منتخب اليمن للناشئين يفتتح مشواره الخليجي أمام قطر في الدوحة    المنتصر يبارك تتويج شعب حضرموت بكأس الجمهورية لكرة السلة    صنعاء.. البنك المركزي يعيد التعامل مع شبكة تحويل أموال وكيانين مصرفيين    السعودية تعلن عن دعم اقتصادي تنموي لليمن    عطوان يصف تهديدات كاتس بالهذيان! ويتحدا ارسال دبابة واحدة الى صنعاء؟    شرطة تعز تعلن القبض على ثلاثة متورطين في جريمة اغتيال أفتهان المشهري    تنفيذية انتقالي كرش تناقش الأوضاع المعيشية والأمنية بالمديرية    مساء الغد.. المنتخب الوطني للناشئين يواجه قطر في كأس الخليج    صلاح يتقدم على سلم ترتيب أفضل صانعي الأهداف في تاريخ البريميرليغ    شباب المعافر سطروا تاريخهم بقلم من ذهب..    مستشفى الثورة في الحديدة يدشن مخيماً طبياً مجانياً للأطفال    توزيع 25 ألف وجبة غذائية للفقراء في مديرية الوحدة    تعز بين الدم والقمامة.. غضب شعبي يتصاعد ضد "العليمي"    انتقالي العاصمة عدن ينظم ورشة عمل عن مهارات الخدمة الاجتماعية والصحية بالمدارس    على خلفية إضراب عمّال النظافة وهطول الأمطار.. شوارع تعز تتحول إلى مستنقعات ومخاوف من تفشّي الأوبئة    على خلفية إضراب عمّال النظافة وهطول الأمطار.. شوارع تعز تتحول إلى مستنقعات ومخاوف من تفشّي الأوبئة    ضرورة مناصفة الانتقالي في اللجنة القانونية: لتأمين حقوق الجنوب    رئيس الإصلاح: لمسنا في تهاني ذكرى التأسيس دفء العلاقة مع القوى الوطنية    عبدالله العليمي: الدعم السعودي الجديد للاقتصاد اليمني امتداد لمواقف المملكة الأصيلة    عرض كشفي مهيب في صنعاء بثورة 21 سبتمبر    فعالية لأمن محافظة ذمار بالعيد أل11 لثورة 21 من سبتمبر    "العفو الدولية": "الفيتو" الأمريكي السادس ضد غزة ضوء أخضر لاستمرار الإبادة    قذائف مبابي وميليتاو تعبر بريال مدريد فخ إسبانيول    تعز.. خسائر فادحة يتسبب بها حريق الحوبان    الشيخ عبدالملك داوود.. سيرة حب ومسيرة عطاء    بمشاركة 46 دار للنشر ومكتبة.. انطلاق فعاليات معرض شبوة للكتاب 2025    الأرصاد يتوقع هطول أمطار رعدية على أجزاء من 6 محافظات    وزير الخدمة يرأس اجتماعا للجان دمج وتحديث الهياكل التنظيمية لوحدات الخدمة العامة    هولوكست القرن 21    وفاة 4 من أسرة واحدة في حادث مروع بالجوف    0محمد اليدومي والإصلاح.. الوجه اليمني لانتهازية الإخوان    بورصة مسقط تستأنف صعودها    البنك المركزي يوجه بتجميد حسابات منظمات المجتمع المدني وإيقاف فتح حسابات جديدة    إب.. وفاة طفلين وإصابة 8 آخرين اختناقا جراء استنشاقهم أول أكسيد الكربون    وكالة تكشف عن توجه ترامب لإصدار مرسوم يرفع رسوم تأشيرة العمل إلى الولايات المتحدة    الصحفي الذي يعرف كل شيء    بسبب الفوضى: تهريب نفط حضرموت إلى المهرة    البرازيل تنضم لدعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام العدل الدولية    قلت ما يجب أن يقال    الرشيد يصل نهائي بيسان ، بعد الفوز على الاهلي بهدف نظيف، وسط زخم جماهيري وحضور شعبي الاول من نوعة منذ انطلاق البطولة    بن حبريش: نصف أمّي يحصل على بكلاريوس شريعة وقانون    المركز الثقافي بالقاهرة يشهد توقيع " التعايش الإنساني ..الواقع والمأمون"    أين ذهبت السيولة إذا لم تصل الى الشعب    الربيزي يُعزي في وفاة المناضل أديب العيسي    محافظة الجوف: نهضة زراعية غير مسبوقة بفضل ثورة ال 21 من سبتمبر    الكوليرا تفتك ب2500 شخصًا في السودان    الصمت شراكة في إثم الدم    الفرار من الحرية الى الحرية    ثورة 26 سبتمبر: ملاذٌ للهوية وهُويةٌ للملاذ..!!    