هارون عبده القرشي، طفل يبلغ من العمر أحد عشر عاما، بدأت مأساته حين سقط من فوق “بابور قلاب” وانكسرت رجله اليمنى في منطقة الفخذ، حينها أسعفه والده إلى مستوصف العودي بدمت- محافظة الضالع. يحكي والد هارون تفاصيل الواقعة قائلاً: “حين قمت بإسعاف هارون الى مستوصف العودي قالوا لي: أن الامر بسيط، وعليه أجروا له عملية جراحية تضمنت زرع صفيحة مع عدد كثير من المسامير في رجله، وبعد حوالي عشرة ايام ابلغونا بنجاح العملية» ويواصل والد هارون “ ظللنا نتردد بعدها الى المستوصف من أجل إجراء الأشعة وفي كل مرة كانوا يقررون لهارون علاجاً “ملء الاكياس” و يؤكدون لي ان كل شيء على ما يرام” وبالرغم من ظهور ورم في مكان الاصابة وبدأ القيح بالخروج من أثر العملية، الا أن طاقم المستوصف استمر بالتأكيد على والد هارون بأن الأمر طبيعي، حينها قرر والد هارون السفر بابنه الى العاصمة صنعاء لإجراء الفحوصات مرة اخرى. في صنعاء وتحديداً في مستشفى الدكتور عبدالقادر المتوكل تم كشف الخطأ الطبي البشع الذي ارتكبه طاقم مستوصف العودي بحق هارون. ففي التقرير الطبي - الذي حصل ملحق إنسان على نسخة منه- يؤكد الدكتور بهاء الدين أحمدوف أن هارون وصل اليهم بتاريخ 23 يونيو 2010 و هو يعاني من كسر غير ملتحم في الفخذ مثبت داخلياً في مستشفى خارجي مع تسوس والتهابات في العظم ، بالإضافة الى ندبة كبيرة للعملية السابقة وهو ما قد يؤدي الى فصل أكبر للأنسجة من العظم وتأثر التروية الدموية. يؤكد التقرير أيضاً أن الصفيحة التي اُستخدمت كبيرة وفي الجهة الأمامية وليس الجانبية كما هو معتاد، وكذلك وجود عدد كبير من المسامير يصل الى احد عشر مسماراً وهو ما أثر على التروية الدموية للعظم. و قد أجريت لهارون عملية إزالة الصفيحة السابقة والمسامير وتم إعادة تثبيتها داخلياً بواسطة صفيحة معدنية خاصة ( ال سي بي) مع زراعة عظم بتاريخ 30 يونيو 2010. خرج هارون من مستشفى المتوكل بتاريخ 4 يوليو 2010 الا انه ما زال متعباً من جراء العملية وما زال يواجه صعوبة في المشي الى يومنا هذا. لم يستطع والد هارون أن يسكت عن حق طفله لذا توجه فور عودته الى الضالع؛ بتقديم شكوى بمالك المستوصف محمد علي العودي. و بناء على شكواه، طلب المجلس الطبي- في مذكرة رسمية- من مستوصف العودي إحضار الملف الطبي لحالة هارون ، الا أن المستوصف تجاهل طلب المجلس الطبي؛ مما دفعهم الى تقديم مذكرة اخرى - حصل ملحق إنسان على نسخة منها- الى نيابة الاستئناف في الضالع. كما أرسل المجلس الطبي مذكرة – حصل ملحق إنسان على نسخة منها- موجهة الى وزير الصحة ذاكرين فيها رفض المستوصف الرد عليهم بالاضافة الى تصريحهم بأن الكادر الصحي العامل في المستوصف غير مرخص لهم بمزاولة المهنة. يقول والد هارون ل(الإنسان) انه لن يترك حق ابنه يذهب أدراج الرياح وانه يطالب بالتعويض عن ما أصاب ابنه وأصاب العائلة من أضرار صحية ونفسية ومالية جراء هذا الخطأ الطبي البشع.
