بلغت منافسات خليجي 20 مرحلة البقاء للأقوى والأفضل فنياً وبدنياً وتكتيكياً.. ووصلت المنتخبات الأقدر للتنافس على إحراز اللقب العشرين للكأس الخليجية، التي تستضيفها بلادنا في عدن وأبين من ال22 من نوفمبر الفائت حتى ال5 من ديسمبر الجاري.. فالمجموعة الأولى تغربلت فارتفع منها إلى نصف النهائي الأزرق الكويتي بسبع نقاط والأخضر السعودي بخمس نقاط.. وغادرها منتخبنا الوطني مبكراً يجر أذيال الخيبة بدون أية نقطة ورصيده هدف يتيم من البطولة المقامة على أرضه ووسط جماهيره.. والمنتخب العنابي القطري بثلاث نقاط.. والمجموعة الثانية تنافست منتخباتها الأربعة على بطاقتي التأهل للدور نصف النهائي وأسفرت عن بلوغ الأبيض الإماراتي صدارة المجموعة بخمس نقاط وبفارق الأهداف عن صاحب المركز الثاني الأبيض العراقي بنفس الرصيد أيضاً.. وستعود أهازيج الجماهير وهديرها إلى ملعب 22 مايو بعدن لمؤازرة الأربع الفرق المتأهلة ومواصلة الاستمتاع بلقاءات الأشقاء في أرض الإيمان والحكمة.. وفي التفاصيل القادمة تسليط الضوء على مباراتي اليوم لتحديد ثنائي النهائي والثنائي العائدين بالمشاركة الشرفية.. “كلاسيكو خليجي 20” أولى المواجهات الكروية تجمع الكويت متصدر الأولى والعراق ثاني الثانية, وهما أقوى منتخبين في دورات الخليج ممن حصدوا كؤوس بطولاتها كثيراً.. فالأزرق الكويتي يريد اللقب العاشر الذي تحمل البطولة اسم الشهيد الراحل فهد الأحمد الصباح رحمه الله.. والكويتيون في هذه الدورة خالفوا التوقعات وتربعوا على صدارة المجموعة الأولى بدون خسارة فحصدوا سبع نقاط من فوزهم على العنابي القطري بهدف وحيد برأسية يوسف ناصر السليماني وتعادل سلبي مع الأخضر السعودي ثم ثلاثية في مرمى منتخبنا اليمني من ضربة جزاء نفذها جراح العتيقي وبدر المطوع”هدفين”.. العراقيون فرطوا بالفوز أمام الأبيض الإماراتي وتعادلوا معه سلبياً.. واجتازوا جسر البحرين بثلاثية علاء عبد الزهرة خشن”هدفين” وهوار ملا محمد”هدفاً من ركلة جزاء” واختتموا التصفيات التمهيدية بتعادل سلبي أمام حامل اللقب وحصدوا البطاقة الثانية لمجموعتهم بخمس نقاط.. المباراة التي ستجري أحداثها على المستطيل الأخضر لملعب استاد 22 مايو بعدن تعد المباراة رقم”13” بالبطولة العشرين وهي مواجهة لايوجد فيها أي استئناف للخاسر ولا انتظار للفائز.. وبالتأكيد أن جماهيريتها ستحطم الرقم القياسي في الحضور والمشاهدة.. فكلا المنتخبين يطمحان لمعانقة الذهب الذي لن يتأتى إلا عبر اجتياز محطة الآخر وهو خيار صعب جداً على لاعبي الكويتوالعراق.. والآمال جميعها مجنحة والطموحات سيحملها كل طرف إلى الملعب بحثاً عن منفذ للوصول إلى نهائي البطولة.. خيارات الأزرق الكويتي بعيداً عن لقاءاتهما التاريخية وقريباً من التفاصيل التكتيكية المحتملة للأزرق والأبيض.. فإن لدى الكويتيين القدرة على قول كلمتهم الحاسمة عطفاً على عطاء عناصر الأزرق في مبارياته الثلاث المتعددة من حيث قوة منافسيه في المجموعة الأولى قطر والسعودية واليمن, وامتلاكه مفاتيح اللعب الأفضل وخيارات التفوق والأسلوب المتوازن في الأداء هجوماً وارتداداً إلى المنطقة الدفاعية, وانفراد لاعبيه بميزة الحماس والروح القتالية التي أكسبته قوة معنوية إلى قوة مهاجميه وخبرة عناصر خط وسطه الذي يجيد القيام بمهامه الهجومية بقدر إجادته لأداء واجباته الدفاعية وضبط إيقاع اللعب في المباراة برتم سريع عندما يتطلب ذلك, وتمويت وتنويم منافسيه قبل الانقضاض على المنطقة المحرمة, أما من الأطراف وإما من العمق, وأحياناً