حتى الآن.. يعد أهلي صنعاء هو النادي الوحيد الذي يتربع في صدارة أندية الجمهورية من حيث عدم هبوطه إلى الدرجة الثانية منذ انطلاق بطولة الدوري العام الممتاز والمسمى دوري المحترفين، وبطولة النخبة. وهو النادي الأكثر شعبية وجماهيرية بفعل الأداء العام للإدارات المتعاقبة والارتقاء في التعاطي مع الظروف الاستثنائية التي تداهم الوطن في مجالات عديدة، ومنها المجال الرياضي. ويحظى أهلي صنعاء بقاعدة جماهيرية اكتسبها بجدارة والتفت حوله الآلاف المؤلفة من محبي الألعاب الممارسة في هذا الصرح الشامخ العملاق.. لأنه تمكن من إنجاز البطولات، وإحراز الكؤوس والميداليات بألوانها في جميع الألعاب المحلية.. كما تجاوزها إلى المشاركة الآسيوية بفاعلية واقتدار، وكان مستحقاً للقب الامبراطور الصنعاني، كونه هيمن على البطولات فيما تهاوت عروش منافسيه وتذبذبت مستوياتهم الفنية، وانقرضت فيهم أجيال الزمن الجميل.. إلا الأهلي الصنعاني فإنه يعيش أزمنة جميلة، بفضل الدعم المعنوي من محبيه وأنصاره، وثبات مؤازرته من مجلس الشرف الأعلى الذي يضم وجاهات المجتمع كانوا فعلاً هم صمام الأمان لهذا النادي العملاق. الوحيد الذي لم يصب بغيبوبة ويعد الأهلي الصنعاني قلعة رياضية تتخرج منها كتائب النجوم ورواد الكرة اليمنية وممثلو المنتخبات الوطنية في الألعاب الفردية والجماعية.. وليست مبالغة ولا رجماً بالغيب إن قلنا عن هذا النادي بأنه الأفضل في القرن العشرين والألفية الثالثة يمنياً ناهيك عن أنه أنجب أجيالاً حافظت على خطه ومساره دون الوقوع في كبوات الهبوط، والغيبوبة التي أصابت أندية العاصمة وأندية الدرجة الأولى بصورة عامة.. فكل جيل يسلم الراية إلى الجيل الذي يليه، وكلهم يقومون بمهماتهم على أفضل وجه. مشروع لنادٍ أنموذجي الشيء الذي يمتاز به أهلي صنعاء أيضاً أنه يعتمد كثيراً على ذاته وإيراداته من داعمية الذين هم أركان حقيقيون ومؤثرون وفاعلون في رقي صرحه الرياضي.. فرجال المال والأعمال يتبوأون مقاعد مجلس الشرف الأعلى وهم ممن كان لهم تواجد في رياضات مارسوها أو شجعوها في هذا النادي.. وأصبح أهلي صنعاء مؤسسة رياضية أنموذجية في بلادنا بعدما استثمرت إدارته مشاريع استثمارية عديدة لتنويع إيراداتها وعدم الاعتماد على المخصصات الشحيحة التي يضخها صندوق رعاية النشء والشباب كون المشاريع الاستثمارية شكلت نقلة نوعية لهذا الصرح العملاق لدعم أنشطته وفعالياته الرياضية المختلفة وآخرها المشروع الذي يحتوي على صالة كبيرة للمناسبات مجهزة ومؤثثة وفق أرقى المواصفات وسيرفد هذا المشروع خزانة الأهلي الصنعاني بعشرة ملايين سنوياً قابل للزيادة.. إضافة إلى امتلاك النادي صالة مغلقة بمواصفات دولية وملعباً لكرة القدم قد تمت توجيهات من وزير الشباب والرياضة الأخ/معمر الإرياني باستكمال بقية التجهيزات الخاصة بتوفير كراسي لمدرجات الملعب والمنصة الخاصة بكبار الضيوف. إنه صرح يستحق أن يكون أنموذجاً يحتذى بدلاً عن الهرطقة من إدارات الأندية الأخرى بأنها كبيرة فيما هي لاتزال ترضع خيراتها وإكسير حياتها من طرقها لأبواب فاعلي الخير يعطونهم أو يرفضون.. فهل من استيعاب لدرس أهلي صنعاء لتتحرر الأندية من تبعيتها لمن يدعمها بالفتات ، ويقتات منها وعلى حساب شبابها ورياضييها.. نأمل الفهم سريعاً والاحتذاء بهذا النادي العملاق.