الفنان العظيم لا يموت، تصعد روحه إلى بارئها، ويُوارى جسده تحت التراب، لكنه يبقى ملء السمع والبصر، حياً في الذاكرة، بما أعطاه من فنٍ جميل، هو أخلد على مر السنين، يذهب هو، وتبقى الدهشة منبعثة من إبداعه الأصيل، والحب لفنه الجميل، والاعتزاز باسمه، والإحياء لذكراه وقليلاً ما نفعل، ونادراً ما نتذكر أسماء فنانينا الرواد والكبار، وهم رواد وكبار لا عن ترف أو عن توفيق صدفة، ولكن عن موهبة كبيرة وحقيقية ومعاناة ووفاء للفن والناس، واليوم لا نتذكرهم إلا بأغنية في الأسبوع أو الأسبوعين وأحياناً كل شهر في الإذاعة والتلفزيون. أما الممثلون والمسرحيون والشعراء والتشكيليون وغيرهم ففي المواسم وفي ظل هذا الصمت الرسمي حري بكل صاحب قلم أن يكتب وألا يمل أو يكل عن الكتابة عن فنانينا الرواد والكبار حتى الإحياء منهم أطال الله في أعمارهم لعل في الكتابة تذكيراً للغافلين، بأننا ندعي التثقف والتحضر، فكيف يكون ذلك؟ ونحن لا نحب مبدعينا ولا نحترمهم ولا نتذكرهم ونقدمهم للعالم العربي على الأقل حتى أولئك الذين ذاعت شهرتهم بفضل شركات تسويق الإنتاج، فالمحضار مثلاً يستحق أن يتعرف العالم كله على تجربته الإبداعية الفريدة، كصوت شعري جديد ومتجدد، وملحن كبير لا يعزف على أي آلة موسيقية، رغم ألحانه المبتكرة، وهنا تكمن فرادته وريادته وعبقريته التي لا أذكر أني سمعت أو قرأت عن شبيه لها في البلاد العربية، أفلا يستحق المحضار أن تنظم حضرموت كل عامين مهرجاناً فنياً يحمل اسمه؟ أفلا يستحق القمندان ذلك؟ وأحمد قاسم كذلك؟ مزيداً من التفاصيل