الهيئة العامة للآثار تنشر القائمة (28) بالآثار اليمنية المنهوبة    نائب وزير الإعلام يطّلع على أنشطة مكتبي السياحة والثقافة بالعاصمة عدن    موت يا حمار    العرب أمة بلا روح العروبة: صناعة الحاكم الغريب    خواطر سرية..( الحبر الأحمر )    اكتشاف نقطة ضعف جديدة في الخلايا السرطانية    في محراب النفس المترعة..    بدء أعمال المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم في صنعاء    العليمي وشرعية الأعمى في بيت من لحم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس الدائرة السياسية بمجلس التضامن الوطني الشيخ/ عبدالله عبدالوهاب ل الجمهورية:
القبيلة لن تكون حجر عثرة أمام الدولة المدنية الحديثة
نشر في الجمهورية يوم 08 - 02 - 2012

أوضح الشيخ عبدالله عبدالوهاب القاضي أحد مشائخ قبيلة خولان ورئيس الدائرة السياسية بمجلس التضامن الوطني بأن القبيلة لعبت دوراً محورياً في الثورة الشبابية وفي دعم الشباب في مختلف ساحات التغيير.. وقال في حوار مع الجمهورية بأن القبيلة اليوم تغيرت وأصبح لها مصالح وليست محصورة في منطقة جغرافية كما كانت سابقاً، لهذا لا خوف من القبيلة أمام الدولة المدنية الحديثة دولة النظام والقانون.
مرحلة مخاض عسير
^^.. بداية حبذا لو تحدثنا عن المشهد العام الذي تعيشه اليمن حالياً؟
بداية نرحب بكم وبصحيفة الجمهورية أما بالنسبة لما يعيشه الشعب اليمني بشكل عام نعتبرها مرحلة مخاض عسير لمولود جديد؛ لهذا مع استمرارية الثورة من بداية شهر يناير من العام الماضي وحتى اليوم، عاش الشعب اليمني مع التفاعل الثوري ومع المتناقضات على مستوى الساحة اليمنية بشكل عام، وأثبت الشعب اليمني للعالم بأنه شعب حضاري فكراً وسلوكاً وذلك من خلال تعاطيهم مع الفعل الثوري في مختلف الساحات الثورية في اليمن وتبلور من ذلك أن كل الفصائل عرفت الآخر من خلال النقاشات الجدية ومن خلال المحاضرات التي كانت تدار في الساحات كل ذلك تقريباً خلق وعيا جديدا لدى المجتمع نتمنى أن تكون مرتكزات ومخرجات هذا الوعي الجديد هي أسس المستقبل ليمن جديد اليمن الذي يحلم به كل مواطن يمني.
دور القبيلة
^^..كيف تنظرون إلى دور القبيلة مما يجري من أحداث في اليمن؟
لا يخفى على أحد أن القبيلة اليمنية كانت حاضرة منذ اللحظة الأولى لثورة الشباب، وحصل تصالح وتسامح فيما بين القبائل وكانوا من طليعة من تواجد في ساحات التغيير في مختلف المحافظات اليمنية وأعتقد أن شباب القبيلة اليمنية استطاعوا أن يمثلوا القبيلة خير تمثيل في هذه الساحات، هذا على مستوى الساحات، أما على مستوى العملية السياسية بشكل عام فقد كانت القبيلة مكونا رئيسيا من مكونات الثورة الشبابية، وأيضاً رديفا داعما للثورة، كما استطاعت أن تتخلص مما كان يريد لها البعض أن تقف حجر عثرة أمام الثورة الشبابية.
ولهذا نحن فخورون بدور القبيلة في وقوفها مع ثورة الشباب، ونأمل أن ينصف الكتاب والباحثون القبيلة فيما قدمته من دور كبير وداعم لهذه الثورة، خاصة أنها أضعفت النظام وبالتالي عدم تهور النظام في اتخاذ مواقف جريئة نحو الثورة، كما أن شهداء القبيلة الذين سقطوا هم في طليعة شهداء الثورة الشبابية، وما حدث في نهم وأرحب خير دليل أن هذه المناطق مستهدفة من قبل النظام.
