لم يجد الحاج عمر مقبول من سكان محافظة الحديدة وتحديداً في حارة الشهداء أية وسيلة سوى بث شكواه إلى وزير العدل من أجل إنصافه وعبر ملحق «الإنسان» كونه غير قادر على أخذ حقه بعد ان استولى عليه من قبل نافذ تبجحه وعنفوانه مستغلاً الحالة المادية الصعبة التي يعيش فيها ..فهو رجل طاعن في السن وأولاده الثلاثة واحد فقط يعمل والآخر مسجون بتهمة قتل.. تعرض منزل الحاج عمر إلى الهدم وضربت النساء وتم إيداعهن السجن لولا تدخل مدير الأمن كما تقول العمة “سلامة” زوجة العم عمر.. وتضيف: لقد كنت أصرخ بأعلى صوتي حين تم أخذي مع بناتي وإلى السجن وبقي هذا البلطجي في البيت يقوم بتخريبه وتدميره وأخذ أوراق البيت وكذلك البصائر والملابس وتؤكد “سلامة” إحنا ساكنين في هذا البيت من أكثر من ثلاثين عاماً وبأسى قالت : ثم ضربوه وهدموا جزءاً كبيراً منه وها نحن نعيش في العراء بعد ان هدم منزلنا.. ونحن نناشد محافظ المحافظة ووزير العدل ووزيرة حقوق الإنسان لإنقاذنا من الواقع الذي نعيشه وإعادة منزلنا إلينا فأنا وبناتي وزوجي الشيخ “الكبير في السن” لا نجد مأوى ومساحة بيتنا وأرضيتنا كبيرة جداً ولكن من يعيد إلينا حقنا. وتواصل العمة سلامة : نحن مظلومون بسبب التخطيط الذي جاء على الشارع وجعل أرضيتنا على ثلث شوارع أي ركنية مما جعلها محط أنظار الناس والطامعين الذين استولوا في البداية على جزء منه، مدعين أننا نبني في الشارع وبعد ذلك تم الهدم وتحويل المواد لهم وأنت تشاهد أمام ناظريك “الخشب والزنج” واقسم بالله العظيم أن هذا الخشب من حقنا تم تخريبه وتدميره ثم نقله إليهم للاستفادة منه.. نحن يا ولدي مظلومون والأكل يأتينا من الناس وما تجود به أنفسهم لأن عائلنا الوحيد ابني في السجن بعد ان اختلقوا له قضية.. وتحكي سلامة القضية بعد عودة ابني من العمل أثناء “المشارعة” ما بيننا وعزمائنا ترصّد له ثمانية شبان وبدأوا بملاحقته حتى وصل إلى جولة الشهداء وهناك نزل عليه الثمانية بالضرب حتى اغشي عليه ثم فجأة قالوا لنا بعد ان عرفنا أنه موجود في السجن انه متهم بجريمة قتل بل أكدوا انه قتل لكن أين القتيل ؟! ولقد حكموا عليه بالإعدام ثم استأنفنا وماتت القضية هناك ولم يعد لها أي ذكر سوى ان ولدي في السجن وأنا اكتوي بلهيب الاشتياق والبعد والحزن عليه..كونه عائلنا الوحيد وبنتي مطلقة مع أولادها عندي وكذلك زوجي في سن متقدم لا يستطيع العمل.. إلى ذلك فإن العم عمر مقبول وهو رجل ثمانيني يقول: إنني من زمن وربما أكثر من أربع سنوات لم أنم الليل بل إنني نسيت كيف ينام الناس الليل وحلاوة النوم واستبدلته بالسهر والسهاد خوفاً على أولادي بعد أن أصبح بيتي دون باب وهدم الحوش وأصبحت عاجزاً عن عمل أي شيء إضافة إلى أنني وحيد وليس لدي أبناء يساعدوني فابني الكبير في السجن على ذمة قضية مختلقة والآخر مجنون في الشوارع ولدي عدد من البنات بحاجة إلى مأكل ومشرب وملابس وأنا هلكت وانتهيت عمري في المحاكم ومن محكمة إلى أخرى. ويضيف الحاج عمر : حين تقدمنا برفع دعوى قضائية ضد غريمنا والمهندس تم قبول الدعوى ولكن بعد جلسة قالوا لي احضر شهودك وبقيت أحضرهم لأربع جلسات متتالية وهم يقولون لي هذه الجلسة القاضي غائب وفي الأخرى يقولون الكاتب غائب وهكذا تم تطفيشي في المحاكم مما اضطرني أخيراً لترك القضية ومغادرة المحكمة مطأطئ الرأس وأخيراً بعد شهور تم الاتصال بي وإبلاغي من المحكمة بأن علي أن أحضر لاستلام الحكم. هكذا بدون حتى الاستماع إلى شهودي وهل عرفوا أبعاد القضية أم أنهم استمعوا إلى طرف. وناشد الحاج عمر الدولة إنصافه والإفراج عن ولده قائلاً: أريد ان أموت وولدي في البيت وأنا راكن عليه بأخوانه وليس لنا إلا الله ثم الدولة.