في الحلقة الأولى تحدث الفنان المرشدي عن ميلاده وطفولته وعن حنان الأم وفقدانه بفقدانها وهو مازال طفلاً يتحسس معالم الطريق عن دراسته ومصاعبها عن الأصدقاء والوفاء .. وعن الظروف التي كانت إبان الاحتلال الانجليزي في عدن ومسألة التعليم وفق هذا وذاك عن الإرادة والتصميم لمواصلة الدراسة برغم كل ظروفه واهتماماته الرياضية ولقبه الذي جاء من شهرته فيها. مترجم بين الأطباء والمرضى من الطبيعية ان دراستي البسيطة المستوى السنة الأولى المتوسطة على متاعبها ما كانت لتؤهلني للعمل ككاتب في الدوائر الحكومية أو غيرها ولكن تصميمي على بلوغ ذلك الهدف غدا مما لا تراجع فيه مهما كانت الصعاب .. وفي أثناء ماكنت وأصدقائي في مكتب السيد صالح حسن تركي نتناقل خبر ما بيننا عن حاجة مستشفى الجيش الهندي المسمى آنذاك 13.G.H لممرضين من مواليد عدن وان الناجحين من المتقدمين سوف تقام لهم دورات تدريبية تؤهلهم لتسلم إدارة المستشفى بعد خروج الجيش الهندي من عدن وعند تسليم المستشفى للجيش العربي الذي كان يسمي جيش محمية عدن ADEN PROTECTORATELEYIES.وتحمس الأصدقاء جميعاً للتقدم للعمل في التمريض وكنت أكثر حماساً منهم لأن باباً ولو ضيقاً قد انفتح للحصول على شهادة قد تساعد مستقبلاً على تحقيق الحلم وفرصة لممارسة اللغة الانجليزية على صعيد التخاطب مع الآخرين وشاء الحظ ان نفوز جميعاً لسهولة اختبار القبول ولم أنم ليلتي تلك من الفرح وشعرت بأنها لفتة كريمة من المولى عز وجل هيأت للمتاعب ولا أنسى موجة البشرى الطاغية التي غمرت وجه ابي وهو يعلم بنبأ تعييني في القسم الخارجي للقيام بالترجمة بين المرضى والطبيب ثم كنا نذهب إلى قاعة المحاضرات لتلقي دروس في فن التمريض وكنت سعيداً بالعمل للفائدة اللغوية التي اكتسبها ولكوني قانعاً بالراتب الضئيل الذي أتسلمه في نهاية كل شهر وأحاول جاهداً ان ادخر جزءاً منه وادخر معه أجزاء كبيرة من الآمال في المستقبل .. ولكن الحظ الذي ابتسم لي منذ فترة قصيرة استكثر علي تلك الابتسامة فبدأ يلُّم شفتيه ويميل وجهته عني. مزيداً من التفاصيل الصفحة اكروبات