المواجهة المسلحة
^^.. لكن تحول القبيلة إلى المواجهة المسلحة مع النظام خاصة في هذه المناطق التي ذكرتها كأرحب ونهم وأيضاً في الحصبة أساءت للثورة الشبابية حسب رأي الكثير من المتابعين، وكادت اليمن أن تنزلق إلى مربع العنف والانهيار الكامل واللادولة بسبب القبيلة!
أعتقد أن هذا الطرح هو من جانب النظام أو من قبل أشخاص لا يعلمون بحقيقة ما جرى في الحصبة أو أرحب أو نهم؛لأن القبائل في هذه المناطق كانوا في حالة دفاعية عن أنفسهم، ولولا وقوفهم بحزم لكان النظام اتخذ مواقف ضدهم أشد مما كان، لهذا من يقول إنهم بدفاعهم عن أنفسهم أساءوا للثورة أعتقد أن من يطرح مثل هذا الطرح أنه لم يواكب الأحداث بشكل دقيق لهذا أعتقد أن ما جرى من جانب القبائل كان دفاعاً عن الثورة؛ لأن النظام كان يريد أن يذل الثورة بإسكات أولاد الشيخ الأحمر لكنه لقي مواجهة مستميتة من قبل القبائل.
معسكرات أرحب ونهم
^^.. لو تحدثنا عن المعسكرات الموجودة مثلاً في أرحب وفي نهم هذه المعسكرات كانت موجودة من سنوات في هذه المناطق ولم يحدث أن اعتدت على أحد فكيف يدافع القبائل عن أنفسهم منها ولم يحدث منها أي اعتداء، بل القبائل هي من هاجمت المعسكرات كما يقول البعض؟
نعم المعسكرات كانت موجودة من سابق في هذه المناطق والسابق كان له وضع مختلف عن اليوم، كان هناك أقسام شرطة في الحصبة، وزارة الداخلية، وشرطة النجدة، كل هذه موجودة في الحصبة من سابق ولم يؤذها أحد أو يتطرق لها، لكن عندما بدأت الثورة واستشفت القبائل بأن لدى السلطة حديثا نحو عسكرة الثورة عملت القبائل على إيجاد عوائق وموانع من دخول المعسكرات إلى المدن، ونعتقد أننا أوقفنا هاجس عسكرة الثورة بمنع هذه المعسكرات من دخولها إلى المدن وهذا ما اتخذته القبائل وعندما اتخذت هذه الخطوات المانعة لدخول الجيش إلى المدن.
وقعت تصرفات أدت إلى اشتباكات محدودة بين القبائل وهذه المعسكرات؛ لأننا نؤمن بأن هذه المعسكرات هي ملك للشعب اليمني وأنها حرس جمهوري، وليس لمسئولين معينين؛ لهذا وقفت القبائل ومنعت استخدام الجيش استخداماً سيئاً لا يليق بسمعة الجيش اليمني؛ لهذا القبيلة من وجهة نظري ساهمت بشكل كبير في تحييد الجيش نحو عسكرة الثورة.
^^.. الكثير من الناس متخوفون من وقوع حرب أهلية في اليمن أو بالأصح هناك خوف من تشظي البلاد خاصة أن هناك من يدعو للانفصال وفي الشمال لم تتضح الرؤية بعد عن توجه الحوثيين كيف تنظر إلى هذا التخوف الذي لدى البعض؟
أنا في مقابلة صحيفة سابقة طالبت من اللقاء المشترك أن لا يحاول إنقاذ النظام، وما حدث من تفاعل ثوري في الساحة كان كفيلا بإسقاط النظام، وبعد جمعة الكرامة كان النظام يبحث له عن مخرج، وانتقال الثورة من مرحلة التفاعل الثوري والحسم الثوري إلى مرحلة المخرج السياسي يعتبر تهذيبا للثورة وليس عجزاً لها، وكان الشباب في الساحات يستطيعون الحسم الثوري، لكنهم كانوا يرون أن أحزاب اللقاء المشترك الحامل السياسي.
العمل السياسي جنب اليمن الخراب
^^.. لكن الملاحظ أن شباب الساحات على مدى عام كامل تقريباً لم يستطيعوا الحسم الثوري، وكان الحل السياسي هو المخرج المنطقي لما تعيشه اليمن؟
شباب الثورة كما ذكرت لكم جعلوا اللقاء المشترك الحامل السياسي للثورة الشبابية، وحقيقة العمل السياسي جنب اليمن الخراب والدمار والضحايا والدماء، لكنه في المقابل أطال الفترة الزمنية للحسم الثوري، أيضاً بعض البنود الموجودة في المبادرة الخليجية أوجدت هو ما بين اللقاء المشترك والشعب اليمني؛ لأن المبادرة لم تعبر عن إرادة ساحات الحرية، وإنما عبرت في مجملها عن الإرادة السياسية.
