يعتبر شهر رمضان المبارك من أكثر الشهور التي تحتاج إلى حسابات وميزانية خاصة داخل كل أسرة، ونتيجة لهذه الخصوصية التي يتمتع بها هذا الشهر الفضيل، ونتيجة لغياب دور الحكومة الرقابي، وأيضاً إلى جشع التجار أدى هذا كله إلى تلاعب التجار في أسعار المواد الغذائية التي كسرت ظهر المواطن كلاً حسب هواه.. (الجمهورية) التقت بعدد من المواطنين وتحدثت معهم حول موضوع ارتفاع الأسعار خلال شهر رمضان المبارك واليكم التفاصيل.. دون انخفاض.. - في بداية جولتنا الاستطلاعية التقينا بالأخ/ محمد فؤاد حيث قال: بالنسبة لوضعية الأسعار فهي تعيش في حالة متذبذبة، ومن الملاحظ أن هذا الارتفاع غير مربوط بالاقتصاد ولا حتى بسعر الدولار، ولكن عندما ينخفض سعر الدولار في السوق.. فهذا الانخفاض لا يؤثر في أسعار المواد الغذائية المستوردة وإنما تبقى على ارتفاعها ودون انخفاض.. وأفاد: إن هذا الخلل يعود إلى غياب عمل الجهات المختصة والمتمثلة بالرقابة والتفتيش حيث أن التجار يتحكموا بوضع السوق على حسب كيفهم. - وأضاف فؤاد: بأن في السابق كان يوجد متنفذون يقومون باستيراد سلعة غذائية معينة ويعملوا على بيعها صحيح بأسعار متفاوتة، ولكن أفضل مما هو عليه الوضع الآن مثل (ملك السكر وملك البر والدقيق ...الخ).. وأوضح: إن الدولار له فترة طويلة ثابت على سعر واحد وبالمقابل فإن الأسعار ترتفع، وهذا طبعاً يعود لمزاجية التجار حيث إن هذا الخلل الحاصل هو مربوط بالمواسم. أردء وضع - فيما أوضحت أم مهند بأن هذا الوضع هو أردء وضع نعيشه في اليمن، حيث إننا مضغوطون من جميع الأطرف، وهذا الارتفاع يأتي نتيجة لغياب الحكومة التي يجب أن تقوم بتأكيد وتثبيت الأسعار، وسبب هذا الغياب أدى إلى أن كل تاجر يمشي على هواه. وأضافت: لهذا نتمنى أن تعود عدن مثل ما كانت في السابق وان تهدأ الأسعار من هذا الارتفاع الرهيب والمتواصل، كما نتمنى أن يأكل الشعب الفقير والتاجر، وكذا أن يأكلوا مع بعض ويحسوا لبعض ويكونوا مثل( الجسد الواحد الذي إذا أشتكى منه عضو تداعت له جميع الأعضاء بالسهر والحمى). ارتفاع فاحش - بينما عبر الأخ/ عارف الضرغام بقوله: طبعاً هذا الغلاء والارتفاع الفاحش في الأسعار يعتبر جريمة بحق المواطن بشكل خاص وبحق البلاد بشكل عام، فالمواطن أصبح لا يقوى على هذه الأسعار ولا يقوى على شراء كل مايرغب به. - وأضاف: لهذا نود من السلطة المحلية ومن الغرفة التجارية وكذا من التجار أن يراعوا المواطن في هذه الأسعار من خلال العمل على توحيدها، وكذا العمل على نزول لجنة من الغرفة التجارية ومكتب التجارة والتموين لمراقبة هذه الأسعار وتقديم من يخالف في الأسعار المحددة للسلعة للمساءلة القانونية، كما إن على التجار أن يرحموا المواطن حيال هذا الارتفاع المتواصل والمتفاوت للمواد الغذائية والاستهلاكية. غلاء جنوني - من جانبه عبرت الأخت/ هبة حسن الصوفي بقولها: مازلنا نعاني من غلاء الأسعار وارتفاعه في كافة المستلزمات الذي نحتاجها في حياتنا اليومية، فماذا سيحدث إذا تراجع التجار عن هذا الغلاء الجنوني الذي أصبح بالنسبة لهم هاجس لا يستطيعون التخلص منه. وأضافت: أتمنى من الدولة توحيد أسعار جميع السلع الاستهلاكية في رمضان.. والتجار يرفقون بالمواطن لان الوضع الراهن لا يستحمل إرهاق المواطن أكثر مما نحن عليه. غير معقول - فيما قالت أم ماجد: هذا الارتفاع غير معقول حيث أصبحت المواد الغذائية والاستهلاكية كل ماله في الطالع، وإذا في شيء ترغب شرائه فلا تستطيع بسبب هذا الارتفاع، وأفادت: طبعاً التجار يقوموا باستغلال الوضع الراهن أكثر ونتيجة لغياب دور الحكومة والرقابة وكذا لعدم وجود ضبط للتسعيرة يضطر المواطن إلى أن يخضع لشراء هذه السلعة رغماً عنه. واستطردت قائلة: ونحن كي نعيش نضطر إلى الشراء بأي سعر يوضعوه أمامنا لأنه لا يوجد خيار سوى إننا نشتري. لهذا نتمنى أن تعود عدن لسابق عهدها وان يكون هناك ستر للحال وأمان وان تكون المعيشة مرضية للطرفين (المواطن والتاجر) وان ينخفض هذا التفشي الفاحش في الأسعار. غلاء وجشع - أما الأخ/ نجمي عبد المجيد فقد قال: ارتفاع الأسعار ظاهرة تدل على عدم الاستقرار السياسي وضعف القيمة الشرائية للريال اليمني، وأضاف: كما إن ارتفاعها يدل على غياب دور الدولة في هذا الجانب من الحياة المعيشية للمواطن الذي فقد كل ركائز الاستقرار في حياته، ومنها قضية الأسعار التي تبدو بدون حل لسنوات قادمة من هذا الصراع المرير. - بينما قال الأخ/ صالح محمد:إن الراتب الذي يتقاضاه في عمله ينتهي بعد منتصف الشهر ومن ثم تبدأ رحلة السلف والديون، وعند بداية استلام راتب الشهر الجديد أحاول في البداية أن أسدد ما علي من ديون وبعدها أبدأ في وضع البنود الأساسية للحياة التي يعجز الراتب بكل تأكيد عن سدادها بسبب حالة الغلاء والجشع الموجودة لدى التجار وكذا ضعف الرقابة. مضيفاً: إن شهر رمضان له حسابات خاصة داخل كل أسرة، كما له ميزانية خاصة يجب أن يتم العمل عليها والتحضير لها قبل أن يأتي الشهر.