جاء من قرية بسيطة تدعى بني الزُّراعي التابعة لمديرية كشر بمحافظة حجة ليشعل آمال كل اليمنيين بحلم طالما حلم به الكثير، جاء بكل الرومانسية والرقة وعذوبة الكلمة ليصنع إنجازا جديدا يظم إلى إنجازات شباب اليمن الذين سبقوه بتحقيق الألقاب والذين يرفعون رايتها في كل المحافل الدولية ، وبعيدا عن الغرور حاورناه عن مسيرته وكيف استطاع أن يملأ قلوب اليمنيين حبا له ليصل إلى لقب أمير الشعراء وهو يصف تلك اللحظات التي اغرورقت فيها أعين جميع اليمنيين بالدموع فرحا بإنجازه الفريد الذي حققه في برنامج أمير الشعراء ليكون هو شعلة الأمل.. إنه ذلك الشاعر الهادئ ذو النظرات الحزينة والنظرة الثاقبة الشاعر عبد العزيز الزَّراعي . ^^.. نلتقي به لنتعرف على رحلته من صنعاء إلى صنعاء وما توسطها من مراحل كانت حاسمة في مسيرته نبدأ لنسأله عن عبد العزيز الزراعي ذاته؟ نعم عبد العزيز الزُّراعي هو ذلك الشخص الذي أحاول أن أدركه وألمَّ بأطرافه وإلى الآن لم أمسك به. عبد العزيز هو ذلك الصامت الذي يحاول أن يتكلم وأن يقول القصيدة لكي يدرك أسرار هذا الكون فعبد العزيز هو ذلك الذي يرى القصيدة مطلبا وجدانيا ينبغي أن نكتشف فيها علاقات هذا العالم . ^^..كيف كانت بدايات عبد العزيز؟ السؤال عن بدايات عبد العزيز كشاعر هو سؤال طالما طرح عليَّ وأنا قلت وأقول ولازلت إن القصيدة أو الكتابة الشعرية إما أن تكون حرفة وإما أن تكون مطلبا وجوديا ، فإذا كانت حرفة فإن الإنسان يستطيع أن يعرف بالضبط متى بدأ أو سلك هذه الحرفة أو هذه المهنة ، ومن كانت تمثل له مطلبا وجوديا كالهواء فهو لا يعرف بالضبط متى بدأ ذلك كما لا يعرف متى بدأ التنفس وأنا أعتقد أني من هذا النوع الأخير لأن القصيدة تخلَّقت فيَّ كأي مطلب وجودي في الحياة ، وجدتني فجأة في علاقات معها أقولها وتقولني وأتنفسها وتتنفسني ، لا أعرف متى بالضبط ولكن إذا أردت أن أكون واقعيا أكثر فيمكنني أن أقول إني بدأت في كتابة الشعر في مرحلة مبكرة ولكن كانت بطرق تقليدية وشعبية بسيطة المهم أنه كان يوجد لدي الحس الشعري ونمت فيَّ هذه التجربة بعد رحيل والدتي و امتلائي بالحزن ، فتجربتي ولدت في مخاض الحزن ومن رحمه. ربما في سنوات الدراسة الثانوية أو الإعدادية بدأت أكتب القصيدة الفصيحة بشكل خاص وتطورت بعد ذلك في الجامعة عندما التحقت بقسم اللغة العربية واحتكاكي بالأدب والثقافة وبالاختصاص أكثر جعل مني على علاقة مباشرة مع القصيدة. مزيداً من التفاصيل