المشترك والشباب
^^.. اللقاء المشترك كان مضطراً للدخول في التفاوض السياسي؟
أنا لا أرى الفصل بين الثورة وبين المشترك، ولكن المشترك لم يستطع إدارة الثورة ونحن طرحنا هذه الملاحظات في حينها، الثورة والمشترك كانا في أوج قوتهما ومع ذلك وافق المشترك ببنود في المبادرة سوف يعاني منها مستقبلاً سيعاني منها المشترك واليمن بشكل عام ومع ذلك نقول بأن اللقاء المشترك أدى دوره، ولكن نطلب منه اليوم أن يسحب يده من تحريك الساحات ويجعل الساحات تخط مستقبلها ويتعود الشباب على العمل السياسي.
^^..هناك من يقول بأن اللقاء المشترك استغل شباب الساحات لمصالحه الحزبية؟
عندما نناقش هذه القضية بأمانة ومصداقية نتساءل من هم شباب الساحات؟ نلاحظ ياأخي أن حوالي 80 % من شباب الساحات هم من الأحزاب والثورة لم تحظ بالتفاف شعبي واسع كما حظيت به الثورة المصرية أو التونسية، حيث إن من صمد في الساحات هم المؤطرون حزبياً، ولكن صانع القرار السياسي للمشترك أو للثورة أراد الفصل لكي يتجنب بعض الضغوط ويحرك الشباب كورقة ضغط عندما تمارس عليه ضغوط في العملية السياسية؛ لذلك اللقاء المشترك استخدم الشباب كورقة لتعزيز قوته أثناء الحوار السياسي الذي حدث؛ لذلك من يسعى الفصل بين الشباب واللقاء المشترك غير دقيق في هذا.
إجماع على إسقاط النظام
^^.. في رأيكم هل تستطيع حكومة الوفاق مواجهة التحديات خاصة حل مشاكل الحراك والحوثيين؟
ما نحب أن نتساءل عنه هو هل ستثمر شراكة التغيير إلى شراكة التعمير.. الخصوصية موجودة لدى كل حزب سياسي وهناك إجماع على إسقاط النظام السابق ووضع الأسس أو الملامح العامة التي بموجبها ستحكم اليمن مستقبلاً، الحراك والحوثيون كما نلاحظ لم يشاركوا في العملية السياسية أو في الحوار الذي تم بين اللقاء المشترك والنظام والذي نتج عنه المبادرة الخليجية ولديهم قضايا يطرحونها ومعهم الحق في بعض هذه القضايا، وهناك شطحات في بعض القضايا التي تطرح.
عبء ثقيل
^^.. إذاً هل في رأيكم ستكون هناك شراكة سياسية لانتشال اليمن من الوضع الحالي؟
كما يلاحظ الجميع التركة الموروثة تشكل عبئا ثقيلا على كاهل اليمن، والقضايا التي نقف أمامها أكبر من أحزاب اللقاء المشترك، وأكبر من مختلف القوى السياسية الموجودة على الساحة الوطنية.
لهذا لابد من اصطفاف وطني شامل، تكون غايته وضع الملامح العامة لكيفية مستقبل اليمن ووضع حلول جذرية للمشكلة الجنوبية والمشكلة الموجودة في صعدة، ووضع التصورات العملية والعلمية للمشكلة الاقتصادية التي بالتأكيد لا تقل أهمية عن القضيتين المطروحتين قضية الجنوب وقضية صعدة؛ ولهذا يجب أن يكون هناك اصطفاف وطني شامل لمعالجة هذه القضايا التي ستحدد مستقبل اليمن بشكل عام, وعلى الإخوة في حكومة الوفاق أن يعطوا إشارات تطمئن الآخرين بأنه سيكون هناك معالجات جادة لمختلف القضايا الموجودة وأنه سيكون هناك تعاون مع الجميع وأنه لن يكون هناك إقصاء لأحد، كما أن العملية السياسية التي تمر بها اليمن اليوم هي ذات مرحلتين المرحلة الأولى تشكيل حكومة الوفاق وانتخاب رئيس جديد للبلاد والمرحلة الثانية وهي المرحلة الأهم من وجهة نظري؛ لأنها مرحلة الحوار الوطني الشامل وتحديد شكل النظام السياسي لليمن ومعالجة القضايا التي ذكرتها سابقاً.
