يشهد العالم تطوراً متسارعاً في كافة مجالات المعرفة، وبات للبحث العلمي موقع مؤثر في المجالات جميعها إلا أن خطى البحث العلمي والدراسات العليا في بلادنا مازالت تمشي ببطء شديد؛ الأمر الذي يشكل عائقاً أما طموحات التطوير والتحديث لكافة المجالات التنموية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية.. جامعة صنعاء تسعى إلى إحداث تطوير وتحديث ومازال أمامها مشوار طويل لم تقطعه بعد؛ كون البحث العلمي والدراسات العليا مازالت نقاطها ضعيفة لأسباب عدة، أهمها الروتين الإداري المعقد المتبع في الجامعة، كما أن الجامعة بحاجة إلى إعداد ورسم سياسة شاملة للبحث العلمي، وتحديث وتطوير العمل الإداري، وإيجاد شبكة معلوماتية بين جميع مرافق الجامعة، وتسهيل المعاملات أمام طلاب الدراسات العليا. المجتمع مازال يؤمل على إسهامات البحث في جميع المجالات، ولن يتقدم البحث العلمي من غير أن يتوفر له الدعم والتمويل، وإيجاد المرافق البحثية من مختبرات وأدوات وكوادر بشرية، وحوافز مادية وتشريعات تضمن تحقيق نتائج علمية تعود بالخير على أفراد المجتمع اليمني. العديد من طلاب الدراسات العليا محبطون بسبب الإجراءات والتعقيدات المملة التي سئموها بجامعة صنعاء، الصرح العلمي الأول في بلادنا؛ إذ يظل الطالب لاستخراج شهادته شهوراً بدءاً من إخلاء طرف من المكتبات المترامية وانتهاءً بالطواف على إدارات نيابة الدراسات العليا والترضع والتملق لاستخراج شهادة وغيرها من الأمور الإدارية التي تقف أمام طموحات الطالب الجامعي. نائب رئيس جامعة صنعاء لشئون الدراسات العليا والبحث العلمي الأستاذ الدكتور حاتم الصباحي تحدث ل”الجمهورية” عن تلك القضايا وغيرها في سياق هذا اللقاء. ما هي البحوثات العلمية التي تم تنفيذها لخدمة العملية التنموية والاقتصادية خلال العام المنصرم؟ تنفيذاً لتوجيه القيادة السياسية بالاهتمام بالبحث العلمي، وتنفيذاً لبرنامج فخامة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح، فقد أقمنا العام الماضي 2010م أربع ندوات علمية كانت الأولى للارتقاء والنهوض بالدراسات العليا بجامعة صنعاء، وتطوير الدراسات العليا في الداخل، والحد من الابتعاث طبقاً لتوجيهات القيادة السياسية، أما الندوات الثلاث الأخرى فكانت مرتبطة بالمجتمع والتنمية حيث كانت أولى هذه الندوات ندوة عن التوسعات العمرانية بمدينة صنعاء، وكان الهدف الأساسي تسليط الضوء على التخطيط العمراني بمدينة صنعاء، وكان الهدف الأساسي تسليط الضوء على التخطيط العمراني للعاصمة صنعاء؛ كونها تمثل واجهة اليمن ولوضع حلول لمشاكل البناء العشوائي وخرجت الندوة بتوصيات ذات أهمية كبرى، منها إقامة مراكز حضرية جديدة، تبعد عن أمانة العاصمة بحوالي 20 25 كم بحيث يتوفر في هذه المراكز الحضرية الخدمات الأساسية، ويتم تنفيذ المباني الحكومية والخدمية لتخفيف الضغط على أمانة العاصمة. بالإضافة إلى وضع ضوابط للحد من البناء العشوائي. وشارك في هذه الندوة العلمية الجهات ذات العلاقة من أمانة العاصمة ومصلحة أراضي وعقارات الدولة، ووزارة الأشغال العامة، بالإضافة إلى أكاديميين ومتخصصين بجامعة صنعاء. ويواصل الدكتور الصباحي حديثه عن الندوات العلمية بقوله: كما تضمنت الندوة الثانية الأمن الغذائي؛ كونه أحد المرتكزات الأساسية للأمن القومي، بالإضافة إلى ندوة أخرى تناولت الطاقة الكهربائية في اليمن.. التحديات والحلول بمشاركة وزارة الكهرباء، والمؤسسة العامة للكهرباء؛ كون الكهرباء لها أهمية في حياتنا اليومية وفي الصناعة وغيرها. مخصصات البحث العلمي ليست كافية ما خطتكم هذا العام للإسهام في تقديم رؤى بحثية لمعالجة مشاكل التنمية في بلادنا؟ لدينا خطة لإقامة ندوة علمية عن المعادن والثروات المعدنية في اليمن، بالتعاون مع كلية العلوم بجامعة صنعاء ووزارة النفط والمعادن، وندوة علمية عن الآثار في اليمن وحمايتها والحفاظ عليها بالتعاون مع كلية الآداب وهيئة الآثار، وندوة أخرى خاصة بالإدارة وتطوير العمل الإداري، والتي تمثل من وجهة نظري كباحث ونائب رئيس جامعة أساس العمل المؤسسي والإداري؛ كونها بمثابة العقل من جسم الإنسان، وذلك بالتعاون مع كلية التجارة ومركز الإدارة بجامعة صنعاء. وطبعاً مخصصات البحث العلمي لاتفي بالغرض لإقامة فعاليات كافية. روتين إداري معقد يشكو العديد من طلاب الدراسات العليا الروتين الإداري المعقد، والذي يشكل عائقاً أمام إكمال دراساتهم العليا ما الأسباب والمعالجات؟ التأخير في إنجاز المعاملات؛ نظراً لتأخر تسليم النتائج في الكليات وتأخير انعقاد المحاضر، ووجود أخطاء في رصد النتائج، بالإضافة إلى تأخر في انعقاد مجالس الكليات، وتأخر بعض الطلاب في استكمال إجراءات معاملة إخلاء الطرف والرسائل وغيرها، مع العلم أن نيابة الدراسات العليا تحرص على إنجاز معاملات الطلاب، وعلى سبيل المثال الشهادة تصدر خلال 48ساعة. ربط شبكي لجامعة صنعاء نحن نعيش طفرة في مجالات تكنولوجيا المعلومات، لكن الأمور والمعاملات الإدارية مازالت تعيش غوغائية وروتينا معقدا، لماذا لا يكون هناك ربط شبكي لإدارة الجامعة والكليات الآن جامعة صنعاء في طريقها لاستكمال الربط الشبكي لكافة المرافق بالجامعة وسيرى النور قريباً. افتتاح برامج دراسات عليا ماذا عن البرامج الخاصة بالدراسات العليا بالجامعة؟ فتحت العديد من برامج الدراسات العليا في كل من كلية الطب دبلومات متخصصة وتمهيدي ماجستير وماجستير ودكتوراه، بالإضافة إلى كليات الآداب، الشريعة والقانون ، والتجارة والاقتصاد، والآداب والعلوم الإنسانية، والزراعة، والتربية، والهندسة، والإعلام، ومراكز الدراسات السكنية، والمياه والبيئة وغيرها، وكلها تحت إشراف مباشر من نيابة الدراسات العليا والبحث العلمي، وبموجب قانون الجامعات اليمنية، ولائحتها التنفيذية الموقع عليها من فخامة رئيس الجمهورية. تعارض لوائح هناك كليات لديها لوائح خاصة يقرها مجلس الكلية، وأحياناً تتعارض مع لائحة مجلس الوزراء ووزارة التعليم العالي، ما معالجتكم لهذه الإشكالية؟ إذا تعارضت أي لائحة داخلية مع نظام الدراسات العليا في الجامعات اليمنية الصادر بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم “40” ولائحة وزارة التعليم العالي، فلا يتم العمل إلا باللائحة الأعلى مرتبة. طلاب موقوفون عن الدراسة هناك طلاب دراسات عليا أنهوا "دبلوم عال" بكلية الإعلام منذ العام 2009م وتقديراتهم تزيد عن 75 % وبحسب لائحة مجلس الوزراء ووزارة التعليم العالي تقرر قبولهم وصدرت توجيهات من وزير التعليم العالي، ورئيس جامعة صنعاء ولكنها لم تنفذ؟ أعتذر عن الإجابة لهذا السؤال بسبب ضغط العمل، ويظل السؤال مطروحاً أمام طاولة نائب رئيس جامعة صنعاء لشئون الدراسات العليا والبحث العلمي.