الإرسالات الطولية إلى ثلاثي الرعب الأزرق جراح العتيقي وبدر المطوع ويوسف ناصر.. والاعتماد على إسقاط الكرات العالية خلف المدافعين حسب مايتخذه المدافعون ومحورا الارتكاز من ردة فعل تتشكل من خلاله هجمة مرتدة مثالية تقتضي استثمار الاندفاع للاعبي المنتخب العراقي واستغلال المساحات بإرسالات دقيقة إلى المهاجمين وتهديد المرمى الأبيض للحارس العراقي محمد كاصد.. أداء الأزرق الكويتي الذي يقوده مديره الفني المدرب الصربي جوران توفاريتش يعتمد أسلوباً مختلفاً للنهج الذي يتبعه المدير الفني للمنتخب العراقي المدرب وولفجانج سيدكا وإن تشابها في جزئية من الخطة.. فالكويت يلعب بنهج 4 51 واستطاع لاعبو الأزرق تنفيذه بنجاح في المباريات الثلاث التي خاضها في المرحلة التمهيدية .. فمن المتوقع أن يزج المدرب توفاريتش بذات التشكيلة، التي خاض بها مباراته الثانية أمام الأخضر السعودي باعتبارها مثالية مع فارق أن المهاجم بدر المطوع سيكون حاضراً.. ففي المرمى نواف الخالدي ثم الثنائي في خط الدفاع مساعد ندا وزميله حسين فاضل في قلبي المنطقة الدفاعية وعلى الجهة اليمنى محمد الراشد والجهة اليسرى عامر معتوق كظهيرين مدافعين وأمامهم المحوران الارتكازيان جراح العتيقي وطلال العامر ثم الوسط المهاجم بدر المطوع وسيلعب على الطرفين الأيمن فهد العنزي والأيسر وليد علي وهما أقوى ثنائي يجيدان الطلعات الجانبية المجنحة لإمداد المهاجمين الكويتيين بالكرات العرضية الأرضية المخادعة أو الملعوبة هوائية ليقتنصها المهاجم الصريح في المقدمة يوسف ناصر السليماني.. قوة الأزرق ويراهن الأزرق الكويتي على التجانس الذي ظهر على لاعبيه, والانسجام الواضح بينهم وهذا يحقق التفوق لهم, وبخاصة أن بدر المطوع صانع ألعابه قد استعاد قدرته على التسجيل والتمرير والاختراق من عدة ألعاب ومربعات وإن كانت أمام المنتخب المتواضع تكتيكياً وفنياً منتخبنا الوطني , لكن ذلك علامة على وجود قدرات زرقاء وقوية قد تبرز أيضاً في لقاء اليوم إن استطاع الجناح الطائر فهد العنزي ممارسة عاداته المحببة إليه وتهديد مرمى حارس العراق محمد كاصد من الجهة اليمنى بل ربما كان العنزي الإعصار الأزرق الذي يبعثر قوة أسود الفرات ويقذفها بعيداً عن المباراة النهائية .. ولايمكن لأي من المنتخبين أن يجازف بالأداء المفتوح دون مراعاة الكثافة العددية في منطقة المناورات ولو تطلب ذلك تعديل بعض أجزاء الخطة المتبعة في الشوط الأول، الذي يتوقع أن يغامر الأزرق فيهاجم لاصطياد هدف مبكر يربك حسابات الأبيض العراقي واستغلال الكرات الثابته, وفي الناحية الدفاعية سيكون هناك قيود وفرض رقابة لصيقة على مهاجمي العراق ومنع محوري الارتكاز لأسود الرافدين من إيجاد ثغرات في العمق والحذر من ارتكاب الأخطاء، التي قد يبحث عنها مهاجمو العراق الذين يدركون قلة الخبرة لدى قلب الدفاع حسن فاضل وكثرة أخطاء زميله قلب الدفاع مساعد ندا الذي كثيراً ما تكون تدخلاته قوية غير مدروسة وقد ينفعل ويقع في المحظور وهذا ما سيكون ثغرة بدلاً عن كونه يشكل سياجاً منيعاً للأزرق. خيارات الأبيض العراقي أسود الرافدين سيغيب عنهم السفاح يونس محمود, لكن البديل توافر لدى المدرب الفني للعراق سيدكا بل إن غيابه بسبب التوقيف سيمنح زملاءه الفرصة لتأكيد أن امكاناتهم تعطيهم الحق في التفوق بدون السفاح الذي لم يصنع شيئاً في المباريات الثلاث, ولم يفزع حراس المرمى.. ولأن اللقاء حاسم والعراقي يتطلع لمواصلة المسير نحو النهائي فإنه يدرك أهمية اللعب بتركيز واغتنام الفرص المتاحة فالأزرق