لا خوف على مستقبل اليمن
^^..ما تقييمكم لمدى نجاح اليمن في تخطي هاتين المرحلتين في ظل التباينات الموجودة على الساحة؟
الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، هذه التباينات إذا كانت حدودها هي للمصلحة العليا للبلد فلا خوف منها، أما إذا كانت حدودها هي لمصالح الفرقاء ورسم سياسات تفصل على مقاسات معينة في هذه الحالة هو ما يثير الخوف على البلد.
ممارسة القبيلة للسياسة
^^..نعود للقبيلة، هل ستمارس القبيلة في المستقبل العمل السياسي؟
القبيلة ياأخي هي تمارس العمل السياسي من قبل عام 1944م، القبيلة ليست بعيدة عن السياسة وتلعب دورا مهما في هذا الجانب.
^^.. لكن ما نلاحظه هو أن القبيلة تمارس العمل السياسي من خلال الشيخ، بمعنى الشيخ دخل المؤتمر الشعبي العام الرعية كلهم بعد الشيخ يدخلون المؤتمر، دخل الشيخ الإصلاح يدخلون بعده حزب الإصلاح وهكذا؟
لا لا هذه المعادلة اليوم تغيرت حالياً لدينا جيل يحمل مؤهلات وشهادات عليا وكل له قناعاته، فيجب أن نفرق بين واجبات الفرد نحو القبيلة وواجبات القبيلة نحو المجتمع أيضاً يجب أن نفرق بين التزامات الفرد نحو قبيلته والتزاماته الحزبية؛ ولهذا أعتقد أن القبيلة الآن أصبحت جزءا أساسيا من العملية السياسية، وهناك محاولات حثيثة وجادة لإدماج القبيلة مع منظمات المجتمع المدني، أيضاً لدينا دراسة وأنا واحد ممن يعمل على إعداد هذه الدراسة “كيفية تغيير وظيفة هذه القبيلة” حيث بنيت القبيلة أساساً للحرب سواءً كانت دفاعية أو هجومية، واليوم تعمل على إعادة صياغة وظيفة القبيلة بحيث يكون دورها تنمويا.
القبيلة والدولة المدنية
^^.. إذاً نفهم من كلامك بأن القبيلة اليوم سوف تساهم بشكل جدي في بناء الدولة المدنية الحديثة، دولة النظام والقانون؟
القبيلة على مر التاريخ هي صمام الأمان للبلد عندما تنعدم الدولة أو بالأصح عندما تضعف الدولة تظهر القبيلة للقيام بواجبها في حفظ الأمن، واليوم ليس من دور أو واجب القبيلة صنع الحاكم، بمفردها لن تستطيع، ولا نريد من الآخرين أن يعملوا على إقصاء القبيلة من دورها.
إضعاف الدولة
^^.. البعض يرى أن القبيلة لعبت دورا كبيرا في إضعاف الدولة؟
القبيلة ليست فوضى؛ لأن القبيلة وجدت قبل وجود القوانين التي تنظم المجتمع، القبيلة لديها قوانين جميع أفراد القبيلة ينضبط بهذه القوانين أو الأعراف؛ ولهذا وجود قوانين الدولة ليس غريباً على أفراد القبيلة؛ لأنهم أكثر الناس التزاماً بها، ولكن في وجود العدل، فالقبيلة ليست حجر عثرة أمام أي مشروع نهضوي في البلد ومن يقول عكس ذلك عليهم أن يأتوا لنتناقش وليطرحوا ماعندهم؛ لأن مشكلة بعض المثقفين أنهم يتحدثون عن القبيلة فيما قبل الستينيات، أيضاً يعرفون القبيلة من أفواه المثقفين ومن أفواه السياسيين، سابقاً كان السياسيون يعتمدون على القبيلة في الحماية، الآن القبيلة في صلب صنع القرار السياسي سواءً للأحزاب أو غيرها من التنظيمات.
