الى حزب الخضر: “ينبغي أن تحصل السعودية عبر الطرق الدبلوماسية على إشارات من ما يسمى بالدول الصديقة أو الدول التي تصدر لها الأسلحة أنه ينبغي عليها أن توقف سياستها الخارجية المغامرة”. وأشارت نائبة رئيس البرلمان الألماني إلى “أنه خلال أيام قليلة قتل المئات وأصيب الآلاف من الناس”، بالإضافة إلى تشريد آلاف آخرين من مناطق سكنهم. وأكدت السياسية الألمانية المخضرمة انه “على المجتمع الدولي عدم تصديق ادعاءات السعودية القائلة بأنها مهددة بغزو شيعي” .. مضيفةً “أن العائلة الحاكمة في السعودية لا يعنيها مبدأ دولة العدل والقانون أو حقوق الإنسان”، فالأمر بالنسبة للسعودية يتعلق بتصدير تصورها المتشدد والأصولي للإسلام”. وأعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو امس الجمعة عن بدء بلاده وايران في تنفيذ مهام مشتركة لانهاء العدوان العسكري على اليمن يتضمن وقف إطلاق النار وإرسال مساعدات إنسانية والبدء بمفاوضات تفضي إلى نتائج وتكوين نهج إداري يشمل الجميع ويعيد السلام والاستقرار إلى البلد. وقال جاويش اوغلو في مؤتمر صحفي مع نظيره السوداني محمد كرتي عقب محادثات ثنائية في العاصمة التركية أنقرة: “تطابقت وجهات نظرنا مع إيران بشأن التعاون بهذه القضايا، والآن نتباحث مع دول الخليج العربي وسنواصل ذلك”. واشار الى ما تحدثت عنه الصحافة عن اتخاذ قرار عمل مشترك بخصوص اليمن خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى إيران. وأعرب وزير الخارجية التركي عن ثقته في أن تتغلب الحلول السياسية والحوار على مشكلة اليمن. واشار الى ان “وزارة للخارجية تتولى مهمة إجراء تلك المحادثات، كما أننا نلتقي وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف كلما سنحت الفرصة، واتصالاتنا ستكون أكثر قرباً في المرحلة المقبلة” .. مؤكداً: “فهدفنا انتهاء الفوضى في اليمن، وعودة السلام والاستقرار إلى هذا البلد”.