عاشت أمس مدينة تعز أجواء احتفائية تراثية حاكت عبق التاريخ والأصالة والتراث الشعبي التعزي المتنوع من خلال انطلاق مهرجان الرياحين الكرنفالي الثقافي الأول2010م – من سفح جبل صبر – الذي بدأ بالأهازيج والإيقاعات الموسيقية التراثية واستقبال الضيوف بالرياحين والورود الذي أضفى على المهرجان رونقاً جميلاً إلى جانب الحضور الكثيف لمئات الزوار والذي زاده جمالاً على جماله.. المهرجان الذي يستمر ستة أيام ويحوي 14فعالية متنوعة يكتسب أهمية كبيرة كونه فعالية نوعية تؤسس لاستنهاض وإحياء التراث.. محافظ محافظة تعز رئيس المهرجان حمود خالد الصوفي الذي دشن الفعالية أكد أن لدينا مخزوناً من التراث والقيم النبيلة التي تجعلنا نفاخر بها. الإرتقاء بالموروث الشعبي رئيس المهرجان فكري قاسم أشار من جانبه إلى أن مهرجان الرياحين يهدف إلى الإرتقاء بالموروث الشعبي ليأخذ فيه من الماضي والحاضر بيد،وليعطي المستقبل باليد الأخرى. وليؤسس الخطوة الأولى في استنهاض واحياء نتاج الإنسان اليمني المتعدد في تعزيز وتسليط الضوء على التراث المتعدد في الصناعات اليدوية والحرفية التقليدية بهدف ربطها بواقع حاضرنا المعاصر والمحافظة عليها وكذا إبرازالإبداع الإنساني التراثي لأبناء تعز وجذب السياح إلى المحافظة. وقال فكري: أن الرياحين والورود تجسد المحبة والسلام التي تعد منبعاً لأبناء هذه المحافظة ومواجهة رائحة الباروت برائحة البخورو الأزهار. مشيراً إلى أن أبناء تعز استطاعوا تطويع الطبيعة لصالحهم وصنعوا المستحيل وهو مانحاول إبرازه في هذا الفضاء.. منوهاً إلى انه لم يكم متوقفاً ان يشهد المهرجان اقبال خلال يومه الأول خصوصاً ان مدة الاعداد كانت قياسية. 22جمعية حرفية كما إفتتح وكيل محافظة تعز عبدالله أمير خيمة المنتجات والحرف الشعبية التي تشارك فيها 22جمعية حرفية وتحوي المشغولات اليدوية الصوفية والمجسمات الجمالية وأواني الفخار والملبوسات التقليدية لعدد من المناطق الريفية بالمحافظة. وقد أشاد وكيل المحافظة بأعمال الجمعيات مامثلته من دقة في الأداء والأعمال وقد طاف الأخ الوكيل بأقسام الخيمة وتعّرف على كيفية حياكة وتطريز الملبوسات وصناعة التحف الجمالية من مخلفات القناني والأصداف البحرية ومشغولات السيراميك التي أبرزت مهارات العاملات والحرفيات في صناعتها. 2 مليون دعم بعد ذلك زار المشرف العام للمهرجان شوقي أحمد هائل خيمة المنتجات الحرفية بحديقة التعاون وتعرف على محتويات المعرض وأبدى اعجابه بالمشغولات والمعروضات، وتشجيعاً للأعمال الحرفية وجه شوفي أحمد هائل بشراء عدد من المنتجات التابعة للجمعيات الخيرية ومحدودة الامكانات بمبلغ 2 مليون ريال دعماً لهذه الجمعيات للاستمرار في الإنتاج. الاستقبال بالرياحين مدير برامج المهرجان محمد الآنسي أشار إلى فعاليات الافتتاحية والتي تمثلت ب استقبال الضيوف بالرياحين والزهور لإعطاء الزوار لمحة عن طابع الصباح في الريف بتعز بالاضافة إلى غرس شتلات من الرياحين والشقر والتي ترمز إلى السلام والمحبة والتي جسدنا فيها بهذه الزهور التي كانت تملأ جبل صبر. وأضاف الآنسي: أن الفعاليات شملت أيضاً افتتاح خيمة الموروث الشعبي والمطبخ من الساحل والسهل والوادي والجبل والذي يحتوي على الأواني والأثاث وتحضير الوجبات من الحياة الريفية. مشيراً إلى أنه سيتم تنظيم مسابقات الألعاب الشعبية ومسابقات الراوي الشعبي (الحزاوي) والتي تتنافس فيها تسع مديريات (سامع، خدير، المخا، صبر الموادم، صالة، مقبنة، شرعب، القاهرة، حيفان) بالإضافة إلى مسابقة المهاجل والزوامل والرقصات الشعبية التي ستقام في فندق جبل صبر. مع تبني أفكار الحياة رئيسة بيت الموروث الشعبي أروى عبده عثمان مشاركة في المهرجان أكدت من جانبها.. بأننا أحوج في الوقت الحالي إلى تبني أفكار الحياة وأفكار الخصوبة وأفكار الإنسانية التي هي الرياحين التي تحاكي إنسانية الإنسان أمام الحركة، أمام الفن، أمام الطبل، كل نفوس الخصوبة التي تحتفل فيها كل الكائنات، مضيفاً :أننا أحوج أكثر بعد الهجمة الشرسة لكثير من الأصوليين التي حولت الحياة إلى مأساة ، والتي تريد تحويل الإنسان إلى كائن جماد بلامشاعر ولا أحاسيس. ودعت عثمان إلى ضرورة أن نعيد انتفاضة المشاقر أو الجهول سَمها ماشئت والمهم ان تكون الحياة بالأجمل(المشقر) علامة تدل عن وجود حياة جديدة يوجد من يقطفها. وأضافت أروى في حديثها بالشكر لفكري والجهات القائمة على مهرجان الرياحين متمنية من رجال الأعمال أن ينفقوا الشيء اليسير لتجميل الحياة. منوهة إلى انه كلما جفت منابع الفن استشرس الإنسان وتحول إلى كائن غازي وأكدت أروى أن أي مهرجان يرتبط بالسياسة يلوث وعلينا أن لانربط الفعاليات التراثية بمناسبة سياسية رغم أن مناسبة الوحدة تعتبر مناسبة جمالية وقيمة أخلاقية عالية. انطباع سياحي جداً السيد بول (أمريكي الجنسيه) أحد الحاضرين لحفل التدشين والسيدة اليس احدى الحاضرات الاحتفال.. أشارا من جانبهما إلى أن المهرجان شيء رائع بكل المقاييس وجميل وجدناه عند الشعب اليمني وقالا: أن العادات والتقاليد في اليمن لها خاصية مميزة ومتفردة عن بقية بلدان العالم.. وأضافا أن المأكولات اليمنية في غاية الروعة ولها مذاق طيب وممتاز جداً وأوضح بول وأليس أن تعز محتفظة بموروثها الشعبي وهي ماتجعلها من الشعوب العريقة والتي جذورها ضاربة في أعماق التاريخ منوهين أنهما عندما يعودان إلى بلديهما سيخبران أقاربهما وكل من يعرفوهما بأن اليمن لها طابع وتراث مميز لكي يقوموا بزيارة إلى اليمن الذي اشتهر شعبه بكرم الضيافة وبالمحبة والسلام.