الثور والقانون
^^.. لكن ما هو حاصل اليوم هو أن العرف والثور هو الحاضر والقانون هو الغائب، عند حدوث أي شيء دائماً ما يلجأ الناس إلى الشيخ والقبيلة لحل المشاكل وليس إلى الدولة وإلى أقسام الشرطة؟
انظر كما ذكرت بأن القبائل هم الأكثر استجابة للقانون؛ لأنهم من القبيلة التي بها قوانين قبل وجود قوانين الدولة، أيضاً مصالح القبائل توسعت، وليست محصورة اليوم في منطقة جغرافية معينة كما كانت من سابق.. القبيلي أصبح اليوم يمارس التجارة ويقبل على التعليم ويمارس العمل السياسي، وما إلى ذلك من الأعمال المدنية؛ لهذا لا خوف من القبيلة أمام الدولة المدنية ولن تكون القبيلة حجر عثرة أمام القوانين المنظمة لشئون الدولة ومصالح المجتمع.
حماية القبيلة من القاعدة
^^.. لماذا لا تعمل القبيلة على حماية أفرادها من الانضمام للقاعدة؟
عندما نتتبع قيادات القاعدة سنجد أنهم ليسوا من القبائل، أيضاً ما حصل من اختطافات وتقطعات لم تكن أعمالا إرهابية وإنما أعمالا ذات مطالب حقوقية، كما أنه لايزال هناك شك لدى العديد من المهتمين بشئون القاعدة في اليمن؛ لأنه من الملاحظ أن هناك قاعدة حقيقية ذات انتماء حقيقي أيديولوجي، وهناك قاعدة مفتعلة من النظام وهذا ما تم طرحه من كل فرقاء العملية السياسية، وحتى الجانب الإقليمي والدولي يتفهم هذا الأمر، لكن إذا أردنا أن نقصي القاعدة من أي تربة خصبة لتواجدها أو للاستقطاب إليها فعلينا أن نحارب الجهل وأن نحارب الثأر وأن نحارب الفقر وأن يندمج أفراد القبيلة في التعليم وفي العمل الحكومي بشكل ينصفهم من الحرمان الذي مروا به خلال العقود الماضية، وأيضاً من خلال البنية التحتية التي تمكنهم من تغيير واقعهم الاقتصادي والمعيشي؛ لأن الخطر اليوم هو أن يمارس القبائل الإرهاب ضد بعضهم البعض بسبب الثأر الموجود لذلك على الدولة العمل بكل جدية لمعالجة هذه الإشكاليات الموجودة، وبالتالي لن يكون للقاعدة أي تواجد.
القضية الجنوبية
^^.. أنتم كأحد مشايخ القبائل كيف تنظرون إلى معالجة القضية الجنوبية، خاصة أنه هناك من ينادي بالفيدرالية بين الجنوب والشمال وهذا الحل لاقى ترحيباً واسعاً لدى العديد من السياسيين وهناك من يدعو للانفصال، كيف تنظرون إلى ذلك؟
بالنسبة للقضية الجنوبية من الملاحظ أنه مورست ضد المواطنين في المحافظات الجنوبية العديد من الممارسات والسلوكيات السيئة التي جعلتهم يحملون دولة الوحدة مختلف هذه السلوكيات الخاطئة، هم وحدويون أكثر منا وسعوا إلى الوحدة والعيب ليس في الوحدة وإنما فيمن أدار دولة الوحدة؛ لأن الممارسات الخاطئة هي من أوجدت انفصالا في النفوس، وحالياً جيل الوحدة جيل عام 1990م هو أكثر المعارضين للوحدة؛ لهذا علينا عند تعاطينا لهذه القضية أن نكون منصفين في بحثها ومعالجتها إذا كنا حريصين فعلاً على الوحدة اليمنية المباركة، وعلى الإخوة المواطنين في المحافظات الجنوبية أن يوجدوا حاملا سياسيا للقضية الجنوبية بحيث يتم مناقشتها في الحوار الوطني الشامل، وإذا رأى السياسيون بعد دراسة القضية دراسة عميقة وشاملة أن الفيدرالية هي الحل الأنسب لن يكون هناك أي مانع لدى مختلف اليمنيين؛ لأن المواطن اليمني في الشمال أو الجنوب يريد وحدة تحافظ على اليمن وعلى مصالح كل اليمنيين.
أما الوحدة بالقوة أو بالاحتواء فلن تكون هناك وحدة حقيقية؛ وإنما ستزداد الإشكاليات والتعقيدات في الحاضر وفي المستقبل؛ لهذا يجب طرح هذه القضية على طاولة الحوار، وأن لا نفزع من نتائج هذا الحوار، وأن لا نكون هلاميين في حبنا للوحدة بالعواطف، الوحدة يجب أن تحقق مصالح الناس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.