بعد نحو ثلاثة عقود ونصف العقد من تأسيسها في سبعينيات القرن الماضي، طالبات مدرسة حفصة بنت عمر الأساسية والثانوية بمدينة حيس التاريخية جنوب محافظة الحديدة يفترشن الأرض لعدم وجود مقاعد وطاولات في المدرسة، التي تعد من أهم الصروح العلمية التي تم تأسيسها على مستوى المحافظة والجمهورية، وعنيت بتعليم الفتاة في وقت مبكر حيث تخرج منها آلاف الطالبات والكوادر النسائية على مستوى المديرية والمحافظة.. وعود وتسويف وتعاني مدرسة حفصة بنت عمر التي تضم أكثر من 700 طالبة في مختلف المراحل الأساسية والثانوية الكثير من التهميش والتجاهل الرسمي لمطالب واحتياجات المدرسة التي باتت مفرغة تماما من أي أثاث مدرسي يذكر، سوى بضع كراسي وطاولتين متهالكتين في إدارة المدرسة وهي من بقايا 24 كرسيا وطاولة زودت بها المدرسة منذ أكثر من أربعة أعوام، فيما لا تتحصل طالبة أو مدرسة على كرسي أو طاولة تستند عليها بين الحصة والأخرى، ناهيك عن أوضاع المدرسة وفصولها الدراسية الرثة والمتهالكة التي أتت عليها الأمطار والسنون ولم تتحصل على أي ترميم يذكر منذ سنوات عدة. - وفي تصريح لصحيفة الجمهورية أكدت مديرة المدرسة الأستاذة والمربية الفاضلة نادية محمد ياسين جبيلي، تجاهل الجهات المعنية لهذه المدرسة رغم الإقبال الكبير عليها من قبل الفتيات من مركز المديرية والقرى المجاورة لها، وحرمان المدرسة من أي تأثيث من كراسي أو طاولات أو صيانة أو ترميم يذكر منذ سنوات عديدة، رغم المتابعة الحثيثة والمتواصلة مع الجهات المعنية في المركز التعليمي ومكتب التربية، والذي للأسف تقابل كالعادة بالتجاهل والوعود والتسويف، ودون مراعاة لشعور ونفسية الطالبات اللواتي يفترشن التراب يوميا. مجرد وعود وأضافت مديرة المدرسة بلهجة حزينة ومتحسرة بأنها لم تدخر جهدا في مطالبة الجهات المعنية لتأثيث وترميم المدرسة بدءا بالمركز التعليمي ومكتب التربية بالمحافظة، ووصولا إلى أعلى مستوى في وزارة التربية والتعليم ممثلة بمعالي الوزير الدكتور عبد الرزاق الأشول، والتي قالت بأنه وعد مؤخرا النظر في وضع المدرسة والتوجيه بتأثيثها وترميمها خلال شهرين، ولكن حتى الآن تبقى كل تلك التوجيهات والأوامر مجرد وعود لم يتحقق منها أي شيء يذكر حتى هذه اللحظة ..! - وناشدت مديرة مدرسة حفصة بنت عمر وزير التربية والتعليم سرعة الالتفات والنظر في وضع هذه المدرسة الاستثنائية والتوجيه بتأثيثها بالكراسي والطاولات المدرسية، وترميم فصولها الدراسية المنهارة، وبما يعيد نشاط وحيوية المدرسة وثقة الطالبات اللواتي بتن يشعرن بالإحباط والبؤس خاصة الفتيات والشابات في المراحل الإعدادية والثانوية جراء افتراشهن الأرض في فصول رثة تملؤها الأتربة.. مزاعم.. من جانبهم استنكر عدد من المدرسين والمدرسات وطالبات ثانوية حفصة بنت عمر تجاهل الجهات المعنية لمعاناة الطالبات ومطالب واحتياجات هذه المدرسة النموذجية، التي أنجبت آلاف الخريجات المتميزات، وعددا من أوائل الطالبات على مستوى الجمهورية، مؤكدين أن هذا التجاهل المستمر لاحتياجات المدرسة من كراسي وأثاث مدرسي ومعمل وغيرها، لا يخدم السياسة التعليمية والطموحات المرجوة والمزاعم المنادية بتشجيع تعليم الفتاة الريفية، إن لم يكن يصب في العكس تماما من تقويض ومناهضة تعليم الفتاة وتنفيرها.. متمنين أن تلقى مناشداتهم الآذان الصاغية والمدركة للوضع الحرج الذي تعيشه أكثر من 700 طالبة في هذه المدرسة، التي يزداد إقبال الفتيات عليها وعلى التعليم على مستوى المديرية والقرى المجاورة لها رغم كل الظروف و المعاناة ..!