باتت الدول العربية على موعد منتظم في الأيام الأخيرة لشهر شعبان من كل عام، مع نزالات بين “الفلكيين” و “الشرعيين” حول تحديد موعد انطلاق شهر رمضان المبارك، مختلفين في استخدام “العين المجردة”، أو “المناظير” أو الجمع بينهما. وسيترقب اليمنيون مساء غد الثلاثاء، ما ستعلنه دار الإفتاء، اعتماداً على “قضاة الأهلة” في المحافظات الساحلية، والذين سيؤكدون ثبوت رؤية هلال رمضان من عدمه، أو إعلان الصوم اتباعاً لعدد من الدول العربية وخصوصاً السعودية. الفلكي اليمني أحمد هادي الشقذة، وهو عضو في البرلمان، أكد في تصريح ل “الجمهورية” أن مولد هلال رمضان هذا العام 1431ه سيكون صباح غد الثلاثاء الساعة (6.9) صباحاً بتوقيت مكة وهو آخر أيام شهر شعبان، وأشار إلى أن القمر سيمكث في أفق خط طول مكة بعد غروب الشمس أكثر من 20 دقيقة. وقال الشقذة: إن البداية الشرعية العالمية في الأرض كلها لشهر رمضان ستكون يوم الأربعاء 11 أغسطس، وأنه لا يجوز لأي مسلم أن يسبق هذا اليوم أو يتأخر عنه، لأن الأشهر القمرية وحدة موحدة من عند الله يوم خلق السماوات والأرض. واستند الشقذة في إعلانه، على القرآن الكريم، نص الآية (5) من سورة يونس، وإلى السنة النبوية، امتثالاً للحديث الصحيح “فإن غمّ عليكم فاقدروا له.. ويضيف الشقذة، وهو فلكي بارز: إن المؤتمر الفلكي الإسلامي الذي انعقد في مركز البحوث الإسلامية بلندن عام 1984م، أوصى بما قررته “لجنة الأهلة” التي شكلت من مجمع البحوث الإٍسلامية بالأزهر، والتي قالت إنه: “إذا قرر الحساب الفلكي الدقيق وجود القمر في الأفق بعد غرور الشمس ومكثه ولو لدقيقة، يكون الشهر قد بدأ”..وفي السعودية، التي تتبعها غالبية الدول العربية في الصوم، نص بيان المحكمة العليا على إمكانية قبول الرؤيا للهلال ب “المناظير”. ودعت المحكمة السبت عموم المسلمين في جميع أنحاء المملكة إلى تحري رؤية هلال شهر رمضان المبارك، مساء غد الثلاثاء وإبلاغ أقرب محكمة.. وأكد الفلكي السعودي عبدالعزيز الشمري – عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك – أن الأربعاء 11 أغسطس، أول أيام شهر رمضان المبارك “فلكياً” والخميس 12 أغسطس أول أيام شهر رمضان للرؤية في السعودية ومصر. واستمراراً للجدل، قال الداعية “عائض القرني”: إنه لابد من “قرار سياسي عاجل” لتوحيد صيام رمضان في الدول العربية والإسلامية، معتبراً أن من الأنسب في عصرنا استخدام المناظير بحكم أنها من أجهزة الرؤية. وأضاف: “على المسلمين حل المشكلة سياسياً وعلمياً”، والشهادة هي الرؤية وتنفي الحساب”. واعتبر القرني أن من غير المعقول أن نرى اختلافاً بين الفلكيين والشرعيين في بلد واحد، وأن للحاكم حق إنهاء الخلاف للمصلحة الشرعية.