أحال مجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء طلب دولة فلسطين الانضمام للأمم المتحدة، إلى لجنة العضوية التي تبحث انضمام دول جديدة إلى المجلس، على أن تبدأ مناقشاتها حول هذه المسألة يوم الجمعة المقبل. وعقد مجلس الأمن عصر اليوم مناقشات حول الطلب الفلسطيني، وأحال لبنان الذي يترأس حالياً الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي، الطلب الذي تقدّم به الرئيس الفلسطيني محمود عباس لانضمام فلسطين إلى الأممالمتحدة، إلى لجنة العضوية. وفي الاجتماع الذي استغرق اقل من دقيقتين، قرأ رئيس مجلس الأمن الدولي السفير اللبناني في الأممالمتحدة نواف سلام اعلاناً مقتضباً حول نقل الطلب الفلسطيني إلى لجنة الانضمام. ونظراً لعدم اعتراض أي من الدول الأعضاء ال 15 في المجلس، اقر سلام نقل الملف وأعلن عن اجتماع للجنة يوم الجمعة في الساعة 10,00 (16,00 بتوقيت غرينتش). وقال سلام الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الأمن " إذا لم اسمع اقتراحاً مخالفاً، سأرفع طلب انضمام دولة فلسطين إلى لجنة المرشحين إلى العضوية "، وبعدها رفع الجلسة نظراً لعدم اعتراض أي من الأعضاء. وأكد السفير نواف سلام في كلمة له أن هذا الإجراء جاء منسجماً مع الآليات ذات العلاقة بالقضية، كما جاء نتيجة للمادة 59 من الإجراءات المتبعة في الأممالمتحدة. وأضاف " إننا نأمل في أن يتحمل مجلس الأمن الدولي مسؤولياته وأن ينظر إلى الطلب بإيجابية، خصوصاً وأن 139 دولة تعترف بفلسطين حتى الآن، ما يعني أكثر من ثلثي الأعضاء " . من جانبه رحب مندوب فلسطين في الأممالمتحدة السفير رياض منصور بخطوة مجلس الأمن الدولي، وأعرب عن شكره للمجلس على تحركه " الحاسم والواضح " بشأن الطلب الفلسطيني. وقال السفير منصور إن العملية تمضي خطوة خطوة .. معبراً عن أمله في أن يتحمل مجلس الأمن مسؤوليته ويوافق على الطلب. وأكد أن الفلسطينيين يأملون ألا تستغرق العملية وقتاً طويلاً .. مشيراً إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يرغب في انتهاء المراجعة في غضون أسابيع. وكان منصور قد اعتبر في تصريح له أن جلسة اليوم " ستكون مصيرية " .. لافتاً إلى أنه سيتم خلالها حسم المعركة الدبلوماسية الشرسة المتواصلة منذ أيام والتي تقودها الولاياتالمتحدة لإفشال الطلب الفلسطيني. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن منصور قوله تصريح لإذاعة /صوت فلسطين/ بأن " تصويت تسعة أعضاء في مجلس الأمن، غير مضمون حتى اللحظة بالرغم من أن دولهم تعترف بالدولة الفلسطينية " . وأوضح المندوب الفلسطيني أن الاتصالات مستمرة مع جميع الأطراف في مواجهة الضغوط التي تمارسها واشنطن وتل أبيب على الدول الأعضاء في مجلس الأمن. فيما لفت الدبلوماسي بالسفارة الفلسطينية في بروكسيل ماجد بامية إلى أن " نقاشاً حاداً يدور حالياً في البرلمان الأوروبي قد يصدر عنه قراراً يدعم المطلب الفلسطيني". مشيراً إلى تفاوت في مواقف الدول ال 27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وكانت السلطة الوطنية الفلسطينية قامت بخطوة تاريخية بطلب الحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين ليدخل مجلس الأمن بمناقشة الطلب الذي تعهدت الولاياتالمتحدة مبكراً، بإجهاضه باستخدام حق النقض /الفيتو/ . وعند تقديم الطلب الفلسطيني، قال سلام، إنه قام بتعميم رسالة على جميع الأعضاء ال 15 في المجلس، تتضمن الطلب الذي قدمه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون نهاية الأسبوع الماضي. وأعلن الرئيس عباس في خطابه أمام اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة، تقدمه بطلب نيل العضوية الكاملة لدولة فلسطين في المنظمة الأممية، في خطوة نالت ترحيباً كبيراً من الأغلبية الساحقة في الاجتماع. إلا أن الخطوة الفلسطينية أثارت اعتراضاً واسعاً لدى الجانب الإسرائيلي، والذي زعم بأنها تشمل التفافاً على اتفاق سلام يجب أن يتوصل إليه الجانبان أولاً من خلال مفاوضات مباشرة بينهما. ويأتي هذا التطور المتوقع بعد نحو 24 ساعة على إقرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي لخطة استيطانية جديدة تتضمن بناء 1100 وحدة استيطانية في القدس الشرقية المحتلة. وقد أثار القرار الإسرائيلي إدانات دولية ومحلية، خاصة وأنه يأتي بعد أيام قليلة على قرار اللجنة الرباعية الدولية الخاصة بالشرق الأوسط الداعي للعودة للمفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ما اعتبر بأنه صفعة للجهود الدولية.