طالبت الدكتورة وزيرحقوق الإنسان هدي ألبان بوضع سياسات وبرامج لحماية الأطفال من العنف العائلي و المدرسي والمجتمعي ، وتضمين الأهداف التعليمية القيم و المبادئ الإيجابية الناهضة بالطفل حقا وواجبا كماطالبت الجهات المعنية بالحكومة و المنظمات غير الحكومية مراجعة الخطط والأهداف المتصلة بالطفولة و تنفيذها على أرض الواقع . وأكدت في كلمتها التي ألقاها نيابة عنها وكيل الوزارة علي تيسير في جلسة افتتاح ورشة العمل الخاصة بمصلحة الطفل الفضلى من منظور إسلامي على اهمية العمل بصفة دائمة على جعل إدارة النظام في المدارس تتفق مع كرامة الطفل و تعزز شعوره بقيمته الشخصية وتهيئته لتحمل المسؤولية والارتقاء بالفضاء المدرسي وجعله أداة لنشر قيم التسامح وثقافة حقوق الطفل ، بالإضافة إلى تأهيل المعلمين تاهيلا مستمرا و استخدام الوسائل التربوية الحديثة المبتكرة ، إلى جانب حظر كل ضروب العنف في المدارس مهما كان مصدره بما في ذلك العقاب المهين . وأشارت إلى أهمية توسيع دائرة الشركاء واكتساب شركاء جدد من الأطراف المعنية بقضايا الطفولة وتطوير أسس التعاون والتنسيق فيما بينها ، لتطوير أطر العمل و إقرار الأولويات للنهوض بالطفولة وسط التحديدات التي تواجهها . وتطرقت في كلمتها إلى اهتمام الإسلام منذ أكثر من ألف و أربعمائة سنة بحقوق الإنسان بشكل عام كنظام شرعي و فلسفي موليا اهتماما خاصا بالطفولة وانتشاله من هاوية الجهل و الصراعات والتخلف . وقالت:"لقد تعددت مفاهيم الإساءة للطفل اليوم ولم يقتصر مفهومها على متلازمة الطفل المهشم بسبب الإساءة إليه جسديا و جنسيا حيث أصبح هناك اهتمام دولي متزايد بآليات الحماية و الوقاية من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الإساءة كما تزايدت الدراسات الميدانية و أشكال التدخل المبكر لتشمل أبعاد العلاقة بين الأطفال و الكبار التي تحتوي على عناصر الإهمال البدني و العاطفي و فشل النمو لأسباب نفسية واستخدام الأطفال بشكل ضار في أعمال تقتصر على الكبار" . وأضافت:"قد آن وقت تعظيم وتوسيع المفهوم الدفاعي لمنظمات المجتمع المدني العاملة في مجال الطفولة بشكل خاص وفي مجال حقوق الإنسان بشكل عام وتحديدا عند العمل مع قضايا ومشكلات حادة كأطفال الشوارع والأطفال الفقراء والأطفال الاحداث والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها وعلى هذه المنظمات والآليات المؤسسية المهتمة بواقع الأطفال ومستقبلهم النهوض بثقافة حقوق الطفل ونشرها وتنميتها . كما ألقيت كلمتان من قبل الدكتورة نفيسة الجائفي الأمين العام للمجلس العلي للأمومة والطفولة والدكتور وليد البشير ممثل المنظمة السويدية لرعاية الأطفال ركزت في مجملها على أهمية تنشئة الطفل فكريا ونفسيا واجتماعيا والتأكيد على حقه في التعليم وتكوين المهارات ووجود بيئة اجتماعية متكاملة . وأشارت إلى الاهتمام العالمي المتزايد بموضوع حقوق الإنسان وكذا التفات المفكرين الدارسين لتتبع جذور هذا الموضوع وامتداد مفاهيمه من الثقافات الإنسانية المختلفة .واستعرضوا تفاقية حقوق الطفل التي ارتكزت على مبادئ أساسية منها البقاء و الحماية والنماء والمشاركة وحرية الرأي مع مراعة مصلحتة الفضلى . هذا و يناقش المشاركين من ممثلي الجهات المعنية بحقوق الطفل بشكل خاص وحقوق الإنسان بشكل عام خلال يومين في هذه الورشة التي نظمتها وزارة حقوق الإنسان بالتعاون والتنسيق مع المنظمة السويدية "رادابرنان" من خلال الأوراق التي ستقدم خلال الورشة عددا من القضايا المتعلقة بحقوق الأطفال وحمايتهم و إيجاد البرامج والسبل الكفيلة لتوفير البيئة المناسبة لحياة كريمة .