الحديث عن خيار بقاء أم إنهاء ساحات الحرية والتغيير في جميع محافظات الجمهورية مازال مثار جدل حول مدى بقائها من عدمه، خصوصاً بعد أن تشارك الأصدقاء والخصوم في تقاسم الكعكة، وبعد أن انتقلت السلطة العليا في الدولة من الرئيس السابق علي عبدالله صالح إلى الرئيس التوافقي عبدربه منصور هادي في ال21من فبراير الماضي، مع وجود الكثير من العوائق والمنغصات حتى اللحظة تعترض سير العملية السياسية برمتها.. مركز الإعلام الثقافي “CMC” الذي ترأسه الزميلة وداد البدوي نظم الخميس الماضي ورشة عمل نقاشية في فندق تاج سبأ بصنعاء حول هذا الموضوع بعنوان “مستقبل الساحات بعد انتخابات 21فبراير” شارك فيها نخبة من الأكاديميين والمثقفين وشباب من ساحات الحرية والتغيير في صنعاء وعدن وتعز وخرجت الورشة بتوصيات أكدت في مجملها ضرورة بقاء الساحات كضمانة لتحقيق أهداف الثورة.. الجمهورية التقت على هامش الورشة بعدد من المشاركين وخرجت بالحصيلة التالية: الدكتور. فؤاد الصلاحي أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء يقول: كانت الساحات ولاتزال قاعدة اجتماعية واسعة المدى تتكئ عليها القيادات الحزبية في مسارها السياسي والتفاوضي الذي انحرف بالثورة عن نقطة توقفها النهائية المعلنة وهي نقطة تحقق أهدافها وهو الأمر الذي أفرغ الساحات من مضمونها ودلالاتها في أكثر من 27ساحة وهو أمر غير مسبوق في تاريخ اليمن لم تستفد منه الأحزاب ولا الشباب في بلوغ الأهداف والغايات النهائية للمسار الثوري، ومن ثم فإن الساحات قبل توقيع المبادرة الخليجية شكلت عنواناً للثورة ومسارها التغييري وفضاء للاصطفاف المجتمعي، بل واصطفافا للقوى التحديثية ذات المصلحة في الدولة المدنية والتغيير السياسي. هنا في هذا الفعل اكتشف اليمنيون الساحات ودلالاتها من خلال ما شاهدوه في تونس ومصر وتجلت أصواتهم تردد شعاراً “الشعب يريد إسقاط النظام”.. الساحات يجب النظر إليها من منظور سوسيوسياسي باعتبارها ورشة تدريب ثقافي وسياسي لكل من دخل إليها بهدف التغيير؛ ولأنها شكلت أيضاً فضاءً مدنياً في إطاره تكونت تكتلات وروابط ومجموعات وهيئات مدنية لا حصر لها، وفي الساحات اعتمدت القبائل سلوكاً مدنياً في ملامحه العامة من خلال إلغاء مؤقت لحمل السلاح واستخدامه ومن خلال تقبل مؤقت لوجود المرأة والاستماع إلى صوتها والإعجاب بحركتها في كل مسيرة. مزيداً من التفاصيل الصفحة اكروبات