وذات مساء وعمرُ وداعنا عامان طرقت نوادي الأصحاب، لم أعثر على صاحب وعدت تدعُني الأبواب والبواب، والحاجب يدحرجني امتداد طريق مقفر شاحب لآخر مقفر شاحب، تقوم على يديه قصور وكان الحائط العملاق يسحقني ويخنقني وفي عيني.. سؤالٌ طاف يستجدي خيال صديق تراب صديق ويصرخ: إنني وحدي ويا مصباح! مثلك ساهر وحدي وبعت صديقي بوداع. هكذا كانت بداية المشهد ولا أظن أن هناك تأويلاً آخر يمكنني أن أصف به لحظات أردد بها هذا المقطع من قصيدة الشاعر العربي.. أحمد عبد المعطي حجازي.. فهل أنت ذاك الصديق يا حجازي أم يجب عليَّ أن أطوي قروناً عديدة ليكون الصديق هو الملك عمر بن علي بن رسول الذي ستبدأ معه كل الحكايات حينما رسم الشاعر صورة المساء وأنا في لحظة أقف بصمت متهيئاً الدخول إلى مدينة تعز القديمة أمام بابها الكبير، لم أكن أدرك كل بائعي الجبن بجواري أو ضجيج الدراجات النارية أو حتى رائحة الكدم المتسربة أمام أنفي.. مزيداً من التفاصيل... الصفحات اكروبات