يمكننا القول: أن عدن شهدت النزعات التجديدية في الموسيقى والغناء منذ مطلع أربعينيات القرن الماضي، لأسباب امتزج فيها الثقافي بالسياسي، إلا أن الدافع كان وطنياً دون شك، وبتأثير من انتشار الإذاعة وفي مقدمتها الإذاعة المصرية وانتشار الاسطوانة وجهاز (الجرامفون) وبتأثير واضح من غناء لحج والتجليات الفنية الرائدة للأمير أحمد فضل القمندان.. كما جاء على لسان الفنان الكبير الراحل خليل محمد خليل في حوار أجريته معه ونشر في صحيفة “الأيام” ثم يأتي تأثير السينما، ولا ننسى هنا الحراك الثقافي الفاعل في تلك الفترة وحيوية الحركة المسرحية وصدور أول صحيفة هي (فتاة الجزيرة) عام 1943م التي دأبت منذ صدورها على الاهتمام بالحركة الفنية ورصد ما يتفاعل فيها، فما أن أوشكت الأربعينيات على الانتهاء حتى تأسست (ندوة الموسيقى العدنية) برئاسة خليل محمد خليل، تلاها تأسيس (الرابطة الموسيقية العدنية) برئاسة حسن إسماعيل. خدا بخش خان ومن خلال وصف الندوة والرابطة بأنهما (عدنيتان ) يظهر بجلاء التأكيد على الهوية العدنية بالأغنية، لكن ما هو مهم في موضوعنا هذا هو الدور الكبير الذي لعبه هذان العملاقان الفنيان، اللذان حملا لواء التجديد نحو صناعة وتخليق أغنية عدنية جذورها في التراث اليمني كله، ولكن لها خصوصية ممثلة في الكلمة الجديدة واللحن المبتكر، مما جعل الأغنية العدنية تعرف بالأغنية اليمنية التجديدية، وهذا صحيح إلى حد كبير، مما أدى إلى بروز الجيل الأول من رواد الأغنية التجديدية بملامح وسمات يمنية، وفي مقدمتهم رائد الأغنية العدنية الفنان خليل محمد خليل ( بتأثير مصري واضح) سالم أحمد با مدهف (رائد الأغنية العدنية الثاني وصانعها الأول) محمد سعد عبدالله ، محمد مرشد ناجي، أحمد قاسم ، اسكندر ثابت، وغيرهم، في حين راوح أبوبكر سالم بلفقيه بين تأثره بالأغنية العدنية التجديدية وتراثه الحضرمي الأصيل، وهما رافدان أساسيان ساعداه فيما بعد على اقتحام الساحة الفنية في الخليج والجزيرة العربية. مزيداً من التفاصيل. الصفحات اكروبات