جنّد تنظيم الشباب الصومالي، والذي تعتبره الولاياتالمتحدة تنظيماً إرهابياً، أكثر من 40 أمريكياً خلال الأعوام الماضية، قُتل منهم 15، وذلك بحسب تقرير جديد للجنة الأمن الوطني في مجلس النواب الأمريكي، أكد أن تنظيم الشباب يشكل خطراً على الولاياتالمتحدة، كما قال مدير اللجنة الجمهوري في جلسة الاستماع. وقال مدير اللجنة الجمهوري بيرت كينغ في الجلسة، أمس الأربعاء، إن "تنظيم الشباب يشكل خطراً على الولاياتالمتحدة. لا القاعدة ولا أي من فروعها استطاعت أن تجذب هذا العدد من المسلمين الأمريكيين والغربيين للجهاد". تقرير يدين تنظيم الشباب وأغلب المجندين الذين ضمهم تنظيم الشباب هم صوماليون أمريكيون من ولاية مينيسوتا ذات الجالية الصومالية الكبيرة، كما أن 3 من الأمريكيين الذين انضموا لتنظيم للشباب ارتكبوا عمليات انتحارية، منهم شروى أحمد، الذي قام بعمليته عام 2008 عندما كان في السادسة والعشرين من العمر، وهو يعتبر أول انتحاري أمريكي، وقضيته هي التي نبهت السلطات للظاهرة. والأسبوع الماضي، اعترفَ عمر محمد، وهو صومالي أمريكي، بقيامه بتجنيد أعضاء من الجالية لتنظيم الشباب، واستخدام الأموال التي جمعها من الجالية تحت ستار بناء المساجد ومساعدة المحتاجين، في إرسال الصوماليين الأمريكيين للقتال مع تنظيم الشباب. وأظهر التقرير الأمريكي أيضاً أن المساجد في مينيسوتا أصبحت ملجأ آمناً للمجندين، وتخشى أجهزة الأمن أن يحول الشباب الأمريكيون الذين انضموا للشباب طاقاتهم وتدريبهم وغضبهم ضد الولاياتالمتحدة في المستقبل. وما أثار قلقَ المحققين هو أن عدداً من الصوماليين الأمريكيين الذين انضموا لتنظيم الشباب تعلموا على يد مدربين من كبار تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية. كما كشفت معلومات تم الحصول عليها من مخبأ أسامة بن لادن في باكستان، أنه كان قد شجع تنظيمَ الشباب على مهاجمة الولاياتالمتحدة. انتقادات للتركيز على مناقشة التطرف الإسلامي وقال أندريس فوك، وهو مساعد سابق للنائب العام في ولاية مينيسوتا، "من الصعب مراقبة الصوماليين الأمريكيين الذين يثيرون الشك بعد عودتهم من بلادهم". لكن ممثل الأقلية الديمقراطية بيني تومبسون قال إن "لتنظيم الشباب أقل من ثلاثة آلاف عضو، ولم يهاجم التنظيم الولاياتالمتحدة أو مصالحها في الخارج أبداً"، وعبّر عن استيائه لتركيز اللجنة على الجالية المسلمة فقط في تحقيقاتها. وأكد أن الخطر الاكبر، ليس من تنظيم الشباب، بل من اليمينيين المتطرفين، خاصة في ظل ما حصل الأسبوعَ الماضي عندما قام نرويجي بقتل عشرات المدنيين هناك احتجاجاً على التعددية في بلاده، وذكر القاتل أنديرز بريفيك أنه اعتمد في أفكاره على كتابات أمريكيين يحذرون من الخطر الإسلامي الداخلي. وهذه هي جلسة الاستماع الثالثة التي تنظيمها لجنة الأمن الوطني لدراسة خطر تطرف الجالية المسلمة الأمريكية. ودافع كينغ عن تركيز اللجنة على خطر تجنيد أعضاء الجالية المسلمة، حيث انتقد صحيفة "نيويورك تايمز"، التي كانت قد كتبت أن على كينغ التركيز على تهديدات أخرى، قائلاً: "لو كان لصحيفة نيويورك تايمز أي أمانة فكرية، فإنها ستدرك أن لا معادلة بين خطر مسلح مختل و بين خطر تنظيم القاعدة وفروعها التي تجند الأمريكيين وتقتل الآلاف".