ظل المسلمون إلى وقت ليس ببعيد ينفرون من كل جديد يصل إليهم عن طريق الغرب، الأمر الذي جعلهم دائماً في المؤخرة، واليوم يعتقد البعض بأن الخلاص من الواقع المزري لا يكون إلا بالثورات!. المتتبع لمؤلفات «جودت سعيد» يدرك تماماً أن الرجل لديه نضج فكري ومعرفي عميق، ونظرة دقيقة للمستقبل، وإدراك واع لواقع المسلمين.. والرجل ينطلق في مؤلفاته إلى توعية الناس وتبصيرهم بخطاب فصيح، يفهمه الجميع، وبلغة رصينة تدغدغ المشاعر والعواطف، وتزيد العقول انفتاحاً ووعياً. وينظر «جودت سعيد» إلى واقع المسلمين فيزداد امتعاضاً للحالة التي وصلت إليها الأمة، لذا فإنه كغيره من المفكرين والباحثين وعامة الناس، يطالب بالتغيير، ويؤكد في جميع مواعظه، التي ألقاها في «مجالس بئر عجم» بسوريا على أهمية التغيير في حياة الناس، حتى يكونوا أمة من بين الأمم، وتعود إليهم أمجادهم السابقة. لكن السؤال المطروح هنا : ما التغيير الذي ينشده “جودت سعيد”، وكيف يمكن أن يتحقق، و هل أصبحت الأمة العربية والإسلامية اليوم مهيأة للتغيير أم لا؟ يرى «جودت سعيد» أن الأمة إذا أرادت أن تصل إلى تحقيق كل ما تصبو إليه، وينتشر فيها العدل والرخاء والأمن والسلام، وما إلى ذلك، فإن عليها أولاً أن تبدأ بتغيير النفس، منطلقة من نقد الذات، ولوم النفس، والبحث في أعماقها عن مواطن الخلل، وعن أسباب القابلية لكل أنواع التخلف و الذل والاختراق، وطريق الحوار مع الآخر، والترحيب بالاختلاف وسيلة لتجلية الحقائق، ونمو الأفكار، و الأخذ بأسباب العلم، ونبذ التعصب، ورفض استخدام العنف وسيلة لحل المشكلات. مزيداً من التفاصيل