ستظل مشكلة المياه بشكل عام قائمة تهدد المنطقة ومن ضمنها بلادنا كيف لا!؟ والمؤشرات تحذر من أن الحرب القادمة ستكون حرب مياه بالدرجة الأولى؛ لأن المياه أساس الحياة.. هكذا يقول د. عصام الشرعبي – أستاذ جيولوجيا المياه المشارك.. ومدير مركز الدراسات البيئية، وخدمة المجتمع – جامعة تعز، وفي حديثه ل”الجمهورية” قال: إن معظم محطات تنقية المياه المعالجة جزئياً غير ملتزمة بالمواصفات، والمقاييس اليمنية، ناهيك عن المواصفات العالمية، وقال بأنها غير صالحة للاستخدام الآدمي . وأرجع د. عصام سبب ذلك إلى غياب الرقابة المتخصصة؛ وكونه أحد المتخصصين في جيولوجيا المياه – ناقشنا معه هذه القضية من جوانب عدة فإلى الحصيلة : رقابة صارمة ^^.. هل هناك طريقة محددة لتنقية المياه المعالجة جزئياً؟ وهل محطات التنقية ملتزمة بذلك؟ بالنسبة للمياه المعالجة جزئياً هناك العديد من المحطات في محافظة تعز، وكل محطة تتخذ طريقة مختلفة في عملية المعالجة، ومعظم هذه المحطات غير ملتزمة بالمواصفات، والمقاييس العالمية، وكذلك غير ملتزمة بالشروط الصحية فالبعض يستخدم عملية الترسيب، وأخرى تستخدم الأوزون وهكذا وكذلك الأجهزة أو الثنيوز التي يتم بها عملية التنقية غير نظيفة، وكذلك الأحواض التي يتم فيها تجميع المياه.. أعتقد أنه لابد ان تكون هناك جهة رقابية صارمة لمتابعة هذا الموضوع وتكون أيضاً متخصصة في هذا المجال لكن هناك نوع من المزاجية والانفلات.. غير مطابقة صحياً ^^.. هل هناك مواصفات وشروط لمصادر المياه المعالجة؟ بالتأكيد لا.. لماذا ؟ لأنه أولاً - لا نعلم من أين مصدر هذه المياه.. ثانياً - معظم المتخصصين، والباحثين في الكيمياء، والذين لهم صلة بالمياه يقومون بتحليل “المنجر” أي العناصر الأساسية بمعنى أن هناك عناصر غير مسموح لها البقاء في مياه الشرب قبل معالجتها جزئياً.. وهذه العناصر تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الفشل الكلوي، وهنا تكمن الخطورة في عدم تحليلها، وليست الخطورة في عناصر مثل البوتاسيوم، أو الماغنيسيوم، وغيره.. غير ملتزمة بالمواصفات ^^.. ما هي المواصفات العالمية التي يجب على مثل هذه المحطات الالتزام بها؟ هناك طرق مختلفة بحسب إمكانيات المستثمر.. ذكرت بأنك قمت بإجراء دراسة تحليلية حول هذه القضية فإلى ماذا توصلت ؟ أنا أجريت تحاليل لهذه المياه المعالجة جزئياً ، وأخذت مياه من عدة محطات كعينات عشوائية، ووجدت أنها لا تتناسب، والمواصفات، والمقاييس العالمية، أو حتى المواصفات، والمقاييس اليمنية للمياه.. ناهيك عن وجود تلوث ميكروبولوجي ولا يوجد من يكشف عنها . بدليل أنك لو أخذت الماء من إحدى هذه المحطات، ووضعته داخل قنينة لمدة يوم أو يومين فسوف تلاحظ وجود رائحة عفنة داخل هذه القنينة.. البعض يركز على وجود الفلوريد بكمية كبيرة في المياه، والتي تؤدي إلى تلون الأسنان وهذا منتشر في بعض الآبار في المحافظة لكن الأخطر هو وجود النيكل - الزنك – المنجنيز .. وعناصر كثيرة، ولدي تحاليل توضح وجود ذلك في المياه، وكما قلت سابقاً لا تتناسب، والمواصفات الصحية العالمية، وغير صالحة للاستخدام الآدمي . تسمية خاطئة ^^.. من وجهة نظرك من هي الجهة التي يفترض بها أن تقوم بالدور الرقابي على هذه المحطات؟ المفترض أن تكون الرقابة من قبل وزارة الصحة، أو من جهة صحية متخصصة، وحتى لو كانت الرقابة من قبل وزارة الصحة، وهي غير متخصصة في هذا المجال، فلا جدوى من عملية المراقبة، ويتم ذلك أولاً.. عبر مراقبة هذه المحطات بشكل دوري، وأنا لا أعتبر هذه محطات تحلية للمياه، وهذه تسمية خاطئة فهي محطات تنقية المياه؛ لأن التحلية لا تكون إلا لمياه البحر ذات الملوحة العالية، أما هذه فهي تنقية بعض الشوائب المتواجدة في المياه . ثانياً - مراقبة، ومعرفة مصدر المياه التي يتم تنقيتها في هذه المحطات بمعنى المياه الواردة إليها، وفحصها قبل عملية التنقية، ثم مراقبتها بعد التنقية . غياب الإدارة المائية ^^.. كلمة أخيرة تود قولها . بصفتي بيولوجي مياه.. أستشعر الوضع الصحي لهذه المياه، وأنا لا أعزو ذلك لشحة الأمطار، ولكن أعزو ذلك لغياب الإدارة، وكما تعلم فإن الحرب القادمة هي حرب مياه؛ لأن الماء أساس الحياة، ونحن لا نحافظ عليها . صحيح أن هناك تغيرات مناخية، لكن المشكلة تكمن في غياب الإدارة المائية المتكاملة، والمتخصصة سواء على المستوى المحلي "المحافظة"، أو على مستوى الدولة بالكامل.. إلى جانب ذلك المتخصصون في هذا المجال بعيدون عن مصدر القرار، مثلاً شكلت إدارة للمياه في المحافظة، وتخيل أن المتخصصين ليسوا أعضاء فيها، وإنما وجاهات، أو عاملون في بعض الإدارات والوزارات .