أكد الدكتور علي محمد مجور رئيس مجلس الوزراء أن مكافحة الأمية وتعليم الكبار مسئولية وطنية وتكاملية بين الدولة وكافة الفعاليات السياسية والاجتماعية والشعبية. وثمن بهذا الشأن الجهود الطيبة التي يبذلها الجنود المجهولين من العاملين في مجال تنفيذ البرامج الحكومية لمحو الأمية على مستوى أمانة العاصمة وبقية المحافظات. وأعلن الدكتور علي مجور خلال مشاركته اليوم في الحفل الخطابي والتكريمي الذي أقامه جهاز محو الأمية وتعليم الكبار لمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية تحت شعار " معاً من أجل تنفيذ البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية في مجال محو الأمية" أعلن توجه الحكومة لتسوية أوضاع المتعاقدين العاملين في مجال محو الأميه تقديرا لجهودهم الوطنية، وتحفيزا لهم للمزيد من البذل والعطاء في تأدية مهامهم النبيلة لمحو الأمية. وأشار رئيس الوزراء إلى أن مكافحة الأمية الكتابية والتكنولوجية هدف استراتيجي للحكومة على المستويين المركزي والمحلي، منوها بالبرامج الوطنية التي شهدتها العديد من البلدان للقضاء على الأمية في مجتمعاتها. واعتبر الدكتور مجور وصول عدد الملتحقين في برامج محو الأمية في اليمن إلى نحو 130 ألف شخص تأكيداً على أن برامج الحكومة في هذا المجال تسير في الطريق الصحيح، ووفقا لما خطط له، مشيدا بالتعاون الراقي والمثمر بين وزارتي التربية والتعليم والاتصالات وتقنية المعلومات لمحو الأمية بشكل جذري في أوساط العاملين بوزارة الاتصالات. ودعا بهذا الخصوص جميع الجهات الأخرى لاسيما تلك التي يوجد بها كثافة في الأمية إلى التعاون مع جهاز محو الأمية وتعليم الكبار للقضاء على الأمية فيها على غرار ما تم في وزارة الاتصالات، مبرزا أهمية خلق النموذج الأمثل على المستوى الجغرافي. وقال:" ندعو كافة الفعاليات والقطاعات السياسية والاجتماعية والمحلية للمساهمة في جعل عدن مدينة نموذجية خالية من الأمية، وبحيث يتم لاحقا تعميم التجربة على بقية المحافظات". ولفت رئيس مجلس الوزراء في نفس الوقت إلى ضرورة التركيز على محو أمية الكمبيوتر في أوساط الموظفين لمواكبة المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم في مجال التكنولوجيا الرقمية والمعرفية، متمنيا في ختام كلمته لجميع العاملين في مجال محو الأمية وتعليم الكبار المزيد من التوفيق والنجاح في برامجهم القادمة وصولا إلى القضاء على هذه الآفة التي تحد بشكل كبير من نجاح البرامج التنموية لاسيما في المجتمعات المحلية. من جانبه اعتبر وزير التربية والتعليم الدكتور عبد السلام محمد الجوفي القضاء على الأمية مسئولية وطنية تقع على عاتق جميع شرائح المجتمع من أحزاب ومنظمات مجتمع مدني ونقابات وهيئات ، وليست مقتصرة على وزارة التربية والتعليم ممثلة بجهاز محو الأمية وتعليم الكبار. واستعرض الجهود التي تبذلها الوزارة والجهاز في زيادة إعداد الملتحقين بصفوف محو الأمية وصولا إلى مجتمع بلا أمية، مبينا أن الوزارة تسعى إلى رفع عدد الدارسين عام 2009م، إلى 150 ألف دارس ودارسة. وقال الجوفي" لا يمكن الحديث عن التنمية، والقضاء على التطرف والإرهاب، والحفاظ على المياه، وخفض الكثافة السكانية، وارتفاع دخل الأسرة دون القضاء على الأمية، خاصة تعليم الفتاة والتي تشكل العائق الأكبر في هذه الإشكاليات"، متطرقا إلى تجربة وزارة التربية ووزارة الاتصالات في القضاء على الأمية في أوساط العاملين بوزارة الاتصالات، وكذا البرامج المنفذة حاليا لمحو أمية العاملين بوزارتي الدفاع والداخلية. رئيس جهاز محو الأمية وتعليم الكبار عبدالله احمد عبدالله استعرض من جهته التطورات التي شهدتها اليمن خلال السنوات الماضية في مجال تعليم الكبار و محو الأمية، للقضاء على هذه الظاهرة التي تشكل خطراً على المجتمع والتنمية، مشيرا إلى أن عدد الأميين في اليمن يصل إلى خمسة ملايين و 545 ألف أمي، منهم 33.3 % ذكور، و66.7 % إناث. وأكد إن الجهاز و فروعه في مختلف محافظات الجمهورية بالتعاون مع الجهات المعنية و منظمات المجتمع المدني و المانحين يعمل على توعية المجتمع بمخاطر الأمية خاصة في أوساط الرجال و النساء كبار السن ما كان سببا في ارتفاع عدد الملتحقين بصفوف محو الأمية وتعليم الكبار خلال العام الدراسي 2006 - 2007م إلى 130 ألف دارس ودارسة. وأوضح رئيس جهاز محو الأمية أن نسبة الأمية انخفضت من 56 % إلى 45.7 % للفئة المستهدفة خلال عشر سنوات، فيما انخفضت نسبة الأمية في الإناث إلى 62.1 %، وبين الذكور 29.8 %، أما على مستوى الحضر فانخفضت نسبة الأمية إلى 25.8 %، وفي الريف إلى 54.3 %. وثمنت كلمة المكرمين في الاحتفال التي ألقتها سوسن السقاف من جهاز فرع محو الأمية بأمانة العاصمة جهود قيادة الجهاز في تنفيذ برامجه، وخطط الهادفة إلى القضاء على مشكلة الأمية، وكذا ما قدمته القيادة السياسية ممثلة برئيس الجمهورية في مجال محو الأمية. ودعت العاملين بجهاز محو الأمية إلى مضاعفة الجهود لتنفيذ برامج وأنشطة محو الأمية في المحافظات خاصة المناطق الريفية وبالذات في أوساط النساء. وفي نهاية الحفل سلم جهاز محو الأمية وتعليم الكبار درع محو الأمية لرئيس مجلس الوزراء تقديرا لجهوده ودعمه لبرامج محو الأمية، كما تم تكريم المنظمات والجهات الداعمة لجهاز محو الأمية.
