بذلوا جهوداً مضنية لمعالجتها،دون جدوى.. استقر الرأي على أن ابنتهم البالغة من العمر 19 سنة تعاني من المس أو وقعت أسيرة سحر، فقد عجز الأطباء عن تشخيص مرضها، ويوماً بعد يوم كانت حالتها تتطور إلى الأسوأ، إذ أصابتها ركة في الجسد وهزال شديد. الحزن كان يتآكل والدتها التي مضت تشحذ همة الأب للبحث عن سبيل لمعالجة ابنتهما مهما كان الأمر صعباً أو مكلفاً،وهذا بدوره يجيب بأنه لم يبخل عليها وقد عرضها على العيادات والأطباء، وماعليهما سوى الصبر. أشار بعضهم على الأب بعرض الفتاة على أحد المعالجين المعروفين بمعالجة السحر والمس، وتحت ضغط والدتها وأخواتها قرر أخيراً اصطحابها إلى ذلك المعالج بإحدى مناطق محافظة إب، فكان أن تم عرضها عليه فأكد لهم أنها تعاني من حالة مس وأن عليها أن تخضع لبرنامج علاجي من عدة جلسات حتى تبرأ، في إحدى تلك الجلسات، انفرد ذلك المعالج بالفتاة وقد داخله الشيطان فبدأ يرسل يده إلى مواضع محددة وبما يفهم أن الرجل بدأ فعلاً يوغل في التحرش بالفتاة الشابة العذراء، حتى حدث المحضور حين واقعها وقد أكد لها بأن هذه الطريقة هي الوسيلة المتاحة لمعالجتها وطرد الأرواح من جسدها، أدركت الفتاة المصيبة، وفي المنزل أجهشت بالبكاء وحدثت والدتها بالأمر وسرعان ما انتشر الخبر فاجتمع والد الفتاة وإخوتها وبعض الأقارب من الأسرة على التنكيل بالمعالج وقد تحركت سيارة نقلهم من ريف المحافظة إلى المدينة لملاقاته، لكن الرجل وقع أولاً في قبضة الشرطة التي حالت بهذه الطريقة دون وقوع جريمة قتل، وبدأت تحقق حول القضية التي أرسلت على وجه السرعة إلى النيابة المختصة. قضية كهذه من الصعب أن تُهتك أسرارها، فالقلة من قضايا مماثلة ترتبط بوقائع التحرش هي التي تصل إلى الشرطة والقضاء إذ يبالغ المجتمع في التكتم على هذه الوقائع الدواعي تتعلق بالشرف والسمعة،وعادة ما تلجأ الأسر في حالات كهذه إلى الحلول الخاصة حتى لايظل يلاحقها الانتكاس أو عقدة الانتقاص في العرف خاصة في الريف.. في مديرية شعوب بأمانة العاصمة انهال شاب في ال 30 من العمر ضرباً وركلاً على شاب في ال 23 من العمر يمتلك محلاً للاتصالات على ناحية الشارع الرئيسي، تدخل المارة وقاموا بفض الاشتباك الذي بدأ من الشارع ووصل إلى داخل المحل وأدى إلى تلفيات لأجهزة بمئات آلاف من الريالات، وفي قسم الشرطة حرر بلاغ بالواقعة حيث اتضح بأن الشاب الذي يمتلك محل الاتصالات«المجني عليه» حاول التحرش بإحدى الفتيات وبطريقة وقحة وفجة قبالة المحل وصادف أن مرَّ الشاب الآخر وشاهد هذا الأمر بعينه فلم يتمالك نفسه ودخل في نقاش حاد مع المجني عليه والذي جاء في رده ما دفع ذلك الشاب للانقضاض عليه وضربه بصورة مبرحة وإتلاف أجهزة في المحل، أما الفتاة فقد اختفت من الواقعة دون أن يكون لها أثر!! والحقيقة أن إلصاق تهمة التحرش أو الاعتداء الجنسي هي أسوأ انتقام يمكن أن يوقع بحق إنسان، لآثارها المدمرة الآنية والآجلة، والمسألة لم يخلو حتى المشاهير من طعم مرارتها والاكتواء بها.. وللتذكير