دعا وزير الأوقاف والإرشاد حمود عبدالحميد الهتار سكان صنعاء القديمة إلى إحياء كفالة طالبي العلم في مجال حفظ كتاب الله والشريعة والفقه الإسلامي. وقال الوزير الهتار في الاحتفال السنوي السادس الذي نظمته جمعية النور الخيرية لتعليم القرآن الكريم والعلوم الشرعية بمديرية صنعاء القديمة اليوم احتفاءً بتخرج 50 حافظا وحافظة لكتاب الله: إن كل بيت في صنعاء القديم كان يكفل ثلاثة إلى أربعة طلاب علم، يدرسون في الحلقات الدينية، وليس هناك مسجد في صنعاء القديمة إلا ويضم عدد من العلماء وفي مقدمتها الجامع الكبير الذي كان وما زال وسيظل منارة علم يقصده الدارسون من أنحاء اليمن. وأضاف: إن جمعية النور الخيرية لتعليم القرآن الكريم جاءت لتعيد تلك العادة وتحيي السنة الحسنة التي كانت موجودة سابقا في صنعاء القديمة. واعتبر وزير الأوقاف والإرشاد الاحتفاء بتخرج كوكبة من طلاب وطالبات العلم من مختلف مساجد صنعاء القديمة فخرا لمدينة صنعاء القديمة وأهلها والعاملين فيها وشرف لا يضاهيه شرف، فليس هناك أفضل من كتاب الله. ولفت إلى أن عهد فخامة رئيس الجمهورية شهد اهتماما كبيرا بالقرآن الكريم لم يسبق له مثيل من قبل، وإن أعداد الحافظين لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يتزايد يوما بعد يوم، فضلا عن الاحتفاء كل عام بما يزيد عن أربعة آلاف حافظا وحافظة لكتاب الله وما يقارب من 500 حافظا وحافظة للصحيحين. وأضاف: وإننا إذ نحتفي اليوم بتخريج كوكبة من طلاب العلم التابعين لجمعية النور، فإننا قد احتفينا في الأيام الماضية ومن بداية العطلة الصيفية بالعديد من الحفاظ والحافظات الذين تخرجوا من جمعيات وحلقات دينية وسنحتفي بأعداد واسعة خلال شهر رمضان الكريم، معتبرا الاحتفاء بحفظ القرآن الكريم نوع من تعظيم شعائر الله عز وجل. وبيّن الوزير الهتار أن تزايد أعداد الحافظين لكتاب الله يؤكد قول الله عز وجل في كتابه" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، مؤكدا أن العاصمة صنعاء تحتضن بين جنباتها ما يزيد عن 10 آلاف حافظا وحافظة لكتاب الله. وقال: إن أعداد الحافظين لكتاب الله كانوا قبل الثورة في اليمن محصورين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد ، أما اليوم فإن مئات الحافظين والحافظات يتخرجون سنويا من الجمعيات الخيرية والحلقات الدينية، مؤكدا أن القيادة السياسية حريصة على تعليم القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة باعتبارهما مرجعية المسلمين على اختلاف مذاهبهم. وأعلن الوزير الهتار تقديم وزارته مبلغ 300 ألف ريال دعما لجمعية النور في حفظ وتلاوة القرآن الكريم لدى أوساط الطلاب والطالبات بما يسهم في كفالة طالبي العلم واستيعابهم في حفظ وتعليم القرآن الكريم. من جانبه قال رئيس جمعية النور الخيرية محمد محسن الأكوع في الاحتفال الذي حضره عضو جمعية علماء اليمن القاضي محمد عبدالله الأكوع، ووكيل وزارة السياحة مطهر تقي ووكيل محافظة صنعاء عبدالملك شويل، قال: إن تخرج كوكبة من طلبة العلم البالغ عددهم 50 حافظا وحافظة اليوم يكتمل بهذا العدد عقدا جميلا من الثمار الطيبة واليانعة من مخرجات جمعية النور الخيرية ليصل عدد المتخرجين الكلي إلى 197 حافظا وحافظة على مدار ست سنوات. وأوضح أن الجمعية تتوسع بأنشطتها القرآنية، حيث بلغ عدد طلبة القرآن وعلومه بالجمعية ألفان و257 طالبا وطالبة، و 197 حافظا وحافظة لكتاب الله تعالى، و285 عامل ومتطوع في مشاريع الجمعية، فيما بلغ عدد الحلقات القرآنية 90 حلقة، والمراكز القرآنية الصيفية 15 مركزا تقام سنويا. وأكد الأكوع أن الجمعية حملت على عاتقها الاهتمام بتنشئة جيل الثورة والجمهورية والوحدة على مبادئ الدين الإسلامي الحنيف المتسامح من منابعه الصافية المتمثلة ب" القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. بدوره قال الطالب عبدالرحمن هارون في كلمته عن الحفاظ والحافظات: إننا معاشر الحفاظ والحافظات نسعى أن نكون أداة مصلحين في المجتمع، محافظين على مبادئه الدينية السامية التي ترسخ روح الوسطية والاعتدال، ومحافظين على الثوابت الوطنية، مستعرضا دور أسرهم ومدرسيهم في تعليم كتاب الله العظيم . تخلل الاحتفال الاستماع إلى نماذج قرآنية ووصلات إنشادية لفرقة الخير بريمة ومسرحية لفرقة الروضة بقيادة خالد الجبري عن أهمية تعليم كتاب الله نالت استحسان الحاضرين. وفي نهاية الحفل كرم وزير الأوقاف الفائزين بالمراكز العشرة الأولى لكل من فئة الطلاب والطالبات بالجوائز العينية والشهادات التقديرية، وكذا تكريم الداعمين للجمعية من فاعلي الخير والمؤسسات الرسمية والقطاع الخاص.