لم يكن في ظنهم بأن اللغم سوى لعبة، كغيرهم من أطفال العالم من حقهم أن يلعبوا ، غير أن الحقيقة “جريمة تتجدد ضد الطفولة “ التي مارستها الأيادي الآثمة في منطقة عاهم بمحافظة حجة.. يروي لنا تفاصيل الجريمة الشيخ يحيى السعيد – أحد وجهاء المنطقة- فيقول (الطفلين الأخوين ، رهف العمري 5 سنوات ، والطفل مشتاق العمري 4 سنوات) بقرية “بني العُمري” كانا يلعبان بجوار منزلهما فوجدا كيساً كان اللغم بداخله ، فأخذاه إلى المنزل وبعد أن فتحوه بدءا يعبثان باللغم ، لينفجر فيهما ، فارق الحياة على إثر ذلك الطفل مشتاق ، فيما لاتزال أخته رهف مثخنة بجروحها. “رهف، وأخوها مشتاق” سجلا في تأريخ البشرية اليوم كلمات الاحتقار للإنسان الذي تخلى عن بشريته، ليصبح طابع الوحشية سلوكه ، ما ذنبهما فيما حصل لهما؟ ، وهل آن الأوان للحوثيين بأن يلبوا المطالب التي وجهت إليهم من مختلف الجهات لنزع الألغام التي عملوا على زرعها في المنطقة وذهب ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى؟ أم أن تلك الضحايا لم تشفِ غليل من قام بزرعها أو أمر بذلك أو نفذ!! الوضع في عاهم بمحافظة حجة اليوم يدعو رئيس الجمهورية وحكومة الوقاف الوطني لأن يتحملا مسؤليتهم في إنقاذ الأطفال على الأقل إن لم يكن كبار السن والشباب من الرجال والنساء محط اعتبار لديهم، من خلال إرسال فريق من الخبراء في نزع الألغام بصورة عاجلة للمنطقة ، ليعيش الإنسان فيها بأمان.