كادت إحدى الشابات العاملات في البيت الأبيض أن تقضي تماماً على حياة رئيس أقوى دولة بالعالم وعلى مستقبله السياسية وحياته الزوجية والأسرية في القصة الشهيرة للعلاقة التي غلفت الرئيس الأميركي الأسبق “بيل كلنتون” بالموظفة “مونيكا لونيسكي” بعد أن اتهمته أمام القضاء بالتحرش الجنسي.. وبنفس الطريقة ارتعدت فرائص الإدارة الأمريكية بعد نشر آلاف الوثائق السرية على شبكة المعلومات في سابقة اعتبرت بالقضاء على “السويدي الاسترالي” آسا نج وتوقيع أسوأ انتقام على هذا الرجل الذي نشر تلك الوثائق على موقعه الشهي”ويكليكس” فجاء الانتقام بصورة تهمة ملفقة حول تحرشه بامرأتين ومحاكمته التي شهدها العالم كمسرحية مفضوحة تؤكد بأن حرية الرأي الغربية ماهي إلا محض ادعاء.. وبعيداً عما تشهده دولة نمور كماليزيا من ازدهار اقتصادي وتكنولوجي في الشرق الآسيوي.. لم يشأ رئيس الحكومة أن يترك المجال لخصمه المعارض “أنور إبراهيم” كي يتسنم السلطة دون أن ينتقم منه شر انتقام، ليظهر خصمه المعارض كمتحرش بالأطفال، وهي ذات التهمة التي ذاق مرارتها مدرب كرة قدم برتغالي خلال وجوده بمنطقة الخليج، فغادر ساخطاً إلى بلده التي جاء منها!! وعلى ذكر هذه النوعية من البلايا، ضبطت الشرطة بمنطقة بني الحارض بأمانة العاصمة شاباً في العقد الثاني من العمر اعتدى على طفلة في الخامسة من العمر، وكانت الضحية جاءت إلى منزله بحثاً عن والده الجاني التي لم تكن موجودة وبقية السكان بالمنزل باستثناء ذلك الشاب الذي اعتدى عليها، وعندما تكشف الأمر تم الإبلاغ عن الواقعة التي ظهرت تفاصيلها في أكثر من صحيفة محلية. ووفقاً لعلماء الدين والتربية، والمختصين بعلم النفس، يصنف المتحرش جنسياً بكونه شخصاً مصاباً بمرض نفسي، وانهيار قيمي فلا يتورع عن ممارسة عادته الشاذة الجالبة للمصائب والكدر، وأن أمثاله لا يبرؤون من سقمهم إلا إذا تمت معالجتهم بعلاج روحي يرتكز على الخوف من الله عز وجل ثم الدخول في برنامج نفسي قد يعيدهم إلى جادة الصواب والمسلك السليم.. والحالة المرضية تبدو أشد وأنكى إذا كان المتحرش شخصاً متزوجاً إذ لا تلبي العلاقة الزوجية ما يظنه إشارة لا يحصل عليها إلا بطريقة المعاكسة والتحرش بالنساء في محيط الشارع أو العمل أو حتى عبر الخط الساخن للهواتف المحمولة، وغرف الشات المغلقة! تقدم ثلاثة شبان ببلاغ إلى الشرطة بإحدى مناطق أمانة العاصمة،و في الحيثيات الواردة بالبلاغ اتهامهم لفتاة شابة بسرقة هواتفهم وبعض المقتنيات الالكترونية من مكتب تابع لهم، وبشيء من التحري ثبت أن الفتاة المتهمة بالبلاغ لا تعمل في ذلك المكتب وأن واقعة معاكسة قادتها إلى ذلك المكان لتتمكن من مغافلة أولئك الشباب وتستولي على هواتفهم ومقتنيات أخرى من المكتب قبل أن تتلاشى بلا أثر.. بعد تلك النقطة لم يعد بإمكان الشبان الثلاثة سحب بلاغهم ونسيان واقعة السرقة على وقع ظهور مسألة التحرش والاختلاء المعيبة وهي مشكلة إن تم التركيز عليها فستكون التراكمات الخسائر أكبر من مجرد تعرضهم لواقع السرقة.