لم يتوقع أحد قبل اكتشاف أستراليا أن تكون ثمة بجعة سوداء اللون، فلون البجع الذي عرفه الإنسان هو الأبيض حتى اكتشفت أستراليا التي ظهرت فيها البجعات السوداء، وهنا اتخذ البشر من قصة البجعة السوداء نظرية سميت باسمها، و”تشير إلى تأثير شديد وصعوبة التنبؤ والأحداث النادرة إلى ما يتجاوز عالم التوقعات العادية” #. انتقلت هذه النظرية إلى الفن، ولكن ليس بمفهوم فلسفي بحت، بقدر ما كانت قصة الصراع بين الخير والشر، وتحكي السيمفونية الشهيرة “بحيرة البجع” للموسيقي الروسي تشايكوفسكي والتي تحكي في أربعة فصول استعراضية قصة الفتاة الجميلة أوديت التي حولها ساحر شرير يدعى فون روثبارت إلى بجعة بيضاء جميلة، عبر تعويذة سحرية، حتى يقابلها الأمير الوسيم، فيحول الساحر الشرير ابنته أوديل إلى شبيهة لها لتغوي الأمير، وتنجح في ذلك في البداية، ثم سرعان ما يكتشف الأمير الخدعة، ويعود إلى أوديت، لكن أوديت تكتشف أن التعويذة لا يمكن كسرها إلا بالموت، فتقتل نفسها بالقفز من شاهق لتجد حريتها، وهي القصة التي كتب كلمات هذه القصة باللغة الروسية المؤلفان في. بي. بيغتشين وفاستلي جلتزر، ومؤخراً وصلت إلى السينما. يعمل المخرج دارن أرنوفسكي في فيلم “Black swan” “البجعة السوداء” على قضية الخير والشر مجدداً، فهو إذ ينشغل في العديد من أفلامه على هذه القضية من خلال الصراعات النفسية داخل النفس البشرية؛ فإنه يعتمد على منطق جديد في ذلك، لا يستهلك المستهلك أو يعيد بعث القديم من التراث الإنساني في هذا الشأن، ومن خلال هذا الفيلم المكتوب عن قصة أصيلة للكاتب أندري هاينز يعمل على مقاربة التناقضات داخل النفس البشرية، ومن خلال مخرج عرض باليه يستحث الراقصة الرئيسية على استخراج كمية الشر الموجود في داخلها كي تكون قادرة على أداء دورين متناقضين في عرض الباليه، أحدهما في جانب الخير، والآخر في صالح الشر، وهو ما تنجح فيه الراقصة أخيراً، وتذهب ضحيته. مزيداً من التفاصيل..