يواصل سفراء دول مجلس التعاون الخليجي بصنعاء لقاءاتهم مع أطراف العملية السياسية والحزبية في اليمن تنفيذاً لمقررات الإجتماع الإستثنائي لوزراء خارجية مجلس التعاون بشأن إستضافة الرياض لحوار وطني يمني لحل الأزمة الحالية . وقالت مصادر مطلعة ل «26 سبتمبر» أن سفراء الخليج إجتمعوا أمس الأربعاء مع قيادات في اللقاء المشترك ويتم حاليا التواصل مع بقية الأطراف بهدف بلورة أفكار محددة من الجانبين وبالتالي تشكيل الوفود التي ستحضر اجتماعات الحوار الوطني في الرياض والتي من المتوقع أن تكون مختصرة . وأعربت المصادر عن أملها أن تصدق المعارضة النية وتستجيب للتطلعات الوطنية في إجراء حوار جاد ينتشل البلاد من الأزمة الحالية ويجنب اليمن مخاطر الفتن . وكان المجلس الوزاري الخليجي، الذي التأم في العاصمة السعودية الرياض ، الأحد الماضي، كلف سفراء مجلس التعاون، بدء الاتصالات مع الأطراف اليمنية للوصول إلى حل توفيقي بين الرئيس علي عبد الله صالح وأطراف المعارضة ..وكان فخامة الرئيس علي عبدالله صالح استقبل مساء أمس الأول كل من سفير المملكة العربية السعودية بصنعاء على الحمدان وسفير سلطنة عمان عبدالله البادي و سفير دولة قطر جاسم بن عبد العزيز البوعينين, والذين نقلوا للرئيس قرار الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بدعوة الحكومة واحزاب المعارضة للاجتماع في الرياض من اجل إجراء مباحثات تكفل الخروج من الأزمة الراهنة والحفاظ على أمن واستقرار اليمن ووحدته . وقد جدد رئيس الجمهورية ترحيب الجمهورية اليمنية بوساطة الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي وأكد الحرص على الحوار الجاد والبناء لتجاور الأزمة الراهنة وتداعياتها .. مشيراً إلى أن أمن اليمن واستقراره جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار أشقائه في منطقة الخليج والجزيرة العربية . وكان أمين عام الحزب الاشتراكي رئيس مجلس المشترك الأعلى قال أن احزاب المعارضة لم تتلق دعوة رسمية بخصوص الحوار مع الحزب الحاكم، مرجعاً الفصل في الموضوع إلى الشعب والشباب في ساحات الاعتصام. وأوضح الناطق باسم المعارضة محمد قحطان : " نحن مع التفاهمات لنقل السلطة، رحبنا وقلنا سنحضر، ولكن لبحث نقل السلطة فقط" ، مضيفا " البلد لا يحتمل تأخير نقل السلطة، كل يوم يمر تهرق دماء كثيرة". وذكر وزير الخارجية الكويتي أن مجلس التعاون دعا ممثلين عن الحكومة والمعارضة إلى اجتماع في الرياض لمناقشة كيفية الخروج من الأزمة التي تعصف بالبلاد. ودعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون، في ختام اجتماع استثنائي عقد في الرياض، الأطراف اليمنية إلى العودة إلى طاولة الحوار الوطني، في وقت أكدوا فيه احترام دول المجلس خيارات وإرادة الشعب اليمني. وقال الشيخ عبد الله بن زايد، وزير الخارجية الإماراتي، إن دول الخليج قررت البدء باتصالات مع الأطراف اليمنية لإيجاد حل للأزمة التي تعيشها البلاد منذ أكثر من شهر، مؤكدا أن لدى الخليجيين أفكارا سيتم بحثها مع الأطراف اليمنية. من جانبه أوضح الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أن الأمانة العامة للمجلس تابعت ما تناقلته عدد من وسائل الإعلام بشأن وساطة مجلس التعاون في اليمن . وأوضح الزياني أن المجلس حريص على بذل أي جهود تسهم في الحفاظ على أمن اليمن واستقراره وسلمه الأهلي ووحدته الإقليمية، وأن هذه الجهود لن تكون بأي حال من الأحوال بديلة عن ما يراه الشعب اليمني الشقيق بكافة مكوناته. وأشار إلى أن وساطة المجلس تتطلب قبول كافة الأطراف المعنية دون استثناء، مشيراً إلى أن المجلس لا يزال في انتظار موافقة بعضها، قبل تحديد أي موعد للاجتماع لتوفير الأجواء المناسبة للنجاح .