سيدخل بروح معنوية عالية, والأجواء النفسية لدى لاعبيه إيجابية ستدعم رغبته في إحراز نتيجة للفوز كون الكويتيين ظهروا بأفضل حالة بدنية وانسجام وتجانس وطموحهم مع تصدرهم المجموعة الأولى، وهم الأفضل في منطقة الوسط لتواجدهم بكثافة عددية للتقليل من فاعلية الهجوم العراقي والاعتماد على أبطال مفعول التمريرات والإرسالات من منطقة الوسط نحو المرمى الأزرق وبإمكان المنتخب العراقي الحصول على مراده إذا تحكم بالرتم وإيقاع اللعب لأن السرعة هي سمة لاعبي الأزرق وهم أفضل جاهزية بدنياً مقارنة بنجوم المنتخب العراقي الذي يعيبه بطء صناعة الهجمة وكثرة التحضير مما يتيح الوقت للاعبي الكويت للعودة إلى منطقتهم وحماية مرماهم وإقفال المنطقة الخلفية من الكرات العالية أو الطولية عبر الأجناب. أسلوب سيدكا المدرب سيدكا ينتهج مع أسود الفرات نفس الخطة التي يعتمدها المدرب توفاريتش, حيث يعتمد المنتخب العراقي على مهاجم وحيد وسيكون هذه المرة في غياب يونس محمود الموقوف لاعب آخر والاحتمال الأكبر أن زميله "سامال سعيد مجبل" هو البديل الأمثل وخلفه هوار ملا محمد ثم الخطيران علاء عبدالزهرة خشن, ومهدي كريم عجيل اللذان يشكلان تهديداً وقلقاً واضحاً عندما يهاجم العراقيون.. وفي الوسط والدفاع يتواجد نشأت أكرم وعلي رحيمة وسلام شاكر وعماد محمد رضا والارتكازان قصي منير ومحمد علي كريم وفي حراسة المرمى محمد كاصد كاظم.. ويؤخذ على عطاء هؤلاء النجوم الحركة البطيئة عند الهجوم فيما تكمن الخطورة للمنتخب العراقي في المربع الأخير بالكرات العالية والركنيات وقدرات لاعبيهم على التسديد الدقيق من عدة مواقع قريبة من المنطقة الدفاعية لمنافسيهم مع قلة الكرات العرضية والاعتماد على الإرسالات خلف المدافعين كما صنعوا أمام المنتخب البحريني وفازوا بثلاثة أهداف مقابل هدفين يشيران إلى وجود ثغرات دفاعية قد تتسبب بإصابة المنتخب العراقي باهتزاز ثقته وتراجعه وخفض مستوى نزعته الهجومية، وليس لدى سيدكا خيارات لإيقاف الخطورة الزرقاء إلا بضرب طوق أمني على منطقته الدفاعية وبخاصة الجهة التي يتواجد فيها مصدر التفوق الكويتي المتمثلة في الجناح الطائر فهد العنزي الذي لابد أن تتم مراقبته لمنعه من استلام الكرات أو تجاوز منتصف الملعب الأبيض, وإيقاف محاولاته إرسال الكرات الهوائية إلى المنطقة المحرمة للعراقيين .. فإذا استطاع سيدكا تأمين المنطقة الخلفية فإن فاعلية هجوم العراق ستكون ناجعة والمحاولات ناجحة.. والمباراة باختصار هي مواجهة خاصة وكلاسيكو خليجي 20 الذي لاتغيب عنه الإثارة والمتعة والندية التي تتصف بها لقاءات المنتخبين في دورات الخليج, حيث هيمن نجومهما على أفضلية الخط الهجومي بالتناوب.. وفي ظروف متشابهة إلى حد ما يخوضان اليوم قمة كروية ستقود أحدهما إلى النهائي.. وتبعد الآخر نهائياً.. ولعل تاريخ المنتخبين يشفع لنا القول: إنه نهائي مبكر, ومحاولة لاستنساخ مبارياتهما الأقوى ندية وتكتيكاً وبدنياً وفنياً وروعة وجمالاً إضافة إلى أنها ستكون جماهيرية بنكهة يمنية.. تشكيلة الكويت يتوقع أن تكون تشكيلة الأزرق الكويتي مكونة من: نواف الخالدي حارس المرمى مساعد ندا حسين فاضل عامر معتوق محمد الراشد جراح العتيقي طلال العامر بدر المطوع وليد علي فهد العنزي يوسف ناصر السليماني. تشكيلة العراق ربما يخوض المنتخب العراقي بتشكيلة مكونة من: الحارس محمد كاصد كاظم نشأت أكرم عماد محمد رضا سامال سعيد مجبل هوار ملا محمد سلام شاكر علي رحيمة علاء عبدالزهرة خشن مهدي كريم عجيل قصي منير محمد علي كريم.